جعفر عباس يكتب: بعد الطيور والنعاج جاء دور الأزواج
أبدأ بتوضيح أنني اليوم أخاطب الرجال فقط، أي أن هذا المقال لا يخص النساء من قريب أو بعيد، وأبدأ بطرح السؤال التالي على كل رجل متزوج: هل تعاني بين الحين والآخر من نوبات صداع خفيفة مصحوبة بإرهاق ووهن / فتور عام؟ وقد ترتفع درجة حرارة جسمك قليلاً؟، هل يهتز ساقاك أثناء المشي أو يربط لسانك وتعجز عن الكككككلام لبضع ثوان؟، هل تغشاك نوبات من الاكتئاب والتوتر والقلق ولو على فترات متقطعة؟، هل تعاني من عدم القدرة على تذكُّر أمور مهمة أو أحداث وقعت قبل فترة قصيرة؟..
إذا كنت تعاني من مثل تلك الأعراض، فأمامك واحد من أمرين: عدم النوم في غرفة واحدة مع زوجتك، أو أن تنتقل إلى البيت المجاور لبيتك الحالي، أو فندق أبو نجمتين، وكي لا يتهمني أحد بـ»خراب البيوت»، لابد لي أن أؤكد بشدة وبقوة، أن هذا الكلام ليس من عندي، وبالتالي أرجو من أم الجعافر ألا تقوم بأي رد فعل طائش يهدد حياتي وسلامتي، أو يزعزع العلاقات التاريخية بيننا، وعليها أن تستهدف الدكتور البريطاني هنري ويلكنسون، الذي قال إن الزوجات يفرزن أثناء النوم فيرومونات pheromones، وأنه إذا استنشق الرجل تلك «الشيء»- وهو بالمناسبة غير الهرمونات، أصيب بجنون الأزواج، وهو الموديل البشري لجنون البقر والطيور والحمير، (تذكرون كيف ظهر فيروس يحمل اسما جميلا «كورونا» قبل سنتين، فاحتارت منظمة الصحة العالمية، لأنها سبق أن «دبّست» الصينيين والتايلنديين والبرازيليين في فيروسات تسبب أمراضا وبائية، وهكذا وعندما ظهر فيروس كورونا القاتل، زعمت في بادئ الأمر أنه ينتقل من البعير إلى الناس. فهمتها؟ عليك نور، يعني نحن إرهابيون وبما أننا أهل النوق والإبل والهجن فلابد أن يتم اتهام حيواناتنا أيضا بأنها شريرة).
أعود إلى استعراض ما قاله الباحث الطبي البريطاني ويلكنسون: إذا شعر الزوج – فوق كل الأعراض أعلاه، بدوران في الرأس وأخرج زبداً من فمه، وبدأت عيناه في الزوغان أو سقط على الأرض بدون سابق إنذار، أو عانى من آلام في المعدة، فليس أمامه من سبيل سوى هجر الزوجة نهائياً، (هذه مسألة حياة أو موت ولا مجال فيها للمجاملات)، أو الاحتفاظ بها شريطة أن تضع رأسها داخل كيس بلاستيك قبل النوم كي لا تنتقل الفيرومونات منها إليه! وحتى لا يتخذ الأزواج ذوو العيون الزائغة أصلاً مرض جنون الأزواج ذريعة للحصول على زوجة بديلة من الموديلات الجديدة الـ «فُل أوبشن»، لابد من التنبيه إلى أن أي زوجة جديدة كانت أم قديمة تفرز الفيرومونات، وربما كانت قوة «البث والنفث» عند الزوجة الجديدة – إذا كانت شابة – أقوى مقارنة بالزوجة «القديمة».
ويا فرحة ما تَمت، فهذا المرض لم يظهر حتى الآن إلا في الولايات المتحدة، ولحسن حظنا فإن السلطات الأمريكية لم تزعم بعد أن العرب والمسلمين هم الذين تسببوا فيه، وربما أحجموا عن اتهامنا لأن المرض يوفر لهم الأعذار للخيانة الزوجية، فعندما تشكو فاليري جونز زوجها إلى القاضي بتهمة أنه ضبط متلبساً بعلاقة غير شرعية مع باتريشيا فولكنر، فإن الزوج يبلغ القاضي أن زوجته حاملة لفيروس جنون الأزواج، وأنها عندما تشخر وهي نائمة تتطاير الفيرومونات من خياشيمها وتملأ الغرفة مما يسبب له متلازمة زوغان العين.
وقد يقول قائل: بلاش الزواج من أصله إذا كان يسبب نظير جنون البقر! ولكن هناك مشكلة فالدراسات العلمية تؤكد أن العزاب أقصر أعماراً من المتزوجين، بمعنى أن الزواج يؤدي إلى تحسن ملموس في الصحة الجسمانية والنفسية!! والحل؟ الحل هو أن تتفادى مرض كروزفيلد جيكوب وهو جنون البقر البشري بتفادي أكل اللحوم، لأن أكل اللحوم يزيد من احتمالات الإصابة بجنون الأزواج، وبعبارة أخرى بلاش كبسة «بالمرة»، فالعنصر الأساسي فيها هو اللحم، لأن كلام الخواجة ويلكنسون يعني أن أي حالة اعتداء زوج على زوجته في المنطقة بالعض أو الرفس تكون ناجمة عن ذلك المرض الذي تلعب فيه الكبسة والكوارع دوراً محورياً!.
صحيفة الشرق