حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: الانقلابية مهدية ورفيقتها بدرية

 

 

قلنا بالأمس ونحن نعرض لخطبة المخلوع البشير التي ألقاها أمام المحكمة، ولم يكن ينقصه بعد تلك الخطبة، سوى أن يتم تشغيل شريط له من داخل المحكمة للفنان قيقم يؤدي أغنية (وروني العدو وأقعدوا فراجة)، ليؤدي المخلوع على أنغامها رقصته وعرضته العرجاء تلك، فقد بدا المخلوع في تلك الجلسة وكأنه على منصة خطابة بالساحة الخضراء أمام الحشود المجلوبة والمصنوعة، وليس أمام محكمة يفترض أن لها هيبتها ووقارها واختصاصها القانوني المحدد وتنظر اتهامات محددة، وليست ساحة للمساجلات السياسية.. قلنا إن المخلوع يكذب كما يتنفس، ويعنينا هنا كذبه حول عدم مشاركة المدنيين في الانقلاب، مع ان الحقيقة التي يعلمها حتى لاعبي السيجة، أن مدنيي الجبهة الاسلامية لم يخططوا ويدبروا فحسب، بل شارك بعضهم في التنفيذ، والأدلة والشواهد الموثقة على تخطيط المدنيين ومشاركتهم على قفا من يشيل، ويكفينا منها هنا حكاية السيدتين مهدية وبدرية..

أذكر أن الفريق أول محمد محمود جامع بوصفه من البدريين في الانقاذ وأحد مدبري إنقلابها في الثلاثين من يونيو 1989، قال في افادة لاحدى الصحف موثقة ومنشورة، إن الرقيب أول مهدية ( كانت تعمل بالسلاح الطبي) هي المرأة السودانية الوحيدة التي شاركت في تدبير الانقلاب وذلك من خلال المهمة التأمينية التي إضطلعت بها بمقر عملها بالسلاح الطبي، حيث كانت المجموعة الإنقلابية تعقد إجتماعاتها السرية في غرفة الأشعة،
وكانت مهدية تتولي مهمة تأمين هذه الاجتماعات، وعطفا على هذه الافادة الواضحة يبدو أن المخلوع كان مغيبا عن هذه التدابير السرية ولم يكن يعلم بها وتم حصر دوره في التنفيذ فقط، خاصة وأنه قد تم استجلابه من غرب كردفان لتنفيذ الانقلاب في آخر اللحظات، بعد وفاة الطيار مختار محمدين المرشح الاساسي للتنفيذ في حادث طائرة…وغير هذه المعلومة التي كشفها الفريق أول جامع، كانت هناك سيدة أخرى إعترفت بعظمة لسانها وعلى رؤوس الأشهاد بمشاركتها في التخطيط والتدبير لانقلاب الانقاذ، تلكم هي الأستاذة بدرية سليمان الناشطة المعروفة في المجالات القانونية والتشريعية والملقبة بـ(بدرية الترزية) لاشتهارها بتفصيل القوانين على مزاج الحاكمين، من لدن نميري في قوانين سبتمبر 1983، والى عهد المخلوع حتى اطاحته ثورة ديسمبر، فقد أعلنت السيدة بدرية بملء فمها ومن على منصة منتدى محضور وموثق ومنشور، أنها كانت من المخططين لانقلاب الانقاذ، والمعروف عن الأستاذة بدرية أنها كانت من أوائل الذين نشطوا في صفوف الانقاذ منذ سنتها الأولى، مثلها مثل بعض رفقائها المايويين وفي مقدمتهم الراحل الزبير محمد صالح النائب الأول الأسبق للمخلوع، والذي استشهد عند سقوط الطائرة التي كانت تقله والوفد المرافق له بنهر السوباط ، ومضى معه في ذلك الحادث المؤلم كل من العميد أروك طون والعميد سيموني طولان والدكتور عبد السلام سليمان والفاتح نورين وجمال فقيري والهادي سيد أحمد وموسى سيد أحمد والمهندس محمد أحمد طه بينما كتب الله عمرا جديدا للطيب ابراهيم محمد خير الشهير بـ (سيخة) وموسى المك كور والدكتور لام أكول،

وما هو شائع ومتداول أن الحركة الإسلامية قد دفعت بالراحل الزبير لقيادة مجموعة المايويين التي كانت تتأهب للانقضاض على حكومة الصادق المهدي واعادة نميري للسلطة من باب التمويه والتضليل على إنقلابها..الأمر أيها السادة أمر توثيق لحدث هز البلاد وخلخلها ومرمطها لفترة من الزمان تعتبر هي الأسوأ والأطول في حكم السودان ما بعد الاستقلال، فلا هو مجرد طق حنك ولا هو عنتريات منابر، وتسجيل أحداث التاريخ ورصد وقائعه لا يحتمل إطلاق القول على عواهنه و(التنبر) من فوق المنابر إن كان في الانقلاب ما يدعو لذلك…

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى