تحقيقات وتقارير

وقفة إحتجاجية أمام بوابة الولاية توقف تحرك لودرات الإزالة

* المئات من الأهالي الغاضبون يغلقون شارع الجامعة إحتجاجا على قرار مدير عام الأراضي
* لجان التغيير والخدمات تدفع بمذكرة تحذيرية لوالي الخرطوم

 

في قاع المدينة يعيشون، يشدّون رحالهم عند غبش الفجر في رحلة السقيا التي تصل لعشرات الكيلومترات، هكذا يفعل رجالهم ونساؤهم، ظروف الحرب كانت سببا في تلك الهجرات المتواصلة والمتقاطرة صوب الخرطوم، ثلاثمائة سنة هي عمر قريتهم (الصفيرا) بسالات وتضحيات رجالها رمت بسهم في كنانة الدولة المهدية، وفقا للوثائق التي بحوزتهم هم من أوائل القاطنين بالمنطقة، عندما اشتدت وطأة الجوع في قراهم النائية بأصقاع كردفان ودارفور فروا بارواحهم خشية الهلاك، مئات الأسر المتعففة ايضا بدلت مسقط رأسها بفعل ومآلات مجاعة سنة ستة، ظلوا هنالك يدفعون الأتاوات لحكومة المخلوع بإيصالات مبرئة للذمة، تلك الأتاوات التي يستقطعها الكادحين من قوت عيالهم تكشف ضمنيا أعتراف الدولة باحقيتهم في المواطنة وتعزز وجودهم المستحق وملكيتهم لتلك البقعة التي تنتهي عندها ذيل ولاية شمال كردفان..!

 

إزالات متلاحقة
تعرضت قرية الصفيرا رغم محدودية دخل قاطنيها الذين يعملون في المهن الهامشية الى ازالات متلاحقة أجبرت الكثير من أهاليها الى السكن داخل تلك العشش خشية من إهدار مايكتنزونه من أموال على قلتها في بنايات يعلمون يقينا ان بلدوزرات الدولة ستطأها تحت تلك الأطارات السمكية، عشرة قرارت أزالة أصدرته دولة (الكيزان) في حق الاهالي لم تراع فيه حرمة الشهر الفضيل، التمدد العمراني الذي أبتلع ملايين المساحات والأفدنة الزراعية بأطراف المدينة التاريخية أم درمان لم يشبع المتنفذين في دولة الفلول في استخدام الذراع الطويلة لسلب استحقاقات ما كان لهم أن يطالوها لو تمسك ضعاف القوم بحقهم الشرعي الذي هو أساس المواطنة لطالما إلتزم الطرف الأخر بكل الحقوق والواجبات.

قرار مفاجئ
عصر الثلاثاء وبينما كانت لجنة الحصر التي شكلتها لجان التغيير والخدمات تمارس مهامها في تكملة الإجراءات الخاصة بملفات الأحياء السكنية داخل القرية المنسية فاذا بتسريبات ترشح بالقرية كسريان النار في الهشيم، قرار أزالة جديد قيد التنفيذ كشف عنه مدير الأراضي، قرار كذلك لم يراع فيه المسؤولين التوقيت المناسب إذ لم يتبق للشهر الفضيل إلا بضعة أيام

وقفة إحتجاجية
منذ وقت مبكر من الأمس تدافع المئات من المواطنين صوب أمانة ولاية الخرطوم إحتجاجا على قرار الإزالة الذي اكتملت كل إجراءاته حيث لم ينقصه غير توقيع أحمد عثمان حمزة والي الخرطوم المكلف، تدافع الجماهير الغاضبة أغلق شارع الجامعة وتسبب في إختناق مروري مادفع مكتب الوالي السماح لبعض المتضررين من مقابلة الوالي حمزة، حيث خلص الإجتماع الذي دار بين ممثلي قرية الصفيرا ووالي الخرطوم الى إعادة النظر في قرار الازالة الذي ظل يلوح به مدير مكتب الأراضي وفقا لإفادات أعضاء لجان التغيير والخدمات بالمنطقة، وأكد الاهالي الذين تحدثوا ل الجريدة عن تمسكهم بحقوقهم القانونية والدستورية في التملك كغيرهم من السودانيين.

 

القرية المنسية :
أحمد عربي أمين عام لجنة التغيير والخدمات بالقرية التقته الجريدة داخل أمانة الحكومة كشف عن جهات لم يسمها قال انها وراء زعزعة الاهالي بالمنطقة وأنها تخطط الى طرد المواطنين القاطنيين بها منذ مئات السنين ومنحها الى جهات استثمارية سبق وان استقطعت عشرات المربعات من القرية بطرق لم تراع حتى حق المواطنة، وأردف: نحن في القرية ظللنا ندفع كافة الاتاوات التي تفرضها المحلية رغم محدودية دخل المواطن في تلك القرية النائية التي تفتقد الى أبسط مقومات الحياة، وتابع، قبل ذلك نفذت محلية أم بدة عشرات الإزالات ما أثار حنق وغبن كثير من المواطنين هذا عطفا عن الخسائر المادية الطائلة التي تسببت فيها تلك الإزالات من هدم للمنازل على رؤس الأرامل والمرضعات من الناس، هذه الوضعية عايشها انسان القرية وكادت أن تتسبب في ما لا يحمد عقباه لولا تدخل كبار وحكماء القرية، واسترسل تم حصر القرية عدة مرات عبر لجنة مختصة من أعيان القرية تحت إشراف وتنسيق مع المدير التنفيذي لمحلية أم بدة حيث تم حصر عدد 11000منزلا بمختلف الأحياء داخل القرية وهو ما يعزز الكثافة السكانية العالية رغم إنعدام الخدمات الضرورية من كهرباء ومياه شرب، ومضى أن القرية بأكملها تحتوي على مايزيد عن 20000 وحدة سكنية بجانب بعض المنازل التي تمت إزالتها من قبل السلطات المختصة قبل عدة سنوات خلت، نحن من خلال وقفتنا الإحتجاجية التي احتشد لها المتضررون أمام بوابة الامانة العامة استطعنا من إرسال عدة رسائل في بريد كل السلطات الادارية على رأسها والي الولاية الذي نفض يده من القرار، كما فتحت الوقفة فرصة أمام المواطنين المتضررين من للتعبير عن أرائهم وكشف بعض المخططات التي ظلت تستهدف أمن وسلامة المواطن بإرسال رسائل مستفزة بها كثير من المخاوف التي من شأنها أن تزعزع وحدة وتماسك المجتمع بالمنطقة والذي يشمل كافة الإثنيات والقبائل .

 

شظف العيش
في السياق أبدى هاني عبدالرحيم إمتعاضه من الحملات الممنهجة التي ظلت تتبعها الجهات من أجل تشريد الأسر التي عانت كثيرا من الإزالات بهدم المنازل دون مراعاة للظروف القاهرة التي يعيشها أغلب المواطنين من شظف في العيش وتردي في كافة الخدمات، وقال نحن سكان قرية الصفيرة تلك القرية التاريخية التي عانت سنوات طويلة من الإهمال والنسيان كأنها سقطت من ذاكرة الحكومات،القرية ظلت دون تخطيط الى ان قيض الله لنا فرصة للإعتراف بها من قبل حكومة الخرطوم والتي وجهت أعيان المنطقة بضرورة تكوين لجنة ومباشرة الإجراءات الاولية لبدء عمل الحصر والتنظيم كخطوة إستباقية لتخطيط القرية، وأردف باشرت اللجنة عملها باشراف المدير التنفيذي لمحلية أم درمان وبرئاسة مدير الوحدة التي تتبع لها القرية بجانب الإستعانة بالعريفين وهالي المنطقة، وتابع، تمكنت اللجنة من حصر ما يقارب عن 11000 منزلا حيث ساهمت اللجنة من رفد الخزانة بما يقارب عن 170مليار جنيها وذلك خلال أشهر معدودة، قمنا بذلك ونأمل أن تكتمل عملية الحصر حتى تتثنى لنا عملية التخطيط والتقنين.

زيارات مريبة
دفع الأهالي بمذكرة الى والي الخرطوم كشفوا من خلالها كثير من التساؤلات التي ظلت حائرة في أذهان المئات من المواطنين بالمنطقة وأشارت المذكرة الى أنه خلال الفترة السابقة شهدت القرية زيارتين من قبل وزارة التخطيط العمراني، الأولى كانت بقيادة الوزير المكلف حسن عيسى وبمعيته مدير عام الاراضي والتي أعقبتها حالة من الإحباط والإحتقان وسط الأهالي بسبب التقرير الذي دفع به الوزير والذي نفى فيه حتى الوجود البشري بالقرية، ثم تلتها زيارة ثانية برئاسة مدير عام الاراضي طه دفع الله برفقته مدير عام جهاز حماية الأراضي، وقفت الزيارة على الأوضاع ميدانيا،حيث أقر مدير الاراضي بوجود أعداد كبيرة من المواطنين بالقرية وطالب اللجنة المعنية بالحصر بإرسال الكشوفات وشدد على ضرورة وقف عمل اللجنة بعد أن قامت بحصر 11000 مواطنا .
الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى