عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: معركة الوهم.. والتَّوهُّم

 

في السودان ثلاث معارك

المعركة الأولى : بين المكوِّنات السياسية السودانية

المعركة الثانية : بين المحاور الدولية والإقليمية

المعركة الثالثة: على المستوى الجماهيري

هذه المعارك الثلاث توشك الأن أن تدخل جولتها الأخيرة، على نتيجتين لا ثالثا لهما:

أما أن ينجح الشعب السوداني في إدارة وطنه واستثمار خيراته لمصلحة الجميع.

أو أن يفقد الشعب السوداني وطنه وبلاده تتمزَّق تحت حوافر الغبن السياسي والتغاضب المفضي للانهيار.

المحك بين الفوز بالنتيجة الأفضل أو الوقوع في براثن الشر الأسوأ.. هو أن يعرف الشعب السودان المسافة الفاصلة بين الوَهَم والتَّوهُّم.

الوهم هو أن يعيش الشعب السودان في انتظار قطار لن يأتي.

أما التَّوهُّم فهو أن يصنع الشعب السوداني بنفسه”قطار الوهم ” ثم ينتظره لتحقيق مصالحه.

من الحكمة أن لا يخوض الشعب السودان إلا معركة واحدة من أجل مصالحه وحدها لا غير.. وهي مصالح لا تحتاج لإضاعة الوقت في عبث المسرح السياسي وهرجه الذي لن يفضي إلى حل.

بقراءة إحداثيات الخارطة السياسية الطريق واضح لا يحتاج إلى عناء الغرق في “التَّوهُّم”.. توهُّم المعارك الدونكشواتية .

هناك عملية سياسية قطعت شوطاً مقدرًا وتنتظر المرحلة الأخيرة للعبور نحو تشكيل حكومة مدنية تستكمل الفترة الانتقالية.

بغض النظر عن نصوص الاتفاق الإطاري فإن هناك اتفاقًا نهائياً ينشأ من توافق القوى السياسية.. وطالما أن الأولوية الآن لإخراج السودان من نفق الانقلاب المظلم فمن الممكن توافق القوى السياسية على تشكيل حكومة مدنية مستندة على الإطار الدستوري الذي وقع في 5 ديسمبر 2022 بالقصر الجمهوري، وقَبِل به المكوِّن العسكري للخروج من المشهد السياسي والحكم.

بعد تشكيل الحكومة ثم المجلس التشريعي هناك ما يكفي من الوقت والسعة تحت ظل حكم مدني لمناقشة بقية القضايا تحت قبة المجلس التشريعي الذي تتراضى عليه المكوِّنات السياسية.

من الحكمة أن تكون مصالح الشعب السودان هي العليا، فلن يختلف عليها أحد.. لكن إذا ظلت مطامح الساسة هي الحاكمة للتفكير والقرار.. فلن يكون لجهنم انهيار الوطن إلا باب واحد.. الباب الذي صنعته السياسة وسلكه الساسة.

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى