تحقيقات وتقارير

مستشفى ود آدم.. المأساة تحكي والواقع يرويها

أسئلة كثيرة أثارت حيرتي من مشاهداتي وانطباعاتي حول مستشفى (ود آدم) الذي يقع في محلية 24 القرشي بولاية الجزيرة – و يتلقى العلاج فيه مواطنون بالقرى المجاورة التي تتجاوز عددها ال 20 قرية إضافة إلى مواطني الكنابي أو السكن الاضطراري، بما لا يدع مجالاً للشك والحقيقة تكتب عن عمل الطبيبات ( إسراء ، ونهلة) حفيدات الشيخ (ود بدر).

 

المشاهدات والانطباعات التي خرجت بها من وحدة (ود آدم) ، الكرم الفياض من مرافقي المرضى خاصة لمن أراد أن يزور المستشفى مريضاً أو مرافقاً- كل ما يفعله فقط يرتب ملابسه داخل الشنطة بعيداً عن تفقد جيبه، (ود ادم) (ود بدر) يتشابهان في الكرم ، و(ود بدر) غني عن التعريف، إلا أن مواطني المنطقة جعلوا من المستشفى تكية كل ما هو تطلبه في متناول يدك.. شاي الصباح والقهوة ب(الثرامس) يتسابقون ويحرصون في أن يتناول أي شخص داخل المستشفى شاي الصباح بجانب الوجبات بالرغم من الغلاء الطاحن الذي يعاني منه كل مواطن.

 

أوضاع مأساوية

تعيش مستشفى (ود آدم) أوضاعاً سيئة جداً، بالرغم إنها تقدم خدمة للمواطن ، إلا أن كوادرها الطبية تعمل في ظروف صعبة للغاية، حيث التقت (تيار الناس) بعدد من النساء اللاتي أجريت لهم عملية جراحية (ولادة) من بينهن السيدة (مرحباً بعد أن استقبلت مولودها الثاني، روت لنا المأساة التي مرت بها منذ دخولها المستشفى الذي يحتاج إلى عمل مكثف –بحسب حديثها، وشكت من كثرة قطوعات الكهرباء حيث تستمر القطوعات لساعات طويلة جداً و يوجد بالمستشفى (مولد) واحد فقط يتم تشغيله في حال قطعت الكهرباء، بينما شكت سيدة أخرى (ريان) التي خضعت إلى أكثر من عملية ولادة بالمستشفى من وضع المستشفى الذي يفتقد لأقل المقومات وهي المياه التي تكاد تكون معدومة ، حيث تستخدم مياه (البراميل، والأزيار) الكاشفة والمعرضة للتلوث ، في الشرب والاستخدامات الأخرى ، مع أنتشار كبير للباعوض ..أما الحمامات فلا أثر لها داخل المستشفى غير واحد تنبعث منه الروائح الكريهة بسبب عدم النظافة والاستخدام لذلك يترتب على المريض أو المرافق عدم الاستحمام أو حتى غيار ملابسه كل ما عليه الصبر على الوضع حتى يذهب الى منزله .. وقد يستمر الوضع لأكثر من يومين .

 

ومن جهة أخرى شكا عدد من المرافقين للمرضى داخل المستشفى من عدم وجود نظافة دورية داخل المستشفى ، مع انعدام تام ل(سلات) لجمع النفايات ونقص في (المراتب والأغطية) وحتى الموجود منها انتهت صلاحيته ..هذا كثير من قليل خاصة وإن هذه المراتب وبحالتها البالية تستقبل مواليد يجب أن يجدوا بيئة ملائمة ..مع انعدام المعينات التي تساعد في إيقاف نزيف لامرأة حامل أو انقاذ روح طفل في حاجة الى أوكسجين.

 

تكاليف باهظة…

والمشهد العجيب التكاليف الكبيرة للفحوصات ولإجراء العمليات القصيرية وغيرها ..تكلفة العملية القيصرية ( 85 )الف جنيه وصورة ألاشعة ( 10 ) ألف وتسليم الطفل المولود (5)آلاف وخلاصة الطفل أيضاً يتم تسليمها للمرافق بالفي جنيه، وأما تكلفة شراء الأدوية حدث ولا حرج.

 

كوادر المستشفى تعمل في ظروف صعبة غير ملائمة في ظل انعدام المعينات ..الطبيب الجراح الوحيد المختص يتم الاستعانة به في حالات الولادة القصيرية حيث يعمل بمستشفى (ود النورة) الريفي ، يتم استدعاؤه وقت الضرورة ، بجانب الطبيبات (إسراء ونهلة) اللاتي يبذلن جهدهن لتقديم خدمة مميزة للمواطن بالرغم من إنهن يعملن في مستشفيات أخرى لسد النقص في الكوادر الطبية بتلك القرى .

رسالة في بريد والي ولاية الجزيرة ووزير الصحة الاتحادي والولائي من أراد الحقيقة أن يذهب إلى المستشفى ويشاهد ما يحدث.

الخرطوم: (صحيفة التيار)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى