:: فيما يتساجل رئيس السيادي ونائبه على الملأ حول قضايا عسكرية، يُعلن فولكر للشعب موعد تشكيل حكومته الوطنية، إذ قال إن التشكيل سيكون (قبل رمضان).. وعلينا أن نشكر حاج فولكر، فلولاه لتفاجأ الشعب بحكومته، كما تفاجأ بالاتفاق الإطاري والدستور المترجم، أو لشكل البرهان ونائبه والنشطاء وغيرهم من المشاركين الحكومة بالسر، كما العملية السياسية الجارية.. شكراً لحاج فولكر، فهو المسؤول الوحيد الذي يتعامل مع شعبنا بالشفافية والديمقراطية منذ بزوغ شمس ثورة ديسمبر المجيدة..!!
:: وبما أن الرئيس ونائبه لم يكملا سجالهما المكشوف حول شؤون عسكرية، وأن الأطراف المسماة بالمدنية وقوى الثورة، والحرية والتغيير ملتزمة أخلاقياً بالإبقاء على تفاصيل العملية السياسية في غرف التفاوض (سراً)، حسب البيان الأخير لنشطاء المجلس المركزي، نسأل الحاكم العام – حاج فولكر – عن شكل وهوية وبرنامج حكومة ما قبل رمضان، وعن مستويات حكمها وكيفية تشكيلها وعدد وزاراتها، وعن رئيس وأعضاء مجلس الوزراء وآلية اختيارهم، وغيرها من التفاصيل، فهلا تكرم حاج فولكر بتوضيح المزيد..!!
:: وبما أن الرئيس مشغول بأعراس نهر النيل والنائب سافر إلى الإمارات، ومن نلقبهم بالديمقراطيين تعاهدوا على إخفاء العملية السياسية عن الشعب، فهلا تفضل حاج فولكر بتوضيح كيفية اختيار أطراف العملية السياسية، وخاصة أن الأطراف هي حاضنة حكومة ما قبل رمضان.. ما هي أحزاب الحاضنة السياسية؟، وكيف يتم اختيارها ؟، هل هي الأحزاب التي كانت تعارض حزب البشير؟ أو فيها أحزاب أكلت ملح وملاح مع حزب البشير؟.. وهل من المتوقع أن يأتي جعفر حسن ناطقاً باسم الحكومة وحاضنتها أم إبراهيم ميرغني الوزير الأسبق بحكومة البشير..؟؟
:: عذراً حاج فولكر على الأسئلة، فمن كنا نظن بأن أمر الشعب يعنيهم يتساجلون – في الإعلام و بيوت العرس – حول مواضيع عسكرية، والبعض الآخر ملتزم بعدم مكاشفة الشعب بما يحدث لبلده في (الغرف المغلقة)، ولذلك لم يبق غيرك – أيها الشفيف – لنسأله عن الحاضر والمستقبل.. وبمناسبة الحواضن يا حاج فولكر، هل لحكومة ما قبل رمضان حاضنة وطنية أم ستحضنها دول الخليج وسفارات الفرنجة ومنظماتهم، ليقعد شعبنا ملوماً محسوراً، منتظراً الهبات والمكرمات والمعونات و(ثمرات)..؟؟
:: والسؤال الأخير – يا سيدهم – هل حكومة ما قبل رمضان حكومة كفاءات مستقلة كما يتمنى الشعب أم هي حكومة محاصصات كما تشتهي أحزابك والأخريات؟.. فالشاهد أن خالد عمر قال في ذات تغريدة: (الاتفاق الإطاري ينص على حكومة كفاءات وطنية دون محاصصات حزبية، ولم ترد فيه إطلاقاً عبارة كفاءات مستقلة، مما يعني أن الاختيار على معايير تضمن العناصر الأكثر كفاءة دون اعتبار لخلفياتهم)، وهذا تلاعب بالمفردات ونوع من التذاكي على الناس واستغباء الشعب..!!
:: فالأحزاب تريدها حكومة محاصصات حزبية تحت ستار الكفاءات يا حاج فولكر، أي كما فعلت في حكومة حمدوك الأولى، ولذلك وضعت مصطلح المستقلة – في الاتفاق – محل مصطلح الوطنية، كما يؤكد خالد عمر فرحاً ومنتشياً و(إطلاقاً)، أو كما قال.. يا لها من أحزاب ماكرة يا حاج فولكر، وليس في الأمر عجب، فإنها أحزابك، فافعل بها وبحكومتك – وبالناس والبلد – ما تشاء، ولا تمنح لمن نلقبهم بالمسؤولين غير حق التوقيع (على البياض)..!!
صحيفة اليوم التالي