هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: إنخفاض التضخم .. المجاملة بالنفاق

 

من الغرائب أنني طالعت خبراً مفاده إنخفاض معدلات التضخم في نوفمبر إلى (88.83%) وحقيقةً النسبة المذكورة في الخبر مثيرة للدهشة وتدعو للضحك لأنها تجعلني أنظر إلى نفسي مثل (خروف) يسير وسط القطعان ينتظر مواعيد ذبحه، إن مسألة إنخفاض التضخم هذه تعني أحد أمرين لاثالث لهما فهو إما أننا كشعب كاذبون وأما أن الحكومة بمؤسساتها تكذب أو دعونا نقول تتجمل بالنفاق والضحك على الدقون .

معقول بس التضخم يرتفع وينخفض ويتذبذب كأنه (ثيرمومتر) لمقياس الحرارة موضوع داخل ماء تارةً يرفع على موقد وتارةً يوضع فى الثلاجة، فهل ياترى هذه هى المعايير التى يعتمدها جهاز رسمي مثل الجهاز المركزي للإحصاء وهل دائماً النتائج تأتي هكذا أم أنهم يعانون من إنعدام للخبراء الإقتصاديين علماً بأن السودان يضم آلاف الإقتصاديين وخريجى الإقتصاد وعواطلية كما، وكان بالإمكان الاستفادة منهم في التخطيط الاقتصادي ووضع السياسات الاقتصادية خاصةً الشباب منهم لكن يبدو لي أن بعض أولئك (الشياب) أصبحت النتائج التي يصادقون عليها غير ملائمة ويعجزون عن إصلاحها .

في إعتقادي أن معدلات التضخم أكبر بكثير مما يذكر في التقارير الحكومية التي يتم نشرها نسبةً لأن التضخم يتوقف على عدة عوامل ونجد أن جميع تلك العوامل متوفرة الآن جميعنا يعلم جيداً أن لانمو إقتصادى بالدولة والدولة في أردأ وأسوأ حالاتها الآن أضف إلى ذلك أن الأجور تشهد تضخماً في ظل التنامي المضطرد لأسعار السلع الاستهلاكية وغيرها من الأسباب التي تقود لإرتفاع ليس إنخفاض التضخم .

المتابع للأوضاع الآن يجد أن الواقع الإقتصادى في البلاد يشير إلى التصاعد الكبير في أسعار السلع والخدمات المختلفة، بعكس ما تشير إليه التقارير لذلك أعتقد جازمةً أن النتائج المنشورة عن التضخم غير حقيقية وربما تهدف إلى التمويه وتضليل الشعب لمزيد من الزيادات المرصودة والتي من المتوقع أن يتم إطلاقها إعتباراً من شهر يناير القادم .

الحكومة ممثلة في وزارة المالية ظلت تتبع سياسات إقتصادية خاطئة لاتسهم في رفع معدلات النمو بل تعمل على تدمير الدولة اقتصادياً وقفل الباب أمام المستثمر المحلي والأجنبى ورفع أسعار مدخلات الإنتاج وتابعنا خلال الفترة الماضية إغلاق لعدد كبير من المصانع بفعل التردي الاقتصادى وهربت رؤوس أموال بجانب مغادرة عدد من المستثمرين للبلاد دون رجعة .

وزارة المالية ظلت تعافر وتحاول إبراز الوجه المشرق للسياسيات المدمرة التي إتبعتها ممثلة في محاولة بائسة منها إيصال رسالة للشعب تشير إلى نجاح السياسات التي تطبقها بإملاء من البنك الدولي ولكن الحقيقة هي أن روشتة البنك الدولي فاشلة جداً وقاتلة ومدمرة للشعب وخلال أربع أشهر هنالك سلعاً زيدت أربعة أضعاف وإرتفعت فاتورة الدواء والغذاء وأصبح أكثر من ثلث السودانيين يعانون من مجاعة حقيقية .

روشتة البنك الدولي أصبحت سلاح الدمار الشامل الذي تستخدمه الحكومة ضد شعبها البائس وهذه الروشتة وجبت محاربتها بصورة واضحة وعلى الجميع أن يكبح جماح جبريل، ونقول كافحوه قبل أن يتمدد.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى