محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الحرب أولها ما تحمّر ليّ

 

(1)
 خلاف البرهان وحميدتي لن يخدم إلا الفلول وتجار الدم والسلاح والفوضى.
 لا تشعلوا الفتنة بالمزيد من الجثث.
 الفلول يلعبون بآخر اوراقهم – وصلوا الى المحطة الاخيرة وانكشفت حقيقتهم وسوف يكونوا الاكثر خسارة في كل الاحوال.
 الكيزان هم الخاسر الوحيد من هذه الاوضاع وان حدث الخلاف.
 تدوير وتدويل لغة (ما تحمّر ليّ) لن يحصدوا منها شيئاً. هم يضيفون خسارة جديدة الى خسائرهم.
 نحن الآن في مرحلة الفساد (الوطني) بعد الفساد المالي والفساد الاداري والفساد الاخلاقي.
 وكل الطرق تؤدي الى الخلاص من الفساد.. الى الفجر الذي يقترب.
(2)
 يروّج الفلول وإعلامهم وأنصارهم لخلافات كبيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويتحدثون عن نذر الحرب التى يمكن ان تقع في السودان في الفترة المقبلة فتحول عاليها الى واطيها. وهذا كلام غير حقيقي الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع لا يمكن ان يصل الى هذا المنزلق الذي يجعل الكيزان يستبشرون ويقولون ان الحرب ازفت.
 عند السودانيين (وطنية) تعصم البلاد من التهلكة والضياع.
 ثقوا في هذا الشعب وهذا الوطن واعلموا ان في الجيش ما زال هنالك حكماء ورجال خلص لن يعرضوا البلاد للخطر حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم وأرواحهم.
 عن ثقة اقول ان قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي لا يمكن ان تفكر بهذه الطريقة (المبتذلة) وان فكروا بهذه الطريقة فان (الجيش) لن ينحدر الى هذا المستوى الذي يحول فيه الوطن الى بركة دماء.
 لا تجعلوا الخوف يمنع تقدمكم .. تقدموا فلن تخسروا غير الخوف.
 الغريب ان القوة الثورية بفهم او غير فهم هي الاخرى ركبت الموجة وصارت تهدد باحتمالية حروب ومعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
(3)
 قبل سقوط نظام الانقاذ ، كان اهل الانقاذ يحدثون الشعب ان لا بديل لهم .. لقد رأينا وشهدنا بعد انقلاب 25 اكتوبر ان عدم وجود البديل .. وعدم وجود حكومة افضل من وجود الانقاذ وحكومتها.
 الفراغ افضل من الانقاذ.
 هدد الانقاذيون الشعب السوداني في حال سقوط نظامهم بالفوضى والخراب والدمار وليبيا اخرى وسوريا جديدة ويمن حديثة في السودان وان يحمل أي مواطن سوداني بقجته على رأسه . الاوضاع مستقرة الآن وما يحدث في الشارع السوداني طبيعي بعد اقتلاع نظام استمر لمدة (30) سنة تعمق فيها وسيطر على مفاصل الدولة وفصائلها بما في ذلك فصائل الدم نفسها.
 تجاوز السودان المرحلة الخطرة .. عبرنا مرحلة اسقاط الانقاذ وعبرنا مجزرة فض الاعتصام ومرحلة انقلاب 25 اكتوبر ونقترب الآن من الوصول بإذن الله وتوفيقه الى بر الامان.
(4)
 الخلاف الآن بين الجيش وقوات الدعم السريع خلاف صحي .. سوف تضع (البندقية) اوزارها .. ان يكون الخلاف في الظاهر وعلى الملأ افضل من ان يكون الخلاف في الباطن وعلى غدر.
 التباين بين الجيش وقوات الدعم السريع اصلاً كان موجوداً منذ النشأة .. والإنقاذ ما ارادت من ذلك إلا ان تحفظ وجودها وهي ترتب عودتها من خلال هذا الخلاف .. لكن هيهات لها ذلك.
 قادرون ان نعبر وان نمضى إلى غاياتنا ونحن اكثر تماسكاً وصموداً ووحدة.
 في مثل هذه الازمات نثق في الجيش السوداني .. في كل الثورات الشعبية يلجأ الشعب للجيش وفي كلها انحاز الجيش للشعب وهذا يعني ان الجيش السوداني مع الشعب ولن يخذله.
 سوف نمر بمطبات كثيرة .. وأزمات عظيمة .. وسوف نعبر .. تجاوزنا الاصعب ولم يتبق إلا القليل.
 مطلوب في هذا التوقيت ان نتماسك اكثر .. وان نجعل (الوعي) هو الذي يقودنا لا عواطفنا ولا قبائلنا ولا اسلحتنا.
 المخاض الاخير سوف يولد الثورة من جديدة.
(5)
 بغم
 الإنقاذ قادت الحكومة (30) عاماً.
 لا تجعلوا الانقاذ تقود (المعارضة) الآن.
 فشلوا عندما كانوا في السلطة وسوف يفشلون اكثر في المعارضة.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى