أحمد يوسف التاي يكتب: رجال قزموا دولهم
(1)
لاتحدثونا عن موارد السودان الضخمة، ولا عن 200 مليون فدان صالحة للزراعة ، ولا عن أنهاره وبحاره العديدة ووديانه وسهوله ومناخه المتنوع ولا عن ثروته الحيوانية الضخمة ولاعن الذهب والنفط والنحاس واليورانيوم والحديد والكروم ولا عن جميع ثرواته المعدنية المنتشرة في طول البلاد وعرضها.. رجاء لا تحدثون عن كل ذلك فالدول لاتنهض بالموارد الضخمة فلوكان الأمركذلك لكنا أغنى دولة في العالم .. فما فائدة الموارد حين يسطو عليها اللصوص أوالسفهاء ،وما جدواها عندما يضع الفاشلون وعديمو الحيلة والتدبيرأيديهم عليها..
(2)
أغلى ثروة وأهم موارد لنهضة الدول هي العقول المُبدعة والمُبْتكِرة فتلك هي مفاتيح قلاع التنمية وكلمة السر في عمليات نهضة الدول ..العقول الخلّاقة هي الثروة الحقيقية ، فإن وجدت الموارد الطبيعية تستغلها بأفضل ما يكون ، وإن لم تجد أوجدت البديل ، ونمت القليل ،وتطورت القديم حافظت على ما ينبغي الحفاظ عليه .. الدول ترفع شأنها العقلية النيرة المستنيرة المستبصرة المتدبرة ، وتحط من قدرها العقلية الرعوية الهمجية العمياء التي لاتبصر إلا عندما تصطدم مركبها بـ (القيف) ، أويقع الفأس في الرأس، وعندها لم يكن أمامها إلا اجتراح الحلول الأمنية ..و(طاقية دا فيرأس دا)…
(3)
العقلية الإدارية الناجحة هي رأس الرمح وهي فرس الرهان وهي كل شيء …فهي التي تصنع الموارد من العدم ، وتبحث عن البدائل…والعقلية الفاشلة تهدر الموارد وتبدد الثروات بالسفه والحلول الأمنية للأزمات والكوارث التي يتوجب التنبوء بها قبل وقوعها.. مَثَلُ العقليتين مثل سفيه صعلوك اجلستَه على تلال من ذهب ، وموهوب مبتكر يحسن التدبير اعطيتَه أوقية من ذهب، فالأول يضيع ويهدر تلال الذهب والثاني ينمي أوقيته ليصبح أكبر تاجر ذهب في (السوق العربي)..
(4)
كم من رجال يحملون عقولا صغيرة لاتحسن التدبير ولا التفكير حطوا من قدر دولهم وقزموها وقادوها نحو الهلكة ومرغوا كرامتها في الأوحال وكم من رجال يحملون عقولا كبيرة مبدعة مبتكرة خلاقة رفعوا بها قدر دولهم ونهضوا بها نحوآفاق التنمية الرفعة وانتشلوها من أوحال الفقر والعوز والفقر، باختصار كدى نحنا عايزين عقول مُبدعة خلاقة تنتشل البلاد ومواردها من الضياع والهدر فقد سئمنا العيش في ظل تلك العقول الخاوية…اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة :
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة