تحقيقات وتقارير

حالتا وفاة وعدد كبير من المفقودين بعد الزلزال…ما مصير السودانيين العالقين بتركيا؟

أعلنت السطات التركية، أمس الأحد، إنتهاء عمليات البحث عن ناجين من الزلزال، الذي وقع قبل نحو أسبوعين وخلف عشرات آلاف القتلى.وذكرت السلطات التركية أن عمليات البحث عن ناجين من الزلزال (إنتهت في كل المناطق باستثناء محافظتين)، مشيرةً إلى أن عدد القتلى جراء الزلزال إرتفع اليوم إلى (40689) شخصاً .وشاركت عناصر الإنقاذ من عدة دول في عمليات البحث، التي إنطلقت يوم الإثنين 6 فبراير، وأسفرت عن العثور على مئات الناجين تحت الأنقاض .ويأتي توقف عمليات البحث بعد تضاؤل الآمال في العثور على ناجين أحياء، بعد مرور (13) يوماً على الزلزال مدمر.
بالمقابل كشف السفارة السودانية في تركيا عن أن عدد المفقودين السودانيين تجاوز الـ(17) شخصاً وبعد استمرار الزلزال في المنطقة أرسلت كثير من الدول مساعدات إنسانية لتركيا ومن بينها السودان وقامت تلك الدول بإجلاء رعاياها وبقي سؤال ملح ما هو موقف السودانيين في بعض مناطق الزلزال بعد الكشف عن حالتي وفاة وعدد من العالقين الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم.
قصص حزينة وأوضاع مأساوية تقصتها (الإنتباهة) من خلال رحلة بحث عن أحوال الجالية في المناطق المنكوبة وعلى الرغم من نجاة كثير من الطلاب والأسر السودانية هناك إلا أن مخاطر كبيرة تحدق بالكثيرين في المنطقة خاصة المفقودين .
حاولنا ان نقف على تلك القصص التي تحصلنا عليها من عالقين ومن تقطعت بهم السبل في تلك المناطق ومن بعض المسؤولين وما بين روايات هؤلاء والروايات الرسمية نجد الفارق كبيراً والسطور التالية تحدثنا عن ذلك :

أوضاع كارثية
ويُحصي البلدان حجم الخسائر المادية والبشرية التي خلفها هذا الزلزال المدمر الذي وقع فجر 6 فبراير وتجاوز عدد قتلاه في تركيا أكثر من (40) ألف شخص في حين وصل عدد القتلى في سوريا إلى (5801) والمصابين إلى (7396)
ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في عدد من المناطق بينما تم الإعلان عن إنتهائها في أماكن أخرى .

نجاة واستقرار
ويروي الناجي (مؤزر أحمد) لـ(الإنتباهة) تفاصيل ما حدث معه منذ بداية الزلزال حيث قال ضربة الزلزال الأولى كنت في مدينه أضنه جنوب تركيا مع أسرتي المكونة من (4) أفراد وحوالي الساعة الرابعة وثلث صباحاً تفاجأنا بهزة قوية جداً في العمارة التي تتكون من (13) طابقاً حتى أصبحت تتحرك يميناً ويساراً وتفتحت الأبواب كلها وسمعنا حينها صوت صراخ وحركة لأشخاص يجرون في السلم وعندما أطلعت عليهم من شباك الغرفة وجدت الجميع يحملون حقائبهم ويركبون في السيارات وإزدحمت الطرقات وكان الجو ممطراً وبارداً وبعد مرور عشر دقائق عادت الهزة إلا أنها كانت أقوى من الأولى وفي الأثناء تواصل معي صديقي تركي وأخبرني بأنه سيأتي لإخراجنا من المنزل وعند الثالثة ظهراً جاءت الهزة الثالثة وكانت مدتها أطول فخرجنا من المنزل وجلسنا في حديقة كبرى معنا ثلاث أسر سودانية وبعض الشباب بعد أن طلبوا منا إخلاء السكن وبدأت تتشقق المنازل وتقع جزئياً وعندما جاء الليل نمنا في مسجد صغير داخل الحديقة وفي الصبح عدنا للمنازل لأخذ ملابسنا وبعض النواقص وعندها وجدنا مهندسي البلدية الذين طلبوا منا عدم الدخول إلى العمارة والإقامة في المخيمات.
وفي اليوم الثاني قال لي صديقي أحمد الجعلي بأن الجالية السودانية عملت مبادرة لإخلاء السودانيين من مناطق الزلزال ووفرت شققاً للأسر وسكناً للطلاب في مدينة أنقرة وكارابوك واسطنبول وتحركنا حينها إلى كارابوك التي تبعد منا (700) كيلومتر وكنا من المحظوظين حقيقة لأن السودانيين أسراً وطلاباً استقبلونا استقبالاً حافلاً ووفروا لنا كل شيء بأدق التفاصيل والسفير سجل لنا زيارة وتبرع بمبلغ (20) الف ليرة وبعد مرور أربعة أيام عدت إلى أضنة والوضع شبه مستقر ونحن هنا (30) سودانياً فقط ومعظمهم طلاب ولم يتضرر منا شخص .
المفقودون
أما الناجي (النور التوم عبدالله) من مدينة قيصري فيقول أن هناك الكثير من المتضررين تم نقلهم من المدن المتضررة إلى مدن آمنة وأضاف بالنسبة للمفقودين صحيح كانت هناك أسرة مفقودة ولكن حسب متابعتي في (قروبات) السودانيين في تركيا هناك أنباء أنه تم العثور على العائلة المفقودة وتابع المتضررون عموماً حوالي (٧٤) فرداً أنا من ضمن المناطق المتضررة ولكني لم أغادر مدينتي.
وذكر نعم حدث زلزال في مدينتنا ولكن الأيام الأولى قضيناها في أماكن عامة خصصتها حكومة تركيا بإعتبارها أماكن أكثر أماناً والآن عدنا إلى منازلنا بعد فحصها وهنا الأضرار تتمثل في تلف كثير من البنيات التي أصبحت غير آمنة للسكن.

خيبة أمل
ويروي رئيس رابطة الطلاب السودانيين بغازي عنتاب (عمرو محمد علي) تفاصيل ما حدث لهم جراء الزلزال الذي ضرب تركيا مؤخراً حيث قال عندما وقعت الهزة الأولى فجر الإثنين ٦ فبراير الساعة ٤ ونصف صباحاً كان الطلاب كلهم في سكناتهم موزعين على مختلف أحياء المدينة وبعدها تم ترحيل بعض منهم والبعض الآخر بمجهوده الفردي من رابطة الطلاب وحوالي الساعة ٨ مساءً كان عددهم ٤٠ طالباً سودانياً موجودين في المنطقة الآمنة.
حاولنا كرابطة ان نتواصل مع القائم بأعمال السفارة ولكننا وجدنا منه رداً مخيباً جداً للآمال ولم يساعدنا بشيء وفي فجر الثلاثاء يوم ٧ كان في عدد (٨) طلاب تحركوا بمجهودهم الخاص لمدينة ساكاريا شمالي تركيا ونسقنا مع بقية الروابط الطلابية في مختلف المدن وبمجهودات بعض الأفراد استطعنا أن نستأجر بصاً سفريا للخروج من (غازي عنتاب) لمدينة (توكات) وتحركنا مساء الثلاثاء ونحن (30) طالباً ووصلتنا إعانة ووجبات خلال اليوم من منظمة قطر الخيرية والبلدية في المنطقة.
وعندما وصلنا إلى توكات استضافتنا رابطة الطلاب السودانيين هناك وبمجهود مقدر من الرابطة والأفراد استقبلونا من الميناء وتكفلوا بكل شيء وبعد ذلك رتب جزء من الطلاب مع اسرهم واستطاعوا السفر إلى السودان وبعض الدول والآن هناك (٨) طلاب موجودون في مدينة كارابوك جاءهم السفير في زيارة تفقدية خلال الأيام الماضية كما أن هنا (١٠) طلاب و(٥) طالبات موجودين في مدينة إسطنبول ينتظرون توفيق أوضاعهم للعودة إلى أسرهم وهناك طالبة وطالب موجودان في مدينة كارابوك مع المجموعة والآن لدينا (٢٥) طالباً يتبعون للرابطة موجودون ما بين إسطنبول وكارابوك ويحتاجون لإعانات مادية.

دعم وتوفير
رئيس الرابطة الطلاب السودانيين بكرأبوك محمد مركز سالم فيقول لـ(الإنتباهة) في صباح يوم 6/2/2023 استيقظنا الصباح على الأخبار الفاجعة الزلزال الذي ضرب الدولة التركية وخلف آثاراً بالغة خسائر في الأرواح وخسائر مادية مازالت مستمرة حتى الآن قمنا بعمل مبادرة في صباح نفس اليوم حيث تشكلت من الطلاب ورجال الأعمال المقيمين في مختلف المدن التركية وأيضاً كانت السفارة السودانية حاضرة ممثلة في مسؤولة الطلاب والثقافة في نفس اليوم إقترحنا عليهم استضافة الطلاب بمدينة كرابوك وكانت الاستجابة سريعة جداً حيث تم توفير مبنى من (5) طوابق واستئجاره كما تم توجيه كل المتضررين لاستضافتهم وأيضاً قامت مبادرة إتحاد الطلاب السودانيين بتركيا بتوفير شقق لاستضافة المتضررين بإسطنبول وتم توجيه الطلاب والطالبات والأسر إلى مدينة إسطنبول وكرابوك وقمنا بتوفير كل الإحتياجات العينية حيث توافدت في اليوم الثاني من مدينه أضنه (5) طالبات وأيضاً (6) طلاب وعدد أسرة واحدة كما تم التحضير لاستقبالهم مسبقاً من قبل الطلاب والأسر المقيمة بكرابوك وتأمين كافة إحتياجاتهم وفي اليوم التالي تم استقبال عدد (10) طلاب من مدينه غازي عنتاب ثم توالت الوفود بطرق فردية من مدينة مرسين وديار بكر بلغ عدد الطلاب (33) طالباً وطالبة و (3) أسر تم توفيق أمور بعضهم للذهاب إلى إسطنبول ومنها إلى السودان ومازالت الوفود تتوالى إلينا كما زارنا سفير السودان لدى تركيا والوفد المرافق له للوقوف والإطمئنان على أحوال الطلاب والطالبات والأسر القادمين من مناطق الزلازل حيث إلتزمت السفارة والجالية وإتحاد الطلاب والمبادرة التي قامت لدعم المتضررين بتوفير الدعم اللازم لإيواء المتضررين وإلتزامهم بتكملة النواقص ونحن في المبادرة نشيد بالجهد المكلل من قبل السودانيين من مختلف المدن في توفير الدعم.

فقدان ووفيات
وبحسب رئيس الجالية باسطنبول حامد عوض فإن الوضع بصورة عامة مطمئن ولكنه لا يخلو من المصاعب بحسب تعبيره وقال لـ(الإنتباهة) بلغ عدد الوفيات أثنين أما المفقودون كثر لا يستطيعون حصرهم وأضاف عدد المتضررين السودانيين الذين كانوا يعيشون في مناطق الزلزال كثر كاشفاً عن وجود مبادرة باسم السودانيين في تركيا من جاليات وروابط طلاب بالإضافة إلى جمعية خريجي تركيا بالسودان مقرها في الخرطوم وذكر قمنا بإجلاء مايقارب (50) شخصاً إلى مناطق آمنة مع توفير السكن والمعيشة لهم ومازلنا في حاجة إلى مزيد من التبرعات كذلك قدمنا مساعدة مالية إلى الجهات الحكومية التركية ومازلنا نجمع لهم مزيداً من التبرعات وصرح عدد الجالية السودانية في اسطنبول فقط تجاوز (8000) شخص وعدد المتضررين كل يوم في تزايد ومعظمهم يطلب المساعدة للعودة إلى السودان وأردف لاتوجد جاليات في المناطق المتضررة الجاليات فقط مدينة أنقرة واسطنبول .

هجرة وعودة
وكشف الوزير المفوض بسفارة السودان بتركيا الريح عبدالرحمن المهدي لـ(الإنتباهة) عن أن عدد المفقودين وسط السودانيين بلغ (١٧) بجانب حدوث حالتي وفاة مشيراً إلى أن عدد الجالية الكلي بتركيا بلغ (15) ألفاً بينها (11) ألف أسرة والبقية طلاب وقال قمنا بعمل مخيم مؤقت في مدينة كرابوك والآن وصل عدد الموجودين فيه (٤٠) وأضاف هناك أعداداً كبيرة أكملنا لهم الإجراءات وسافروا السودان ،وتوقع الريح عودة كثير من المقيمين هناك إلى السودان نسبةً لتشدد الأتراك في إجراءات الإقامة وتابع السفر لتركيا ظاهرة حديثة بعد الإضطرابات السياسية في السودان وفي السابق لا يأتون إلى تركيا إلا للدراسة أو التجارة .
وذكر معظم هذه الأعداد وصلت تركيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية وأتوقع أن تنقص كثيراً في الفترة المقبلة لتشدد السلطات التركية في إجراء تجديد الإقامة ،وتابع: (نعم كثير من الأسر تعيش أوضاعاً صعبةً وتفكر جدياً في العودة إلى السودان).

صعوبة وتعقيدات
ويقول المسؤول الإعلامي ببعثة فريق الإنقاذ السوداني المقدم جبرالله محمد الأمين لـ(الإنتباهة) أنه وعلى الرغم من صعوبة الظروف والتعقيدات استطاع الفريق السوداني إخراج (5) أحياء و(17) جثة من الأنقاض، وأضاف كان الفريق يعمل على مدار الـ(٢٤) ساعة ودرجة الحرارة كانت (4) تحت الصفر مؤكداً عدم إخراجهم أي سوداني من بين الجثث والعالقين وتابع كما أن الفريق كان يساعد بقية الفرق عن طريق الجهاز الذي يظهر الأحياء من بين الأنقاض ووصف حجم الضرر بالكبير، وذكر العمل يسير بإمكانيات كبيرة من الآليات كاشفاً عن أنهم سيعودون إلى البلاد مطلع الأسبوع القادم.

تقرير : خديجة الرحيمة

الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى