آراء

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: أنا وابن عمي على الغريب

 

ومن الارباك الذى احدثته الدعوة المصرية لفرقاء السياسة السودانية بشتى اطيافهم للجلوس على مائدة مستديرة بمنتجع (شرم الشيخ) هو حالة الهجرة جنوباً الى (جوبا) لالتماس البركة والسمكرة للاتفاق المعطوب ! هذا رأينا فيه منذ مولده ولكن يجب ان نبقي عليه الان ولو مرحلياً ويجب ان يبتعد به عن الاستفزاز السياسي حتى يعبر الوطن وينجح فى تشكيل حكومة ترتضيها الغالبية .
مصر …
لم تعلن عن مبادرة وانما دعت لدعوة . ومصر لم تحدد اجندة وانما دعت للجلوس ووضع ما يرتضيه السودانيون من اجندة .
من استنكر الظهور المفاجئ لمصر قال هى ايضاً دولة اجنبية كما الرباعية والثلاثية و(فولكرها) ومن قال لماذا يلومون الاطاري نظر من هذه الزاوية الضيقة و اغفل الكثير الذى ينام تحت وسادة التاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل
نعم مصر …
دولة ذات سيادة ولها حدودها ولكن هى الوحيدة التى ستكون يدها على الجمر اذا ما اصاب السودان مكروه فى امنه واستقراره لا سمح الله .
فماذا كانوا ينتظرون من مصر؟ غير هذا الموقف .
اقول هذا ….
وما اكثر ما اختلفنا مع منعرجات السياسة المصرية تجاه السودان ولكن تظل مصر هى الاقرب لنا وجداناً ومزاجاً وهى اقدر الشعوب على فهم الشخصية السودانية ..
لذا ….
نأت بنفسها ردحاً من الزمن بعيداً عن الثلاثية والرباعية تراقب فى غير جفوة فلم تعاد السعودية والامارات ولا استفزت المشاعر الامريكية ولا البريطانية ولكنها استطاعت ان توصل رسالتها بهدوء وتأتي بالجميع الى محرابها وما تريد .
السفير الامريكي بالامس يطالب الحكومة السودانية بتوسيع دائرة المشاركة وذات السفير يحذر قحت المركزي ان لم تقبل بالدعوة المصرية فهذا يعني بقاء الجيش والدعوة لانتخابات مبكرة !
إذاً تغيرت اوراق اللعبة بين عشية وضحاها .
شخصياً ….
لا استبعد ان البرهان (راقد لو فوق رأي) وان الرجل لا يفكر وحده منفرداً كما يبدو .وهو ليس برجل خائف كما تحسبنا سابقاً كل ما استمعنا لخطاباته .
فها هو الرجل ….
نجح اخيراً فى ان تتحدث مصر بلسانه بما يريد من غير ان ينطق بكلمة ولا ان يزعل فصيلاً على حساب آخر …!
(ملاحظ معاي الحتة دي)؟
اعتقد ان البرهان كان بإمكانه ان يضيف مبادرة الحراك الوطني لتأخذ ذات الزخم الفوضوي لمبادرة المحامين ولكنها لن تصمد ان فعل ذلك
ولكنه رأى ان من يجب ان يقف امام الدعم الاوروبي والغربي والزخم الاممي يجب ان يكون ذا ثقل ووزن كمصر
وإلا فما كان لاى مبادرة وطنية ان تصمد امام المجتمع الدولي المحشود عمداً وقسراً منفردة بلا دعم خارجي وقوة يضع لها الاخرون الف حساب .
وفد من (قحت) المركزي سافر (جوبا) لحشد الدعم ! الهادي ادريس عضو السيادي يزور هو الاخر (جوبا) فى محاولة لفتح نافذة يشغل من خلالها الرأي العام الداخلي عن (الإطاري) تحت دعوى (تقييم وتقويم) اتفاق جوبا !
وهل هذا وقت ليتحدث الناس عن اتفاق (جوبا) ؟ والمواطن المسكين يجأر بالشكوى ليل نهار !
قبل ما انسى :-
انا واخوي على ابن العمي . وانا وابن عمي على الغريب !
(فهمتو) لماذا يجب تلبية الدعوة المصرية ؟

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى