أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: وإن جاءت مبرأة من كل عيب

 

(1)

في أوقات كثيرة كنا نرصد تصريحات غلاة الساسة السودانيين حيال أمور لم يحن وقتها ونستطلع آرائهم بشأن أحداث محتملة أو نتائج متوقع حدوثها لنتبين مواقف القوى السياسية إزائها ،كدستور يجري الإعداد له أو اتفاقية يجري استكمال بنودها أو أية قضية تحت التشاور والمحاورة ، فتأتي بعض التصريحات التي تتسم مواقف أصحابها بالغلو والتطرف والإنغلاق في قمة التطرف والغلو مثل العبارة التي ألفناها من بعضهم : (سنرفضها وإن تبنت مطالبنا وأهدافنا )، أو العبارة المألوفة : (سنعارضها وإن جاءت مبرأة من كل عيب)..حينها نُدرك أن معارضة الأمر مبنية على مواقف وأحكام مسبقة لأسباب تتصل بـ (المكاجرةالسياسية) ، أوالتأثير والتعبئة المضادة أولأسباب أقرب إلى الشخصية والمصالح الخاصة، أو ربما لأن البعض فاته شرف البداية واستعصى عليه اللحاق أوالجلوس على المقاعد الخلفية ، ومثل هؤلاء لايمكن إقناعهم حتى وإن تم تبني مواقفهم وأهدافهم ..

(2)

ما سبقت الإشارة إليه أعلاه ينطبق تماماً على معارضي الإتفاق الإطاري خاصة أولئك الذي كانوا يطالبون بالسلطة الكاملة للمدنيين ودمج الجيوش في جيش واحد ، وأيلولة استثمارات وشركات القوات النظامية إلى وزارة المالية …لكن تبقى الحقيقة المجردة أن الإتفاق مهما حوى من المناقب وتجنب المثالب لن يحظى بالإجماع لسبب واحد فقط وبسيط جداً وهو وجود التباين والإختلافات بين الناس ، وطالما أن هناك تباين وإختلاف بين الأفكار والآراء السياسية لن يكون هناك إجماعاً ورضا من كل الناس …

(3)

صحيح أن الإتفاقية لم تنص على أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في البلاد ، ولا أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد، رغم أن الغالبية العظمى من المواطنين هم مسلمون ، والأغلبية أيضاً يتحدثون اللغة العربية ، لكن غياب هذه النصوص لن يكون مشكلة عويصة الآن طالما أن هناك فرصة أمام الأغلبية المسلمة لتحقيق رغبتها في الحكم بما أنزل الله في مرحلة صناعة الدستور التي تخضع للاستفتاء الشعبي … صحيح أن الدولة لن تفرض شيئاً على أحد حسب نصوص الإتفاق ، ولن تنحاز لأية فئة، ولسوف تقف في مسافة واحدة بين الجميع ولكنها بالضرورة لابد أن ترعى حق الجميع ، وطالما أنها تقر بأن من حقي كمسلم أن أحتكم إلى كتاب الله ، فإن هذه الأغلبية لن يستطيع أحد أن يغمط حقها في شكل الحكم الذي تريد وهذا قمة العدل المساواة بين المواطنين والحرية الدينية …. اللهم ذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى