حيدر المكاشفي يكتب: ماذا وراء اختفاء اللواء؟

 

رغم تكتم السلطات العسكرية والأمنية على حادثة اختفاء اللواء أحمد عبد الرحيم شكرت الله، الا أن بعض التقارير اهتمت بالحادثة وتعمقت فيها وكشفت بعض التفاصيل عن واقعة الاختفاء الغامض لهذا الجنرال، وتعود حكاية الاختفاء الى يوم الجمعة الموافق للتاسع من ديسمبر الجاري، حين أبلغت أسرته الشرطة يوم الاثنين عن اختفائه وفقدان الاتصال به منذ خروجه يوم الجمعة من منزله الكائن بضاحية جبرة، لتعلن الشرطة لاحقا عن العثور على سيارته بضاحية الفتيحاب بأم درمان، ويقال أن الشرطة عثرت على ورقة داخل السيارة مكتوب عليها(أنا ماشي لمقابلة الروقو، والاقدار غير معروفة)، والروقو المعني هو محمد الريس الشهير بـ(الروقو) الحرس السابق للشيخ موسى هلال، بيد أن مصادر أخرى استبعدت أن يكون اللواء هو كاتب الرسالة حال صحت حقيقتها، معتبرين أنها قد تكون رسالة مدسوسة بغرض التمويه و اللعب بخيوط الحادثة، وعلى كل حال حين تغيب الحقائق والمعلومات الصحيحة أو تغيب بضم التاء، فانها تفتح المجال واسعا لتكاثر الشائعات والتأويلات والقراءات، فيختلط الصحيح بالكاذب والخبيث بالطيب..

أما المعلومات المؤكدة تقول عن سيرة هذا الجنرال الغامض، الذي لا يعرف على وجه الدقة حتى الآن، ما اذا كان مخفي قسريا أو مختف بارادته أو لا قدر الله تمت تصفيته، أن آخر موقع عسكري شغله كان منصب القائد لسلاح المدرعات، الذي تم تعيينه فيه في عام2019 ، عقب اعتقال قائد السلاح اللواء نصر الدين ووضع نائبه بكراوي في الايقاف اثر اتهامه بتدبير انقلاب فيسبتمبر 2020، ولكنه لم يمكث في المنصب سوى اسبوعين لتتم اقالته واحالته للمعاش في ظروف غامضة، أما قبل ذلك فقد خدم اللواء شكرت الله في العديد من المناطق والقيادات العسكرية، لعل أبرزها اثارة خدمته في دارفور، حيث تقول المعلومات أنه أحد أبرز الضباط الذين أسسوا ما يعرف بقوات حرس الحدود، وكان برفقته آنذاك قائد الجيش الحالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وأنه قاد عدد كبير من العمليات الحربية لحرس الحدود ضد الحركات المسلحة في دارفور، ولديه علاقات جيدة بالزعيم القبلي وقائد حرس الحدود السابق موسى هلال،

ويقول بعض العسكريين بالمعاش، أن شكرت الله في تلك الأيام التي شهدت عمليات الابادة الجماعية، كان يقول مفاخرا بنفسه (الله فوق تحت شكرت الله)، بينما كان البرهان يعرف ب(رب الفور)، ومن المعلومات الرائجة والمتداولة في دارفور اليوم، تتمحور حول وجود قوات عسكرية مجهولة في المثلث الحدودي بين السودان وإفريقيا الوسطى وتشاد، يقودها ضابط كبير على دراية تامة بالمنطقة، ما يشي بأنه عمل فيها وخبرها، وتتألف هذه القوات بحسب بعض المصادر من عناصر سابقة بحرس الحدود وآخرين بعضهم مفصولين من حركة تمازج (القريبة من الاستخبارات العسكرية)، ومفصولين من قوات الدعم السريع، وأن موقع هذه القوات يقع على مسافة غير بعيدة من قاعدة عسكرية تستخدمها قوات (فاغنر) الروسية الداعمة للنظام القائم في أفريقيا الوسطى، ولعل في ذلك ما يشير الى أن ثمة رابط وعلاقة تجمع بين فاغنر وهذه القوات، وما يعزز فرضية وجود هذه القوات، قرار اغلاق الحدود مع أفريقيا الوسطى الذي سبق أن أعلنته قوات الدعم السريع، وعزت الدعم السريع قرارها لما أسمته أسباب أمنية متعلقة بمخاطر وممارسات سلبية بين الحدود..فما هي ياترى حقيقة هذا الجنرال ولماذا يخفي نفسه ان فعلها من تلقاء نفسه، ومن يقف وراء اخفاءه أو ربما تصفيته ان كانت وراء ذلك جهة ما..ﺇﻥّ في هذا الأمر ﺇﻥّ على قول المثل لابد من كشفها..

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

Exit mobile version