الطاهر ساتي: فقدان المنطق..!!
:: هيثم وحماد، تقدما للجنة الاختيار لشغل وظيفة ساعي البريد.. ولاختبار سرعتهما في توصيل الرسائل، سلمتهما اللجنة دراجة وأوراق، ثم أمرتهما بتوصيل أوراق لأشخاص في مكان غير بعيد، ثم العودة سريعاً، فانطلقا نحو المكان.. وعاد حماد بعد دقائق مخاطباً اللجنة: (تمام، سلمتهم الورق)، ثم عاد هيثم بعد ساعة، مخاطباً رئيس اللجنة: (الليلة الجو رومانسي يا عمو، اتمشيت شوية بالعجلة).. واجتمع أعضاء اللجنة، وعلموا بأن لهيثم (واسطة)، فقبلوه في الوظيفة، وكتبوا في تبريرهم: (حماد سريع، ح يشتت الرسائل)..!!
:: هيثم وحماد في هذه الأيام هما مبارك أردول وياسر عرمان، بيد أن رئيس وأعضاء لجنة الاختيار هم فولكر ونشطاء المجلس المركزي لقوى الحرية.. ليس لهؤلاء النشطاء ورئيسهم معايير موضوعية لاختيار الأطراف الموقعة على الإعلان السياسي غير المحسوبية التي تقبل بعرمان طرفاً من في العملية، مع رفض مبارك أردول بتبريرهم الفطير: (أردول ح يغرق العملية السياسية).. لا فرق بين أردول وعرمان في خارطة العملية السياسية، بحيث أحدهما يغرقها والآخر ينقذها..!!
:: تابع مسيرتهما ومواقفهما.. أردول وعرمان، كانا بالحركة الشعبية لتحرير السودان تحت رئاسة جون قرنق، ثم بالحركة الشعبية قطاع الشمال تحت رئاسة عبد العزيز الحلو، ثم بالحركة الشعبية قطاع شمال الشمال تحت رئاسة مالك عقار، ثم انسلخا عن حركة مالك عقار.. ثم أسس أردول ما أسماه بالتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في مايو 2021، بينما أسس عرمان ما أسماه بالحركة الشعبية التيار الثوري في سبتمبر 2022، أي بعد عام ونصف العام من ميلاد حزب أردول..!!
:: وهذا يعني أن عُمر حزب أردول أكبر من عُمر حزب هيثم المرحلة المسمى بعرمان، أما من حيث الوزن الشعبي للحزبين فليس هناك ميزان لتحديد الأحجام غير الانتخابات التي منها يتهربون.. وكما ليس لأردول جيش، فليس لعرمان أيضاً جيش غير بثينة دينار.. ليبقى السؤال، لماذا يقبل النشطاء عرمان طرفاً في العملية السياسية ويرفضون أردول بتبريرهم الفطير (ح يغرق الإطاري).؟.. ما هي معايير الإغراق؟.. ربما كان أردول داعماً لما يسمونه بانقلاب (25 أكتوبر)، ولهذا يرفضونه، ولكن لماذا لا يرفضون مناوي وجبريل وجعفر ميرغني والناظر ترك..؟؟
:: موقف أردول – من 25 أكتوبر – لا يختلف عن مواقف مناوي والميرغني وجبريل وترك، ومع ذلك فالنشطاء يتوسلون مناوي وجبريل وترك للانضمام في العملية السياسية، فتأملوا معنى أن يكون المرء (مختل المعيار).. وناهيكم عن الميرغني ومناوي وغيرهم من (داعمي الانقلاب)، فهل من المنطق قبول الانقلابي شخصياً ورفض الداعم للانقلابي؟.. فالنشطاء يعشقون العمل مع البرهان وحميدتي، الأول قائد الانقلاب والآخر قائد ثاني الانقلاب، ويرفضون مجرد داعم لانقلاب القائد وقائد ثاني، فتأمل معنى أن يكون المرء (فاقد المنطق)..!!
صحيفة اليوم التالي