أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: رغم كل شيء ..

 

(1) رغم التآمر الذي واجهته ثورة ديسمبر، ورغم التنازع بين المختطفين، ولصوص الثورات الذين تعاركوا وتنازعواعلى الثورة من أجل الإستحواذ والهيمنة عليها، ورغم (العباطات)، والمعارك الهامشية، ورغم الإنقلاب الذي خصم من عمر الثورة عاما كاملاً …رغم كل شيء أقول أن ما تحقق في فترة الثورة خلال ثلاث سنوات أعظم من إنجاز (الإنقاذ) في سنواتها الثلاث الأولى، ومن إنجازات حكومة المهدي في سنواتها الثلاثة قبل التآمر عليها وإطاحتها..هذه الحقيقة يجب ألا تغيب عن أذهاننا في محيط المقارنة..إذ لايعقل أن تقارن بين ثلاثة عقود تدفق فيها البترول، وثلاث سنوات تدفقت فيها شلالات الدماء بسبب الفتن المصنوعة في الغرب والشرق والنيل الأزرق وجنوب كردفان، المقارنة يجب أن تكون في الإنجازات في الثلاث سنوات الأولى بين العهدين .
(2) بعد إستيلاء الجبهة الاسلامية على السلطة عن طريق الإنقلاب في 89،عاش السودانيون أياماً مرة بطعم الحنظل، وما كان لأحد أن يجد أوقية سكر إلا إذا كان لديه من الأقارب مغترباً، واستمرت الشدة مع استمرار مصادرة الممتلكات، والتنكيل والقتل والسحل والإعدامات الجماعية، وعليه نستطيع القول أن اهم الإنجازات في الثلاث سنوات الأولى للجبهة الاسلامية هي مصادرة الممتلكات، والعملات الأجنبية وإعدام أصحابها، والاعتقالات، والتعذيب في بيوت الأشباح والقتل، والسحل والتنكيل بالخصوم السياسيين، وإقامة المجازر الجماعية، هذا كانت (اهم إنجازات الإنقاذ) في الثلاث سنوات الأولى..
(3) بعد ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير، جاءت حكومة الثورة، وبدأت خطوات عملية كان من شأنها معالجة الخلل البنيوي بالإقتصاد السوداني وطبقاً لذلك انفتح السودان على العالم الخارجي، واستعاد علاقاته الخارجية، وكسر عزلته الدولية وتدفقت المساعدات الخارجية في ايام قلائل، وانفتحت ابواب الاستثمارات والمنح والودائع، واُلغيت بعض الديون .. حدث ذلك رغم الاضطرابات في الأطراف والنزاعات القبلية المصنوعة في الشرق والغرب، ورغم احتدام الصراع في الحلبة السياسية بين العسكر والمدنيين.. حدث ذلك وحمدوك كان متنازعاً بين هؤلاء وأؤلئك، إلى أن غدر به إنقلاب 25 اكتوبر..
(4) أُنتخب الراحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة رئيساً للوزراء في العام 86، ونال حزبه فوزاً كاسحاً بأعلى الأصوات.. ولكن قبل أن يتمهل قليلاً في كرسي الرئاسة بدأ مسلسل تآمر الجبهة الإسلامية بزعامة الراحل د. حسن الترابي على حكومة المهدي، فأقلق مضجعها، واذهب طمانينيتها، وقبل ان يكمل ثلاثة أعوام في الحكم، انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل التآمر بإنقلاب يونيو 89 الذي اطاح المهدي واستولى على الحكم .. بالطبع الثلاث سنوات التي قضاها الرجل في الحكم ضاعت في محاولات تثبيت الاستقرار الذي خلخلته وزعزعته الجبهة في صراعها وتآمرها على الحكم الديمقراطي.. ولذلك لم ينجز المهدي شيئاً، ولا أحد يلومه لأن الثلاث سنوات في عمر الحكومات لاتحقق إنجازاً في بلد مضطرب تقلق مضاجعه التوترات…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق إنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى