آراء

عبد الله مسار يكتب: المشير البشير في قفص الاتهام

 

الرئيس عمر حسن البشير الرئيس السابق لجمهورية السودان، والذي قاد ثورة الإنقاذ لمدة ثلاثين عاماً من عام 1989م وحتى 2019م، عرف فيها السودان السمح والشين، مرّ بظروف صعبة، حُوصر السودان من دول الاستكبار اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً بحجج مختلفة، منها رعاية الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان، وكلها ادّعاءات لتركيع الشعوب الحرة لصالح الاستعباد والاستعمار العالمي الجديد، الذي افتعل حروباً على السودان، حروباً أهلية حتى أدّت إلى فصل جنوب السودان عن شماله، ثم أشعلوا دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بل استعملوا جُزءاً من أبناء وبنات السودان في ذلك الحصار، ولكن رغم ذلك حقّق البشير نهضة غير مسبوقة في كل المجالات، أهمّها استخراج البترول وانتشار واتّساع التعليم والبنى التحتية، وزيادة الخدمات.

المشير البشير، نحن عرفناه معارضين، دخلنا سجونه وزنازينه، وذهبنا إلى بيوت الأشباح، وكان عداءً مُستفحلاً، ثم صالحناه في اتفاقية جيبوتي، وعاشرناه نحن في مواقع مختلفة بالدولة، وحتى في وجودنا في السلطة اختلفنا معه واستقلنا من الوزارة، وهو الآن معتقلٌ في كوبر يُحاكم بانقلاب يونيو 1989م.

في النظام قبل يونيو 1989م كنا مشاركين فيه، وحضوراً بين تنفيذيه نشهد له بالآتي:

1/ إنه ود بلد اجتماعي، يشارك في الأفراح والأتراح، وحاضرٌ وموجودٌ في أي مناسبة زواج ومأتم أو مرض، لا يتأخّر عن كل من دعاه غنياً كان أم فقيراً.

2/ كان فحلاً وشجاعاً في اتخاذ القرار ولا يتردد.

3/ كان حاكماً متواضعاً، وسهلاً في التعامل، وجاداً وشجاعاً عند المِحن.

4/ كان قريباً جداً من مزاج الشعب السوداني.

5/ كان مستمسكاً بالقرار الوطني، لم يسمح لكائن من كان التدخُّل في القرار الوطني.

6/ وقف بقوة مدافعاً عن السودان من كل أنظمة الاستكبار، ومن الاستبداد العالمي، وفي المحافل الدولية والإقليمية.

7/ جعل للمؤسسة العسكرية هيبة، وأوقف كل تدخل في أمرها، بل أهّلها وطوّرها وذاع صيتها.

8/ البشير لم يبح بأسرار معارضيه من كبار قيادات الأحزاب والدولة، بل لم يشهر بهم واحتفظ لهم بخصوصياتهم، ولم يبح بأسرار الدولة في السلطة أو بعد ما تنحّى.

9/ البشير لم يهزّه أي موقف حار أم بارد.

ولذلك لم استغرب أبداً موقفه عندما كان في المحكمة، يرد على الاتهام المُوجّه له رغم المرض، ولم استغرب تحمُّله المسؤولية الكاملة عن التخطيط والتنفيذ للإنقاذ 1989م رغم علمه بثمن هذا الاعتراف.

وأهلنا يقولون “الدرب الذي تأتي فيه راكباً تأتي فيه راجلاً”.

نحن قاتلناه وعارضناه، ودخلنا سجونه وصالحناه، واشتركنا معه في الحكم، ونشهد له بأنه كان شجاعاً ووطنياً واجتماعياً ومجاملاً وحاكماً.

نسأل الله تعالى أن يفك اسره، ويمنّ عليه بالصحة والعافية.

قديماً قال أهلنا (نعال البقر جيابة).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ:

«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ». رواه الترمذي

وقال الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

 

 

 

صحيفة الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى