أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: ولهذا خمينا وصرينا

 

(1)

يترقب الشارع السوداني منذ أيام تشكيل حكومة ذات كفاءات غير حزبية تدير شئون البلاد في الفترة الإنتقالية لمدة عامين ريثما يتم تنظيم الإنتخابات العامة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. وهنا لابد أن نذكر الجميع بأن الكفاءة هي زروة سنام الأمر وهي رأس الرمح في عملية اختيار الوزراء والمسؤولين ،وهي الثمرة الحلوة التي سيعم خيرها البلاد وهي الأمل المعقود الذي يمكن أن يضع اللبنة الصحيحة في الموضع الصحيح..

(2)

وبالطبع فإن محاولة التدليس والإنحراف والمجاملات والترضيات والمحاصصات التي تأتي بالضعيف الفاشل وقليل الخبرة، والفاسد الإنتهازي، والجواسيس، فإنها بلا شك خيانة للشعب السوداني ولدماء الشهداء وقبل كل شي خيانة لله ورسوله… لأن تولية أمر المسلمين أمانة بل أمانة ثقيلة، والأمانة لا بد أن تُودع عند مَن يستطيع حملها وتحمُّلها…فلوأنهم اختاروا الأقل صلاحاً والأقل كفاءة ، وهم يعلمون أن هناك من هو أكفأ وأصلح فإن الخيانة قد حدثت فعلا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ، تعلمون الكفوء والأصلح للولاية فتجاوزتم ذلك ووضعتوها أمام من ليس بكفوء ولا صاحب خبرة وينقصه الكثير..

(3)

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهتم بأمر الكفاءة ويقدمهاعلى الأمانة والصحبة والقرب إلى الله ، فقد قدم صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه على جيش فيه الصديق والفاروق رضي الله عنهما، بسبب كفاءته الحربية وهما من تعلمون أمانتهما وتقواهما وقربهما من الله ورسوله.

وسبق أيضاً أن قدَّم النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في إمارة الحرب، وتحت لوائه من العشرة المبشرين بالجنة، بل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في سرية أرسلها بقيادته فقتل خالد متأولاً مَن قال صبأنا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» ثم بعد ذلك ولاه مرة ثانية صلى الله عليه وسلم وعنده في الجيش من هو أكثر أمانة منه وأعلم منه رضي الله عنه؛ ذلك لأن معيار الكفاءة قُدم هنا على الأمانة والمكانة في الإسلام مع الأخذ في الاعتبار أن خالدًا كان متأولاً غير متعمد المعصية…

(4)

تبقى الكفاءة والخبرات هي الأساس الذي تقوم عليه الحكومات وهو المعيارذو الباع الطويل في اختيارالوزراء والمسؤولين الذين سيؤدون أمانة الحكم الذي هو مغرم وليس مغنما… لكن للأسف تُسند هذه الأمانة في السودان غالباً مكافأة للولاء والمقاتلين وأسرالشهداء، ولشراء الذمم وشراء الصمت والمحاصصات والترضيات، بما فيها إرضاء القوى الخارجيةولهذا (خمينا وصرينا)…..الـلهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى