أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: استهداف العلماء والمعلمين

 

(1)
إذا أراد العدوء ضرب أمة وتدميرها إنما يستهدف العلماء والمعلمين…وقد راجت قصص كثيرة ونماذج عن هذا السلاح المدمر للأمم والحضارات، وسمعنا الكثير منالتحذيرا وهي حق لامغالاة فيه …والرابط بين الإثنين إنما هو العلم، والعلم هومقياس الحضارات، به تقاس قوتها وحاضرها وماضيها ومستقبلها، والعالم هو سراج أمته ونبراسها وقدوتها وهاديها وكذا المعلم صانع مستقبلها…فالعالِم ينصح وينوِّر الناس بالعلوم الشرعية، والمعلم يبني الأجيال ويدرِّس العلوم الدنيوية التي تقوم عليها الحضارات وتحافظ على استمرارشموخ الأمم ونهضتها ولا تناقض البتة بين الإثنين بل الإنسجام التام.
(2)
لا أحتاج تبيان مكانة العلماء فلعل الجميع يعرفون ، ولكن لا بأس من التذكير، فقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث في فضل العلماء :﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾ ، ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ ، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾.
ونذكُر من الأحاديث النبوية :عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر.. وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد.
وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))؛ متفق عليه.
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم: (إن مثل العلماء في الأرض كمثل نجوم السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم يوشك أن تضل الهداة).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – يقول: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إن الله – عز وجل – لا يقبض العلم انتزاعا، إنما يقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
(3)
وإذا اسقطنا هذه الحالة على واقعنا نجد أن الإستخفاف بمكانة المعلم أمر قد حدث منذ زمن بعيد والآن وصل الذروة وبلغ المنتهى، وأما الإستخفاف بعلمائنا فقد بدأ حثيثا في الفترة الأخيرة وجرت كثير من المحاولات لتشويه سمعة بعضهم، فهل يقع الناس في الغفلة والشرك ويخوضوا مع الخائضين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير …اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى