حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: هي وينا السمعة البشينوها

 

على طريقة ذلك الرجل الساخط الساخر الذي أوقفه شرطي عند نقطة تفتيش وطالبه بابراز البطاقة الشخصية، رد عليه الرجل بضجر وتأفف (هي وينا الشخصية البطلعوا ليها بطاقة) تعبيرا عن الحال والوضع السئ الذي يكابده..نرد اليوم على ما أعلنته وزارة المالية عن إكتمال دفع أجور موظفي الدولة بنسبة 84% عن شهر يناير المنصرم (بعد ثمانية أيام على نهاية الشهر وغير مكتملة)، مشيرة إلى أن تأخرها إجراء روتيني، ووصف متحدث باسم الوزارة الحديث عن عدم قدرة الوزارة الايفاء بمرتبات الموظفين قصد منه إثارة الرأي العام واشانة السمعة، فنقول للوزارة (هي وينا السمعة البشينوها) ..

والسؤال الأهم هو، هل لوزارة المالية ووزيرها سمعة طيبة في أوساط الناس بمختلف شرائحهم وأعمالهم تخشى عليها من الاشانة، الاجابة المؤكدة التي ينطق بها البعض بلسان المقال والبعض الآخر بلسان الحال، ان سمعة الوزارة غير طيبة بل سيئة جدا عند الجميع، عند عامة الناس وعند اصحاب الاعمال وعند الموردين والمصدرين، المزارعين، الصناع، العاملين والموظفين الخ الخ من مختلف فئات وشرائح المجتمع السوداني،

فالوزارة بسياساتها واجراءاتها وقرارتها وجباياتها، كانت خصما على كل الناس بلا استثناء، فهي على سبيل المثال فقط، بدلا من ان تجتهد في معالجة قضية معاش الناس وتوفير الخدمات الضرورية من كهرباء ومياه ومواصلات ودواء ولجم هذا الغلاء المتفاحش والمتصاعد يوما بعد يوم، اذا بها تزيدهم رهقا ومعاناة، والشعب السوداني يمر اليوم بمرحلة حرجة يعاني فيها لتوفير أبسط احتياجات المعيشة، وبلغت الأمور درجة لا يمكن الاستمرار عليها نتاجا لفشل حكومة الانقلاب الذريع وعلى رأسها وزارة المالية وسياساتها الفاشلة، التي تسببت في ان تزداد الازمة الاقتصادية والمالية سؤا بدلا من ان تنفرج ولو هونا ما، وظل الفشل ملازما للمواسم الزراعية وتعطلت غالبية المصانع الوطنية، وما تزال الأزمات الخانقة تراوح مكانها بل وتزداد سوءا، وما يزال الناس وبالأخص الفقراء منهم وذوي الدخل المحدود يعانون أقصى وأقسى درجات الرهق والتعب والنصب من هذه المعاناة التي لا تنقضي، ومعلوم ان هذه المعاناة المتطاولة كانت واحدة من أهم وأبرز محفزات الثورة على النظام البائد، ورغم أن وزير المالية بدا سعيدا بموازنته وبشر بها واستبشر، الا أن استبشاره وبشارته ستبقى على قول الشباب مجرد(حنك بيش) ، ففي المقابل الماثل ليس هناك ما يسر ويسعد، فسعر الدولار يتصاعد ويتذبذب بطريقة مربكة لا تستقر على وضع بين صعود وهبوط كل صباح، دون أن تبدو في الأفق ملامح أية جهود توقف هذا التدهور المستمر(غير المداهمات الامنية المجربة ) كما ان أسعار السلع الضرورية في زيادة يومية، دون أن يشهد الناس أية محاولات عملية ميدانية للحل، أو لتثبيت الأسعار، فأي سمعة هذه بربكم التي تخشى عليها وزارة المالية من الاشانة..

 

 

صحيفة الجريدة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى