محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الشهيد إبراهيم مجذوب قتله (البيان) وليس (الرصاص)

 

(1)
 قتلوه الـ (…) حتى لا يروح تفكيركم لبعيد، فان المقصود بمن بين القوسين هم (الفلول) وهذا اقصى وأسوأ ما يمكن ان يوصف به (القتلة)… اما لماذا نضعهم في فراغ بين قوسين؟ .. فذلك لفراغهم ولأنهم يقبلون أي وصف يمكن ان يطلق عليهم للقارئ الكريم الحرية التامة في ذلك.
 هذه السلطة اذا اختلفت معها قتلوك بحجة اثارة الشغب وتقويض النظام وسلامة المنشآت او ردوا الجريمة الى تصرف فردي. وإذا اتفقت معها قتلوك (غدراً).
 لا تسلم منهم في كل الاحوال – هؤلاء ينظرون للشعب على انه عدو وخصم لهم، في كل انحاء العالم ودوله المحترمة الشرطة في خدمة الشعب ، الشرطة عندنا في خدمة السلطة ، وليتهم يخدمونها بعدل ، هم يخدمونها بما يخصم منها ويدفعها للزوال والسقوط والتلاشي.
 ألم يكفكم كل هؤلاء الشهداء الذين فقدناهم منذ بداية الثورة في ديسمبر 2019م وهم في اوج الشباب يتدفقون حيوية ووطنية لتقتلوا المزيد منهم؟
 ‏في بيان لجنة الاطباء المركزية – (ارتقــاء روح شهـــــيد خلال مشاركته في مواكب شرق النيل‏ إثر إصابته بعيار ناري في الصدر وبهذا يبلغ العدد الكلي للشهداء منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ١٢٥ شهيداً).
 125 شهيداً منذ 25 اكتوبر 2021م .. كل من ساند ودعم او سكت على هذا الانقلاب شريك في قتل هؤلاء الشهداء ويجب ان يسأل عن الارواح التى فقدناها بحجة تكملة مؤسسات السلطة المدنية.
 125 شهيداً يا قتلة!!
 125 شهيداً لا يطلبون منصباً ولا مقعداً ولا منحة ولا جالون بنزين!! .. 125 شهيداً يطالبون بالسلطة المدنية.
 125 شهيداً قابلت السلطات (سلميتهم) بالحاويات والغاز المسيل للدموع والرصاص والبيانات الهزيلة.
 لقد سقط نظام البشير في 11 ابريل 2020م لكن القتل ما زال مستمراً – بل ان القتل اصبح بصورة اكثر وحشية وانتقاماً وفوضى وهمجية.
 في نظام الانقاذ كانوا يخجلون عندما يسقط شهيد يقولون ان سبب الوفاة (زبادي فاسد) او كانوا يرمون بجثة الشهيد في الطرقات الخفية، او يسلموه لإحدى المشارح تحت بند (مجهول الهوية) .. الآن القتل يتم بصورة عنترية وأمام اعين القاتل وفي الطريق العام وباستهدافه ومع سبق الاصرار والترصد.
(2)
من اين لكم بهذه الوحشية التى جعلتكم تقتلون من خرج في موكب سلمي يطلب بالمدنية والحرية والسلام والعادلة ؟ وانتم الذين تتعاملون مع الذين يهرّبون ثروات البلاد بمطار الخرطوم بلطف وحب ، وتواجهون عصابات النهب والسلب ومن يعرضون امن الوطن واستقراره الى فوضى بالورود.
 الشعب يخرج في احتجاجات (سلمية) تقابل بعنف مفرط وقوة زائدة من قبل القوات النظامية في الوقت الذي تستعمل فيه نفس السلطات (السلمية) الكاملة مع عصابات (9) طويلة والنيقرز والفوضى التى تنهب وتسرق وتقتل.
 يتعرض توباك وصحبه لمعاملة قاسية تفتقد للعدالة والإنسانية وهو متهم لم يدن، وقتلة الشهداء يخرجون علينا في صورة تؤكد ان الاصرار والترصد في هذه الجرائم معه غل وخبث.
 يعلن الفلول عن تكوين الجيوش ويتم اغلاق الشرق والميناء ويقتل الابرياء.
 لماذا كلما وثقنا فيكم .. جعلتمونا نندم على هذه الثقة؟ وتتحول هذه الثقة الى يقين ان هذه السلطة مكانها (كوبر)… وليس في ذلك عجب لأن السلطة الحاكمة الآن سلطة سجن كوبر ، فما يحدث في الشارع السوداني من تفلتات مجهولة ومن اغتيالات معلومة وتخريب للاقتصاد وإثارة للفوضى لا يمكن ان يحدث إلّا من الفلول.
(3)
 كلما تقدمنا خطوة نحو التوافق والسلام والتسوية خرجت (طلقة) على ذلك النحو لتفسد كل شيء.
 هذه الرصاصة لم تصب الشهيد ابراهيم مجذوب شهيد شرق النيل في موكب 28 فبراير .. هذه الرصاصة اصابت الوطن وسلامته وأمنه وهي رصاصة في كل قلب مواطن سوداني شريف.
 اسوأ من هذه الرصاصة بيان الشرطة الذي يخرج بنفس الكلمات والعبارات والمحتوى بعد مقتل أي شهيد.
 جاء بيان الشرطة بعد مقتل الشهيد ابراهيم مجذوب على هذا النحو : (تابعت رئاسة قوات الشرطة ما تم خلال اليوم من احداث صاحبت تنفيذ خطة لجنة تنسيق شؤون الأمن بالولاية للحراك المعلن من تنسيقية لجان المقاومة بولاية الخرطوم، خاصة الفيديو المتداول بسقوط وإصابة متظاهر بتصرف احد منسوبينا والذي تم اتخاذ الاجراءات القانونية حياله فوراً وهو سلوك شخصي وتصرف مرفوض ومخالف لموجهاتنا بعدم التعقب او المطاردة اثناء تعامل القوات مع المتفلتين الذين يستغلون الحراك لاحداث فوضى تقود إلى ما لا يحمد عقباه . اننا نترحم على القتيل وتعازينا لأهله وأسرته ونعبر عن اسفنا لهذا الحادث المؤسف).
 هذا البيان مكرر تخرج نسخة منه وتعمم اصداراته بعد مقتل أي شهيد تثبت جريمته بمقطع فيديو.
 هل احداث الفوضى عندهم اكبر من القتل.
 بهذا البيان يردون على مقطع فيديو يحكي كل شيء.
 ولا شيء عندهم غير الأسف (اننا نترحم على القتيل وتعازينا لاهله واسرته ونعبر عن اسفنا لهذا الحادث المؤسف).
 والشرطة تتابع!! هكذا يقولون في بيانهم!!
 125 شهيداً ماتوا بنفس الطريقة ونفس البيان.
 هذا البيان اخطر من (الرصاصة) التى قتل بها الشهيد ابراهيم مجذوب .. الشهيد ابراهيم قتله هذا (البيان) ولم تقتله رصاصة الملازم اول الذي لا اعرف كيف وصل لهذه الرتبة وهو يفتقد للإنسانية ويفتقد للشعور؟
 التفلتات والفوضى يعكسها هذا البيان وليس (9) طويلة .. من هنا تحدث الفوضى.
 اذا لم تكن هنالك محاسبات ومحاكمات وقصاص سوف يسلم هذا الوطن الى فوضى لن تنتهى وأول من يتضرر من ذلك (السلطة) قبل (الشعب).
 اذا كانت السلطة غير قادرة على ضبط شرطتها هل يمكن ان تضبط الشعب؟
(4)
 كل الشهداء الذين سقطوا بعد انقلاب 25 اكتوبر شهداء صغار في السن ، يحلمون بغد مشرق ببراءة الاطفال – يدفعهم العشم في سلطة مدنية للخروج لمواجهة الرصاص.
 بعد كل موكب ينقص منهم شهيد – مع ذلك لا يتوقفون ولا يتراجعون ولا ينكسرون.
 الرصاص يزيدهم صموداً ويؤكد ألّا حل غير السلطة (المدنية).
 عجباً بعد ارتقاء (125) شهيداً ما زالوا من اجل هذا الوطن يلتزمون بلسميتهم ويتمسكون بأحلامهم.
 لقد ارتقى الشهيد ابراهيم مجذوب وسقطت سلطة انقلاب 25 اكتوبر.
(5)
بغم
 في حرب روسيا على اوكرانيا وحرب امريكا على العراق لم نشاهد مثل هذا الفيديو الوحشي.. والقاتل يتوجه نحو الشهيد ابراهيم مجذوب بهذه الوقاحة.
 في مقطع الفيديو لم يهرب الشهيد ولم يمنحهم ظهره .. من فعل ذلك القاتل الذي تراجع وهرب وولى الادبار بعد جريمته.
 الشهيد ابراهيم مجذوب حتى بعد ان اصيب قاوم من اجل الوقوف .. قال كلمته ورحل.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى