تحقيقات وتقارير

“حمى الضنك” بالخرطوم.. تمدد وباء وانعدام دواء

انتشرت خلال الأسابيع الماضية إصابات بحمى الضنك بولاية الخرطوم ما استدعى الحكومة لدق ناقوس الخطر جراء الارتفاع المتزايد.. وتشير متابعاتنا الى ان اصابات (كورونا) عادت مجدداً.. وفي ظل الكثافة السكانية العالية بالولاية والعجز المستمر في المعينات الطبية فالوضع ينذر بالخطر.

تعتبر حمى الضنك عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض وتنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.

حمى الضنك ظهر في عدد من محليات الولاية فوزارة الصحة بالخرطوم كشفت عن انتشار حمى الضنك وسط ربات المنازل.. بعض المصادر الطبية قالت للصحيفة ان الوباء جاء من ولاية شمال كردفان بسبب الأبقار التي أتت من الجنوب وهي مصابة بالضنك.

وفي نهاية العام الماضي سجلت ولاية شمال كردفان اول حالة بالضنك ووصلت نسبة الوفيات بالمئات بحسب التقارير الطبية.

وكشفت الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بولاية الخرطوم في تقريرها الأسبوعي للطوارئ، عن وجود زيادة في حالات الإصابة بحمى الضنك وفيروس كورونا. ونوه مدير الإدارة العامة للطب الوقائي بالولاية عبد الله بخيت عن اتجاه لتكثيف العمل والأنشطة الوقائية بمحلية أمبدة الحارة (20) بسبب تزايد حالات الإصابة بحمى الضنك هناك.. الى ذلك كشف مدير عام الصحة للصحيفة عن وجود حملات رش للمنازل ومكافحة الناقل الى جانب افتتاح عيادات للكشف والفحص.

الضنك بالأرقام

وبحسب الاحصائية الرسمية الصادرة من وزارة الصحة فإن حالات الاشتباه الأخيرة بلغت 95، منها 46 إيجابية، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الاشتباه إلى 1686، منها 933 مؤكدة وفق تقرير صادر عن الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بالوزارة.

وكشفت إدارة العدل لـ”الانتباهة” عن وصول (32) حالة لمراكز العزل منها (3) حالات دخلت العناية المكثفة و(3) حالات اخرى تم عمل غسل كلى لها ونقل صفائح دموية لكل الحالات، اما إدارة الصحة أفادت ان عدد الحالات المؤكدة بلغ (1042) حالة بمحليات الولاية الثلاث، واشارت الى وجود حالات وافدة، مؤكدة وجود (20) حالة فقط بالمستشفيات ونوهت إلى حدوث حالة وفاة واحدة في فبراير الماضي.

أعراض مصاحبة

حمى الضنك هي مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطة لسعات إناث بعوض من فصيلة “الزاعجة المصرية”؛ الحاملة للعدوى ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه ورغم أن معظم حالات الإصابة بحمى الضنك لا تكون مصحوبة بأعراض أو قد تكون مصحوبة بأعراض خفيفة فإنها تظهر كمرض شبيه بالأنفلونزا يصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين وعادة ما تدوم أعراض المرض فترة تتراوح بين يومين و7 أيام في أعقاب فترة حضانة تتراوح بين 4 و10 أيام بعد تعرض الفرد للسع بعوضة مصابة بعدوى المرض.

وتبدأ الأعراض في الغالب بصداع شديد مصحوب بغثيان وألم وراء العينين وفي العضلات والمفاصل، مع ظهور طفح جلدي في بعض الحالات. وعادة ما يدخل المريض ما يسمى بالمرحلة الحرجة في غضون 3 إلى 7 أيام بعد ظهور أعراض المرض عليه.

وخلال 24 إلى 48 ساعة من المرحلة الحرجة، يمكن أن يظهر على جزء صغير من المرضى تدهور مفاجئ في الأعراض، مما قد يشير إلى إصابته بحمى الضنك الوخيمة التي تسبب مضاعفات مميتة ناجمة عن تسرب البلازما، أو تراكم السوائل، أو ضيق التنفس أو النزف الشديد أو قصور أداء أعضاء الجسم.

وفي المراحل الحرجة من المرض يشعر المريض بألم شديد في البطن مصحوباً بتقيؤ مستمر، وسرعة التنفس، ونزف اللثة أو الأنف، والإجهاد والتململ، مع وجود دم في القيء أو البراز.

ونظراً لأن البعوض هو الناقل الرئيسي للمرض، فإن قرب مواقع تكاثر البعوض الناقل من سكن الإنسان يعد واحداً من أخطر وأهم عوامل الإصابة بحمى الضنك.

الإصابة والتعافي

وروى مرضى وناجون تفاصيل معاناتهم مع الوباء دون الحصول على علاج حيث اعتمدوا على المسكنات والمحاليل الوريدية.

وقالت الناجية حواء النور انها أصيبت بالمرض منذ اسبوعين حيث انتقل إلى جميع أفراد أسرتها وأضافت عانيت كثيراً حتى قدر الله لي الشفاء، وتابعت اذا ذهبنا المستشفيات فلا يعطوك غير الدربات والبندول فمن الأفضل أن نظل في منازلنا وأردفت كان الله في عوننا.

اما المريضة الهام فتقول أصبت بالمرض قبل خمسة أيام ولا زلت أعاني كثيراً ومكثت في المستشفى ثلاثة أيام وبعدها عدت الى منزلي في البدء لم أعلم انها حمى الضنك ذهبت لعدد من المراكز الصحية وفي كل مرة يخبروني بأنها ملاريا ومن ثمة تايفويد وفي نهاية الأمر تبين أنها حمى الضنك التي ليس لها علاج غير الصبر.

انتشار وعزل

الى ذلك اكد مدير الإدارة العليا لمراكز العزل محيي الدين حسن ارتفاع حالات الإصابة بالضنك والكورونا خلال الأسابيع الماضية وقال حسن لـ”الانتباهة” جهزنا مراكز العزل بامدرمان لاستقبال الحالات ولا يزال مركز عزل المناطق الحارة قيد التجهيز تحسباً لزيادة الحالات وأضاف عدد الإصابات بالضنك أكثر وهناك زيادة في المصابين بكورونا كاشفاً عن ان عدد الحالات التي دخلت مراكز العزل منذ بداية الوباء بلغ (32) حالة منها (3) حالات دخلت العناية المكثفة و(3) اخرى تم عمل غسل كلى لها إضافة لعمل نقل صفائح دموية لكافة المرضى بحسب ما ذكر.

وفي سياق متصل حاولنا التواصل مع إدارة الطوارئ ومكافحة الوبائيات بالولاية لمعرفة موقف المرض وعدد الحالات والإجراءات الاحترازية، لكن مدير الإدارة رفض الحديث للصحيفة.

مكافحة

مدير عام الصحة محمود القائم أكد لـ”الانتباهة” أن هناك زيادة يومية للحالات وقال لا توجد اي وفيات سوى الحالة الوحيدة التي حدثت في فبراير منذ بداية الوباء وهذا شيء مطمئن وكشف عن ان عدد الحالات المؤكد بلغ (1042) بجانب وجود (20) حالة بالمستشفى نافياً حدوث فشل كلوي وسط المصابين بالضنك وأضاف اكثر الاصابات وسط النساء لأن البعوض الناقل في المنازل وأكثر المحليات انتشاراً هي كرري وامبدة.

وفي السياق ذكر ان كورونا عادت ولكن الضنك هو الأكثر وليس لديه علاج غير البندول والسوائل.

وقال محمود القائم عملنا على المكافحة داخل المنازل ورش الناقل وقمنا بفتح عيادات للفحص والكشف ولا توجد اي وبائيات اخرى.

تقرير : خديجة الرحيمة

الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى