محجوب مدني محجوب يكتب: نعم لأبي أحمد لا للسيسي

عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري وحده خطر على السودان، ويزداد خطره حينما يضاف إليه تاريخ مصر مع السودان.
حينما يضاف إليه امتداد مصلحة مصر داخل السودان من حيث ماء نهر النيل والأرض والثروة الحيوانية.
حينما يضاف إليه حجم سكان مصر المتزايد مقابل سعة وحجم السودان.
حينما يضاف إليه سوق السودان للكثير من المنتجات المصرية الصالح منها والفاسد.
كل هذه المجالات يضاف إليها طبع الإنسان المصري الذي لا يعرف سوى نفسه لا يعرف سوى مصلحته التي يسعى لتحقيقها بلا دين وبلا عهد وبلا أمانة.
لكل هذه العلاقات التي توضح عمق المصالح المصرية في السودان ليس من مصلحة السودان إطلاقا أن يجلس مع مصر على حساب الجانب الأثيوبي.
من مصلحة السودان أن يخلق توازنا مع علاقته مع أثيوبيا أمام كل المصالح المصرية في السودان.
النظر للعلاقات المصرية مع السودان في مقابل العلاقات الأثيوبية ومدى استفادة السودان منها مسألة في غاية الوضوح ولا تحتاج لكبير عناء.
الإشكال لا يأتي في المقارنة بين مصر وأثيوبيا أيهما أصلح لنا.
فهذه مسألة في غاية البساطة والوضوح.
واضحة لدرجة أن مصر أو أثيوبيا لا يستطيعان إخفاءها.
الأزمة الحقيقية في العلاقة مع هاتين الدولتين تكمن في أي دولة منهما تدعم المشهد السياسي القائم في السودان الآن.
وطبعا مصر لا تتردد في العزف على هذا الوتر، والمبادرات التي تتحدث عنها الآن لا تصب إلا في هذا الاتجاه.
فها هي الأزمة السودانية تطفح ليبين خطرها على علاقات السودان بمصر وأثيوبيا.
وها هي أزمة المشهد السوداني لم تقف في كونها لم تستطع أن تكون حكومة انتقالية تنقل السودان إلى حكومة شرعية دستورية منتخبة.
لم تقف الأزمة السودانية في كونها لم تستطع أن تضع حدا للتدخل الأجنبي في السودان.
لم تقف الأزمة السودانية في كونها لم تحسم أذرعة النظام البائد، والذي ظلت وما تزال تعمل على تعكير وإفساد أي عملية سياسية تبعدها من المشهد السياسي.
وها هي ذات الأزمة السودانية تطل برأسها عبر المبادرة المصرية التي تخدم مصر بنسبة مئة بالمئة.
تطل ذات الأزمة السودانية عبر زيارة الرئيس الأثيوبي أبي أحمد للسودان هذين اليومين.
لك الله يا السودان الكل ينهش في جسمك ولا أحد يهمه استقرارك ونماءك.
فمالم تزول هذه الأزمة السودانية، فلن تتكون حكومة انتقالية ذات قيمة.
ما لم تزول هذه الأزمة لن يحاكم شخص واحد أذنب في حق هذا الشعب.
ما لم تزول هذه الأزمة لن نختار الجار الذي يدعم نماء بلدنا.
كل المصائب سوف تتوالى علينا ما دامت أزمة المشهد السياسي السوداني قائمة،
هذه الأزمة التي تتلخص في كون القائمين عليها يمكن أن يتبنوا أي موقف يثبت قدمهم في الحكم فهم:
* لا أمانة لهم.
* لا يهمهم وطن
* لا يهمهم دين.
* يجهلون كل الجهل بالسياسة.
وبهذا الوضع نجد أن هذه الأزمة سوف تغطي في كل مرة على قضية من قضايا هذا الوطن الحبيب.
يا رب سلم يا رب سلم يا رب سلم.
صحيفة الانتباهة