تحقيقات وتقارير

إبعاد سودانيين من إسرائيل.. هل يعني فشل خطوة التطبيع؟

تعتزم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترحيل الآلاف من اللاجئين الأفارقة من بينهم سودانيين وحسب ما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل فإن اللاجئين الأفارقة والسودانيين عبروا عن مخاوفهم حيال تلك الإجراءات التي قالت حكومة اليمين الإسرائيلية ستشرع في اتخاذها حيال اللاجئين غير الشرعيين بترحيلهم إلى بلادهم .

وأبان نتنياهو أن بلاده ليس لديها التزام تجاه اللاجئين غير الشرايين وأشارت المعلومات الصحفية التي نشرت بتل أبيب أن حكومة نتنياهو ستذهب في ذات اتجاه الحكومة الإسرائيلية السابقة القائمة على تجميد منح التأشيرات للاجئين، تمهيداً لترحيلهم إلى بلادهم، وكشفت عن تكدُّس الآلاف من الطلبات لدى مكتب الهجرة بوزارة الداخلية دون النظر إليها،

وفيما يلي اللاجئين السودانيين فقد أكدت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق نيتها ترحيل اللاجئين السودانيين وعملت ذلك بانتهاء أسباب اللجوء عقب ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بحكومة الإنقاذ، كون معظم طالبي اللجوء من ولايتي النيل الأزرق ودارفور.

الأمم المتحده تتدخل

أزمة اللاجئين الإسرائليين برزت منذ فترة طويلة حيث تقاطرت عليها في فترات سابقة أعداد كبيرة الشباب الباحثين عن الحرية والعدالة والإنصاف بصفتها مصنفة دولة ترعى الحريات غير أن تل أبيب ضاقت زرعاً بازدياد إعداد الوافدين خاصة من الدول الأفريقية من بينها السودان .

وكانت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أعلنت فى وقت سابق أنه ينبغي على إسرائيل وقف خطط لإعادة عشرات الآلاف من المهاجرين إلى أفريقيا بالقوة ولمحت إلى إمكانية إعادة توطين بعضهم في أوروبا أو بلدان أخرى.

بل أن إسرائيل وفي سبيل التخلص من اللاجئين إنها ستدفع أموالاً لآلاف المهاجرين الأفارقة المقيمين بشكل غير قانوني لديها من أجل الرحيل وهددتهم بالسجن إذا تم ضبطهم إذا لم يغادروا أراضيها وحسب تصنيف الأمم المتحدة فإن معظم اللاجئين ينحدر أغلبهم من دول أفريقية من بينها السودان.

وتشير التقارير إلى أن الأسباب التي دفع الكثير منهم هربوا إلى إسرائيل هي الحرب والاضطهاد والمصاعب الاقتصادية.

في وقت ترى إسرائيل في تعاملها معهم في الأغلب كمهاجرين لأسباب اقتصادية.

وناشد بعض المنظمات إسرائيل بوقف نقل المهاجرين. وأبدت قلقها إزاء ذلك لأن الترحيل ربما يشمل أسر وأفراد لم تبت الداخلية الإسرائيلية في أمر طلباتهم المرفوعة لدى وزارة الداخلية.

شبح الطرد

بعض السودانيين أبدوا مخاوفهم إزاء شبح الطرد الذي بات يلاحقهم، في ظل إصرار حكومة نتنياهو تنفيذ خطة إجلاء اللاجئين غير الشرعيين و فق التقارير الإعلامية الواردة من تل أبيب فإن

عدد من اللاجئين غير الشرعيبن من السودانيين والذين دخلوا الأراضي الإسرائيلية متسللين عبر سيناء عبَّروا عن مخاوفهم بعد أن باتوا عرضة للإبعاد في أي لحظة دون النظر في طلباتهم المرفوعة لدى السلطات الإسرائيلية للنظر في إمكانية توفيق أوضاعهم.

ونشرت “الجزيرة نت” في وقت سابق تقريراً أشارت فيه إلى أن اللاجئين السودانيين ومعظمهم من إقليم دارفور يعيشون في إسرائيل وسط تهميش دون أذون إقامة ودون خدمات تذكر، ويتعرَّضون للاستغلال والابتزاز في أماكن العمل دون أن يحظوا بأي حقوق، باستثناء من تأقلموا في البلدات العربية، وحصلوا على فرص عمل .

تطبيع

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق البرهان، عقب سقوط نظام الإنقاذ في أعقاب ثورة ديسمبر المجيدة عقد لقاءً بمدينة عنتبي اليوغندية عبر وساطة من الرئيس اليوغندي موسفيني مع رئيس الوزراء الإسرائلي بنيامين نتنياهو، أسهم في خاتمة المطاف لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، فيما عرف بمشروع إبراهام إبان حكومة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم معارضة حكومة رئيس الوزراء المستقيل د.عبد الله حمدوك، بحجة أن توقيع اتفاقيات إسرائيل ليس من مهام الحكومة الانتقالية وأن مجلس الشعب هو من حقه أن يقرر فيما أن كان الشعب السوداني يرغب في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني أم لا.

غير أن الفريق البرهان دافع حينها عن الخطوة واعتبرها تصب في مصلحة السودان وأن الخطوة تحظى بدعم العديد من القوى السياسية بالسودان.

ورأى مصلحة السودان الوطنية يجب أن تتقدَّم على أي مصلحة أخرى ولا نريد عداءً مع أي دولة، وأن التطبيع مع إسرائيل يعني عودة العلاقات إلى طبيعتها مع جميع الأنظمة.

غير أن مراقبين أكدوا أن السودان لم يستفد شيئاً من التطبيع مع إسرائيل وأن إسرائيل هي التي استفادت حيث سمح لها الاتفاق بعبور طيرانها للأجواء السودانية وأضافوا -أيضاً- أن انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، أعاد البلاد للعزلة الدولية رغم مساعي الاندماج التي حققتها الحكومة الانتقالية إبان رئاسة حمدوك للجهاز التنفيذي.

فشل ذريع

أكاديميون اعتبروا عزم إسرائيل ترحيل لاجئين سودانيين ضمن أفارقة تنوي إبعادهم عن بلادها يكشف فشل خطوة التطبيع التي قامت بها حكومة الفترة الانتقالية السابقة، وقال البروفيسور عبده مختار لـ (الصيحة): كان ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تستثنى عن قرارها السودانيين لجهة أن الأوضاع غير مستقرة سياسياً وأمنياً وأن الأوضاع الاقتصادية أكثر سوءاً عما كان عليه فضلاً عن التدهور المريع سياسياً بسبب التجاذبات بين القوى السياسية فيما بينها وبينها وبين العسكر، واعتبر خطوة التطبيع في الأساس بالخطأ، وأضاف ما كان البرهان أن يوقع وأن يوافق حمدوك وأشار إلى أن التطبيع لم يحقق الهدف والغرض منه وهو حل المشاكل الاقتصادية، بل أن الوضع زاد سوءاً ولم تجد الحكومة إسرائيل واعتبر قرار التطبيع قفزة في الظلام ولم تجن ثماره كل الدول المطبعة، و قال: إن الشعوب العربية جميعها رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني كما ظهر مؤخراً في كأس العالم بقطر، ونصح مختار الحكومة بأن كان لديها حرص على الشعب السوداني أن تسعى عبر كافة الوسائل لمساعدة اللاجئين السودانيين في العودة لبلادهم من تل أبيب بكرامة تليق بهم.

تقرير- مريم أبَّشر

الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى