محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: ح نشاهد كأس العالم بدون كيزان !

 

(1)
 قال صديقي (الراصد السياسي) إن (التسوية) والاتفاق بين المكون العسكري والمكون المدني يبدو انه اصبح وشيكاً وان الاعلان عن (الاعلان السياسي) اصبح قريباً لتشكيل حكومة جديدة بعد الفراغ الدستوري الذي عاشه السودان في السنة الماضية – استمد (الراصد السياسي) حديثه هذا من خلال الترتيبات والمبادرة التى قام بها حميدتي من اجل مشاهدة الشعب السوداني لمباريات نهائيات كأس العالم التى سوف تنطلق في قطر يوم 20 نوفمبر الجاري – بما ان الامر وصل مرحلة (الترتيبات) لمشاهدة مباريات كأس العالم فذلك يعني ان (التسوية) اكتملت.
 ويعني ذلك ايضاً اننا سوف نشاهد مباريات كأس العالم بدون (كيزان) – لأن التسوية يبدو انها تضرب (الكيزان) في مقتل.. رفض الكيزان للتسوية بهذا الشكل والغضب امر يصب في محاسن (التسوية)… وان كنا نتمنى ان نشاهد (كأس العالم) بدون (عسكر) – لكن العافية درجات والوصول الى سلطة مدنية كاملة لن يتم من خلال حكومة انتقالية – الانتقال يعني (المشاركة) – رضينا ان ابينا.
 علينا ان نعمل من اجل الانتقال الى حكومة مدنية كاملة.
 كنا ننتظر (الترتيبات) الامنية قبل انجاز (الترتيبات) لمتابعة مباريات كأس العالم… لكن يبدو ان قدرتهم لا تتجاوز ترتيبات مشاهدة مباريات كأس العالم.
 على العموم هذا دليل (عافية) ان نصل لمرحلة من الرفاهية تقوم فيه الحكومة السودانية بمساعدات للشعب السوداني من اجل مشاهدة كأس العالم.
 هذا الامر سوف نحسبه تطوراً من جانب الحكومة فقد غادر في كأس العالم الماضية التى نظمتها روسيا الرئيس المخلوع وأفراد اسرته وأعضاء مكتبه الى روسيا لمشاهدة مباريات كأس العالم من الملاعب الروسية – حميدتي كان في امكانه ان يسافر الى قطر ويتابع مباريات كأس العالم كما فعل البشير في البطولة السابقة – لكنه لم يفعل واجتهد من اجل ان يتابع الشعب السوداني مباريات كأس العالم من خلال الشاشات الكبيرة.
 هذا ليس ثناءً على حميدتي لأن انتقاده قادم – لكن خطوة حميدتي تبقى لا تقارن مع خطوة البشير الذي غادر الى روسيا لمتابعة مباريات كأس العالم برفقة وفد تجاوز عدده الـ(30) شخصاً على نفقة الحكومة السودانية.
(2)
 الحكومة السودانية على لسان حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي كانت قد اعلنت عن التبرع للحكومة القطرية بـ(3000) خروف لإكرام ضيوف قطر في المونديال – ورغم اني اعلم ان هذه الخراف التى اعلن مناوي عن التبرع بها لقطر لم يصل منها الى قطر (خروف) واحد – بل ولا (ربع كيلو لحمة) ، إلّا ان مجرد الاعلان عن هذا التبرع يبقى امراً مستفزاً – ومن بعد إن لم يف مناوي بوعده هذا يبقى الاستفزاز اكبر.
 جاءت الحكومة السودانية بعد ذلك وأعلنت على لسان حميدتي عن ترتيبات من اجل مشاهدة الشعب السوداني لمباريات كأس العالم من خلال جهود تقوم بها الحكومة السودانية.
 كأن افضل من هذا ان تكون هنالك بنية تحتية جيدة في السودان لممارسة الرياضة وليس مشاهدتها فقط.
 مسؤولية الحكومة وواجباتها ان تنهض بالبنية التحتية الرياضية في السودان من ملاعب وأندية بدلاً من ان تقوم بأمور (ترويجية) لا تسأل عنها وليس من اولياتها وهي تتبرع لقطر بـ (3000) خروف وتعمل على تجهيز (شاشات) ضخمة لمتابعة الشعب السوداني لمباريات كأس العالم.
 تخيلوا ان الشعب السوداني الذي يبذل له ذلك هو نفسه الشعب الذي يتعرض للضرب بالذخيرة الحية وهو نفسه الذي يغرق بالغاز المسيل للدموع وهو نفسه الذي تغلق الجسور في وجهه بالحاويات وهو نفسه الذي اتهمته الشرطة بوجود تشكيلات عسكرية منه بين مواكب الاحتجاجات التى تطالب بالحكومة المدنية.
(3)
 بغم
 الذي نحلم به هو ان نشاهد مباريات كأس العالم بدون كيزان.
 ويبدو ان هذا الحلم سوف يصبح واقعاً.
 لهذا فان كأس العالم هذه المرة سوف يكون مختلفاً… سوف يكون غير. ان تحقق ذلك سوف تكون المتعة حاضرة في كأس العالم بصورة قوية.
 لقد هرمنا– هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية… (كأس عالم بدون كيزان).
 ان حدث ذلك اتوقع ان يفوز السودان بكأس العالم– مع انه لم يبلغ النهائيات، وخرج من الادوار التمهيدية في التصفيات.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى