عثمان ميرغني يكتب: خطوة إلى الأمام

 

خبر يزيل الاحباط؛ إتفاق مكوني الحرية و التغيير على إعلان سياسي يفتح الباب للوصول الى حكومة مدنية بأسرع ما مكن.. و إطلاق سراح الشعب السوداني الذي دفع ثمناً غالياً لخلافات سياسية متوهمة..

من الحكمة عدم النظر الى الوراء وتقليب أوراق الصراع السياسي المرير الذي أنجب انقلاباً عسكرياً أدخل البلاد في نفق مظلم ..الأهم الآن أن ينظر الجميع نحو المستقبل خاصة أن بلادنا موعودة بنهضة باهرة وخلال فترة قياسية قصيرة.

الأولوية لتشكيل حكومة مدنية تنهي الفترة الانقلابية و تستأنف الفترة الانتقالية.. و لأن الدرس الذي تعلمه الجميع من الفترة الانتقالية الاولى إن مر فلا اتصور أن تعيد الأحزاب إنتاج أخطاء الماضي.. ولو فعلت ذلك فستعطي المؤسسة العسكرية حيثيات البيان رقم واحد..

و من الحكمة أن تبدا مراجعة شاملة للمسلمات التي اودت بببلادنا لتكرار التجارب الفاشلة..يجب ان ننظرللمستقبل بمنظار جديد يتخطى مسلسل العهود السياسية التي ظلت منذ الاستقلال وعلى مدى ٦٧ سنة تستنسخ أخطاءها ..

من الحكمة أن تكون البداية بفصل السياسة عن الإدارة.. فليحكمنا الساسة و لكن بعد ترسيم حدود واضحة تجعل ما لقيصر لقيصر وما للشعب للشعب.

من الحكمة أن نشجع الساسة عندما يفعلون الصواب.. و الآن هم على صواب ويحتاجون لدعمنا المستمرليس بالتشجيع وحده بل و بالرأي المستنير.. على رأي شاعرنا المتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشجعان .. هو الأول وهي في المحل الثاني

 

 

 

صحيفة التيار

Exit mobile version