تحقيقات وتقارير

إطلاق سراح نجل الشيخ أبو زيد .. صفقة أم عفو؟

 

أطلقت السلطات السودانية على نحو مفاجئ، سراح عبدالرؤوف أبوزيد محمد حمزة ، المحتجز منذ الحكم عليه مع اخرين في مقتل الدبلوماسي الأمريكي قرانفيل وسائقه السوداني في أحد شوارع العاصمة الخرطوم.

واكدت أسرة الشيخ أبو زيد محمد حمزة عن إطلاق سراح أبنها عبدالرؤوف المدان في حادثة مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه السوداني وظهر عبد الرؤوف ابو زيد محمد حمزة خلال حشد إحتفالي كبير اقيم بمناسبة إطلاق سراحه وقال عبدالرؤوف أنه غير نادم على فعلته وأنه خرج ليكمل مسيرة الجهاد والإستشهاد.

يشار الى ان عبدالرؤوف كان قد طلب في وقت سابق من والدة غرانفيل العفو عنه ابان زيارتها الخرطوم.

وفي اول تعليق على إطلاق سراح عبد الروؤف قال : الناطق باسم البيت الأبيض نيد برايس أن عملية إطلاق سراحه شابها الغموض لأنه الشخص الوحيد المتبقى في حوزة الحكومة السودانية بعد فرار بقية المطلوبين ، ويقول أنه لم تجر أي تفاهمات مع الولايات المتحدة بخصوص إطلاق سراحه كما أكد أن عبد الرؤوف غير مشمول في صفقة التعويضات التي دفعتها الحكومة السودانية في عام 2020م للخروج من قائمة الإرهاب.

وتقول الولايات المتحدة الامريكية ان عبد الرؤوف لا يزال مدرجاً في قوائم الإرهاب الأمريكية، فيما لاتزال الادارة الأمريكية ملتزمة بدفع الجائزة المالية التي قيمتها خمسة ملايين دولار أمريكي لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى إعتقال اي أحد من بقية أعضاء الخلية الفارين من العدالة.

واستدعت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس، السفير السوداني في واشنطن، على خلفية إطلاق سراح السلطات السودانية، أحد المدانين بقتل دبلوماسي أمريكي في الخرطوم عام 2008

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن سفير واشنطن بالخرطوم، جون غودفري، سيقوم بتحركات على أعلى مستوى بخصوص إطلاق سراح المدان عبدالرؤوف أبوزيد

وجدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إدانة بلاده لإطلاق سراح عبدالرؤوف أبوزيد الذي تم في أواخر شهر يناير الماضي.

وأضاف “تدين الولايات المتحدة بشدة إفراج السلطات السودانية عن عبد الرؤوف أبو زيد، المدان بقتل زملائنا جون جرانفيل وعبد الرحمن عباس في عام 2008.

وأكد المسؤول الأمريكي مواصلة بلاده بكل جهد على أن يخضع أبو زيد للمساءلة التامة.

ويفتح اطلاق السودان سراح عبد الرؤوف ابو زيد محمد حمزة الذي لا زال مدرجاً على قوائم الإرهاب الأمريكية وفي هذا التوقيت بالذات سيلا من التساؤلات هل سيؤدي اطلاق سراحه لازمة دبلوماسية ومواجهة مع الولايات المتحدة وايضا سؤال هل هناك صفقة خفية غير مرئية ام اصدرت اسرة غرانفيل عفوا بعد ان اشترطت عفوها مقابل اعتذار ابوزيد الذي رفض الاعتذار.

ووصف المحلل استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفسور محمد حسن الساعوري قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي قرانفيل وسائقه السوداني المتهم فيها عبدالرؤوف واخرين بأنها احد الملفات شبه المنسية منذ فترة لم تكن واردة ضمن صفقة رفع اسم السودان من قائمة الارهاب واصبح ملف منسي فلا الامريكان ولا الحكومة السودانية يتحدثان وليست له سيرة حتى في الاعلام.

اضاف بروفسور الساعوري في حيثه للصيحة رغم انها قضية شبه اندثرت لكن باطلاق سراح هذا الشخص احيت القضية من جديد وبالضرورة في مقابل ذلك تكون هناك مستجدات ادت لبعث هذه القضية باطلاق سراح المتهم لكن واضح ان الامر فيه ظلال امريكية ومؤكد ان لم تكن الادارة الامريكية راضية عن اطلاق سراحه فلن تقدم السلطات السودانية على الخطوة و وحول حديث الناطق باسم باسم البيت الأبيض ان عملية إطلاق سراحه شابها الغموض قال : لايعني ان الادارة الامريكية غير موافقة على اطلاق سراحه وانما نوع من التمويه لانه بالضرورة هناك صفقة تمت وحققت الكثير للامريكان من المصالح العلوماتية الاستخبارية الخاصة بالقاعدة لان هذا الشخص عندما نفذ هذه العملية كان ينتمي للقاعدة ، وما افهمه هنا ان الوفود الامنية الامريكية التي زارت السودان ادارت حوارات بصورة مكثفة مع هذا الشخص وبالتالي الامريكان اخذوا المعلومات التي يريدونها منه.

واستبعد بروفسور الساعوري ان يكون اطلاق سراح ابوزيد متضمنا اي نوع من الرسائل لاي جهة بقدر ماهو عمل استخباري استفاد الامريكان منه في تزويدهم بالمعلومات ولولا ذلك ما وافقوا على اطلاق سراحه.

من جانبه قال الخبير القانوني المحامي ابوبكر عبدالرازق للصيحة ان طبيعة الحكم الصادر في مواجهة هذا المتهم لا علاقة له بالحكومة الامريكية من قريب او بعيد ولا بلائحة الارهاب الامريكية ولا التسويات السياسية التي تمت بين الحكومتين الامريكية والسودانية ، وانما هو حكم بالقصاص متعلق باولياء الدم وهم الجهة الوحيدة التي تمتلك حق العفو او المطالبة بالقصاص واشار الى انه لايجوز العفو في قضايا الحدود والقصاص لانها متعلقة بالحق الخاص.

واضاف ابوبكر : هناك معلومة راجت وقتها ان اسرة القتيل ممثلة في والدته انها عرضت على عبدالرؤوف الاعتذار مقابل ان تعفو عنه غير ان عبدالرؤوف رفض شرط الاعتذار وهذا هو السبب الرئيسي في وجوده في السجن طوال الخمسة عشر سنة الماضية ، ومالم يعلمه احد هل تم اعتذار عبدالرؤوف لاسرة المجني عليه ام لا.

ونبه ابوبكر لكن ما اعمله ان وجود عبدالررؤوف في السجن كان على ذمة الحكم الصادر بحقه لايجوز فيه الا العفو او القصاص، ومرجح ان يكون قد صدر العفو عنه والقانون الجنائي السوداني لايبقيه في السجن اكثر من المدة التي قضاها لان السجن في جريمة القتل شبه العمد لاتتجاوز السبع سنوات وبما ان المدة التي قضاها تجاوزت هذه المدة فان تم العفو فالوضع الطبيعي ان يطلق سراحه فورا .

تقرير : الطيب محمد خير

الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى