تحقيقات وتقارير

مراكز تعليم الكبار.. هل نجحت في القضاء على الأمية؟!

اختتم الأستاذ بدر الدين حديثه عن المشاكل الإدارية التي تواجه التعليم الموازي قائلاً: مراكز التعليم الموازي لا ينظر إليها كمدرسة، فهم يفتقرون إلى معينات العمل، وعلق قائلاً: (حتى نصيبنا من الإجلاس ضعيف جداً)، ونوَّه إلى أهمية التعليم الموازي فهو يخدم شريحة حساسة جداً في المجتمع والتي فقدت نصيبها من التعليم .

تقليل الفاقد

فيما أشارت المساعد الإداري للتعليم الابتدائي بمحلية كرري عوضية محمد الأمين، بحسب الصيحة إلى أهمية قسم التعليم الموازي، لأنه يأوي الطلاب الذين فاتتهم مرحلة الابتدائي والتي تساهم في التقليل من الأمية والفاقد التربوي، وأبانت إلى أحد المشاكل التي يقع فيها أولياء الأمور دائماً وهي الإقبال على مركز التعليم الموازي متعللين ببعد مسافة المدارس الحكومية أو اكتظاظها، وأضافت أنه في هذه الحالة عليه التوجه للتعليم الخاص وليس مراكز التعليم الموازي وعلقت قائلة: (الأطفال في سن المدرسة يجب أن يتجهوا إلى المدرسة مباشرة)، وأضافت أن مركز التعليم الموازي تم تأسسيه من أجل فئة معيَّنة وعلى الأهالي، فهم الفرق ما بين المدرسة ومركز التعليم الموازي.

حملات إيجابية

أما مدير تعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم الولائي معاوية محمد رحمة الله، تحدث إلينا قائلاً: التعليم الموازي هم الأطفال في سن التمدرس ولم يجدوا فرصة في دخول المدرسة وينطبق عليهم ما ينطبق على التعليم الحكومي من دراسة للمنهج الحكومي والجلوس لامتحان شهادة الأساس. عدد مراكز التعليم الموازي بولاية الخرطوم 1120 مركزاً، 577 منهم مراكز حكومية وبقية المراكز شبه خاصة ومن المتوقع وصول هذا العدد إلى 1500 بحلول السنة القادمة حيث تم التصديق لمراكز جديدة .

واصل الأُستاذ معاوية حديثه عن دور الإدارات والمنظمات في الترغيب والتوعية بالتعليم الموازي، قائلاً: نحن مواكبين لكل ما يحدث في العالم في مجال تعليم الكبار والتعليم الموازي بمعاونة المنظمات التي كان لها دور في ترغيب الطلاب عن طريق دعمهم بكل المعينات التي يحتاجونها من أدوات مدرسية وإجلاس، وتحدث عن منظمة الائتلاف السودانية التي قامت بحملة توعوية في شهر نوفمبر، في الشوارع والأسواق والأحياء النائية، وخرجت هذه الحملة بنتيجة إيجابية، حيث سجل الكثير من الأطفال للالتحاق بمراكز التعليم الموازي .

مناشدة

كشفت عواطف عبد الله مديرة مركز الفتح الحكومي للتعليم الموازي بمرحلة الأساس محلية كرري، عن الخدمات التي يقدِّمها المركز قائلة: بدأ نشاط المركز عام 2011م، وعمل على تأهيل عدد من الدفعات لامتحان شهادة الأساس، ثم شهادة الصف السادس وحالياً يعمل على تخريج دفعة جديدة من طلاب التعليم الموازي لشهادة الصف السادس.
فيما أوضحت مشرفة المركز فاطمة بشير أحمد، أن المركز فَتَحَ فرصاً كبيرة للطلاب الذين لم ينلوا حظهم من التعليم بالعودة مرة أخرى ومنهم من التحق بالمرحلة الثانوية ومنهم من التحق بمدارس التدريب المهني ومنهم من امتحن الشهادة السودانية ودخل الجامعة. أختتمت الأستاذة فاطمة كلامها بمناشدة للوزارات والمنظمات بتقديم العون والمساعدات لهذه الفئة من الأطفال والذين كانت هذه المراكز هي باب أمل وحياة جديدة بالنسبة لهم .

العنف والعقاب

إخلاص عباس محمد، مدير وحدة الإرشاد النفسي الاجتماعي والسلامة للمؤسسات التعليمية بولاية الخرطوم تحدثت عن اهتمام الوزارة بدراسة أسباب ترك الطفل للمدرسة ومن ضمنها الأسباب الاقتصادية والعنف في المدرسة (العقاب) وعدم توفر البيئة الملائمة.
تحدثت -أيضاً- دكتورة إخلاص عن أهمية التأهيل النفسي لطالب التعليم الموازي قائلة: يجب أن تتم معالجة كل المشاكل التي واجهت الطالب -سابقاً- حتى يكون مؤهل نفسياً للعودة إليها مرة أخرى، وهي تتمنى من إدارات التعليم المختلفة بما فيهم التعليم الموازي أن يفتحوا لهم المجال لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وأشارت إلى أن طالب التعليم الموازي تتشكل لديه رغبة كبيرة في التعلم عندما يعود إلى المدرسة، وكلما تم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي له تشكلت لديه رغبة زائدة في زيادة تحصيله العلمي وهنا يكون دور الإدارة في مساعدتهم في إدارة الوقت خاصة الفئة التي تضطر إلى الدراسة والعمل في وقت واحد ودلهم على الطريقة المثلى للمذاكرة .

أطفال الدرداقات

الأستاذ عاطف الشيخ المجذوب – مدير التعليم السابق بمحلية بحري والموجه -حالياً- بالمكتب الفني بتعليم قطاع بحري، تحدث عن التعليم البديل باعتباره جزء من تعليم الكبار قائلاً: التعليم البديل يستهدف الأطفال أصحاب المهن والذين يعملون في الأسواق والمركبات، حيث تم فتح كثير من الفصول في المدارس الحكومية لاستيعابهم وتعيين المعلمين في المراكز. ودور المنظمات -أيضاً- في الاهتمام بذلك الجانب، حيث أهتمت منظمة (اليونسيف) بتمويل فرص للتعليم وفتح فصول دراسية تتواكب مع أعمالهم المختلفة، وإقامة الدورات والورش التدريبية لمعلمي تعليم الكبار وتوفير الإجلاس بالمدارس وفتح فصول صباحية ومسائية للتعليم البديل والموازي وغيرها من المدارس، وكذلك فتح مراكز لتعليم ( أطفال الدرداقات) كأول تجربة في ولاية الخرطوم في عام 2017م، وقد التزمت محلية بحري بتأجير (الدرداقات) على حساب المحلية على أن يكون العائد خالص لأولئك الأطفال مقابل الدراسة في مراكز سوق بحري والسوق المركزي بحري .
ثم أختتم حديثه قائلاً: يجب أن يكون هنالك إدارة منفصلة لتعليم الكبار في وزارة التربية والولايات والمحليات وإنشاء مدارس مهيأة ومعلمين مدربين ومنهج قوي، إضافة إلى تكثيف الجانب الإعلامي والتوعوي للأسر التي فات علي أطفالهم الالتحاق بالدراسة وأهمية هذه المدارس في خلق فرص لتعليم أبنائهم .

مواكبة

وفي حديث مع الأستاذة منى محمد بابكر، مدير تعليم الكبار بمحلية بحري قالت: مراكز التعليم الموازي والتعليم البديل توفر للطالب كل مستلزمات الدراسة ولاتوجد رسوم دراسية، عدد المراكز في محلية بحري حوالي 300 مركز .
وتحدثت -أيضاً- عن دور الإدارة في التوعية المجتمعية من خلال إقامة حملات التسجيل من وقت لأخر واستخدام المسرح التفاعلي والندوات وطرق الأبواب لتسجل وتعليم الأطفال خارج المدرسة، وقد أجريت حملة في شهر نوفمبر، حيث تم تسجيل 750 طفلاً، من عمر 7 إلى 15عاماً، والآن تعمل المحلية على إعداد المكان والمعينات بشراكة مع منظمة اليونسيف .

ثم تحدثت عن مشاريع التعليم الموازي والتعليم البديل قائلة: الهدف من هذه المشاريع مواكبة التغيُّرات المتسارعة في العالم وإدخال مهارات التعليم وريادة الأعمال وربطه بالمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتدريب الأطفال والشباب على العمارات الحياتية والابتكار الاجتماعي لمجابهة ضغوط الحياة .

التعليم من المهد إلى اللحد

أجرت (الصيحة) مقابلة مع أحد النماذج التي تدرس بمراكز التعليم الموازي ولم يستسلم للأمية وقام بمحاربتها والتغلب عليها، متحدثاً: يوسف الطاهر حسن، معلم تاريخ بمدرسة السلمة بنين. قال وأعمل -أيضًا- في مجال العطور متزوِّج ولديَّ 5 أبناء، درست مرحلة الأساس في عمر الـ32 بعد أن تركت الدراسة لفترة طويلة في مركز (كرامي) للتعليم الموازي ببحري، وامتحنت شهادة الأساس وأحرزت مجموع 238 وتجاوزت الفصلين الأول والثاني ثانوي ثم امتحنت الشهادة السودانية في مركز(إبراهيم كرار) للتعليم الموازي بالمرحلة الثانوية وأحرزت نسبة 78% والتحقت جامعة أم درمان الإسلامية كلية التربية قسم التاريخ، وتخرَّجت فيها وقمت بالتصعيد للتمهيدي ثم نلت درجة الماجستير من جامعة الخرطوم، وحالياً أقوم بالتحضير لدرجة الدكتوراة من جامعة الخرطوم وأنا الأن معلم بوزارة التربية والتعليم .
أختتم يوسف حديثه برسالة لكل من انقطع عن التعليم لأي ظرف قائلاً: التعليم ليس له سن – من المهد إلى اللحد – وأي شخص يريد أن يتعلم يستطيع ذلك من خلال الإصرار والرغبة القوية والظروف ليست سبباً كافياً لترك التعليم ويناشد كل من ترك المدرسة أن يعود مرة أخرى .

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى