عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: وحدة الاتحاديين ..هل الحل..

 

وفد من حزب الاتحادي الديموقراطي بقيادة السيد جعفر ميرغني زار عروس العواصم جوبا والتقى بالسيد عبد العزيز الحلو زعيم الحركة الشعبية شمال، و بغض النظر عن ما وصل إليه الطرفان وتأثيره على الساحة السياسية السودانية فإن الخطوة تفتح نافذة أمل أن يتقدم الحزب الاتحادي الديموقراطي بثقة نحو قيادة أجندة وطنية جامعة.

الأحزاب الاتحادية في مجموعها –بما فيها التجمع الاتحادي- قادرة على تكوين منصة سياسية حزبية قوية ترفع من مناسيب العمل السياسي الرشيد في بلادنا، فعدد الأحزاب الاتحادية أكثر من 10 قابلة للزيادة حسب الظروف، وفي غالبها لافتات لا تعبر عن مركز ثقل جماهيري حقيقي، ويجمع بينها كونها تمثل الوسط الجماهيري السوداني، الذي لا يرتهن لعقيدة سياسية..

لكن كثرة المتطلعين للمقاعد الأولى في الصفوف الأولى جعل التفكير في تشكيل لافتات اتحادي حلاً لمشكلة القادة أكثر من القاعدة أو الحزب أو الوطن.. فغالبية الفصائل الاتحادية هي محض أجسام فوقية ليس لها نشاط أو اتصال جماهيري حقيقي.. وأي حديث عن “الوحدة الاتحادية” عادة تعترضه مشكلة “الإجلاس” ، فالمطلوب جلوس كل القيادات في كل الفصائل في الصف الأول من الحزب الذي ينشأ من رحم الوحدة، وهذا أمر شبه مستحيل يجعل الوحدة أيضاً مستحيلاً..

ولكن لأن الحزب الاتحادي الأصل هو رأس القاطرة الحقيقية للمكونات الاتحادية، فالأوجب أن يفكر في صياغة برنامج وخارطة طريق قد لا تحقق الوحدة الآن لكن على الأقل تجمع أكبر عدد من الفصائل الاتحادية في جسم تنسيقي واحد يحمل هموم الوطن أكثر من هموم الحزب، فمن هنا تنشأ المنصة التي في النهاية توحد الحزب وتقوي الوطن وتخرجه من النفق المظلم..

مولانا السيد جعفر الميرغني شخصية وفاقية متعه الله ببسطة في الصدر السياسي ورجاحة عقل وسطي لا يتورط في المعارك السياسية الصفرية التي تفرق ولا تجمع.. من الحكمة أن يقود السيد جعفر الميرغني أجندة تستهدف لمّ شمل البلد، وقبل ذلك الحزب، فلا تعارض بينهما.. أن يطرح السيد جعفر ميرغني أجندة مفتوحة عابرة للأحزاب والتحالفات، تستهدف المواطن أولاً ومصالحه القومية.. ويقيني إن مثل هذا التوجه سيجد سنداً قوياً من الشعب السوداني كله، ثم المجتمع الدولي ..

فليبدأ السيد جعفر بطرح خارطة طريق قومية تتجاوز الأزمة السياسية والمشهد السياسي لتخاطب المواطن مباشرة، خاصة في القضايا التي باتت تمثل للمواطن فارقاً بين البقاء والفناء..

وحدة بيت الميرغني ثم وحدة الحزب الاتحادي هو مدخل قوي لوحدة البلاد.. ولا يمنع ذلك بيت المهدي أيضاً أن ينهج الطريق ذاته، فالمطلوب أحزاب كبيرة قوية .. لها سند جماهيري واسع و برامج قومية عابرة للأيدولوجيا و التزمت الحزبي..

حان الوقت للخروج من ضيق الأزمة الى سعة الحل..

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى