محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الحرية للبرهان!

 

(1)

 الوضع الذي فيه الحكومة الآن والحال الذي يمر به (المكون العسكري) في السلطة هو وضع أسوأ من وضع المعارضين للانقلاب و(المكون المدني) بصورة عامة.

 هم يدركون خطورة الموقف – فقد ظلوا في الفترة الاخيرة يشكون من بقاء البلاد بدون حكومة ومن الفراغ الدستوري ويتوسلون الشارع لتشكيل حكومة، بنفس الطريقة التى كانوا يبحثون فيها عن توقيع (الوثيقة الدستورية) مع الحرية والتغيير وتشكيل الحكومة بعد مجزرة فض الاعتصام.

 كثيرون يحسدون وجدي صالح وهو في محبسه – فهو ليس عنده شيء يخشى عليه – لا يملك مالاً استولى عليه بصورة غير شرعية ولا سلطة حاز عليها بالانقلاب. وجدي في محبسه لا يملك (مخدة)، في الوقت الذي كانوا يمتلكون (99) قطعة ارض (وكل شيء لله)، لذلك هو لا يخشى من الحساب بل يحسد على موقفه وثباته وهو في السجن – عكس غيره ممن يمرون بأوضاع صعبة وهم في السلطة. يلحظ منهم ذلك بالتصريحات المتناقضة التى يطلقونها والتقلب الدائم في المواقف من موقف الى اخر.

 حالهم هذا يوضح الضغوط التى يتعرضون لها من الداخل ومن الخارج ليظلوا في هذا الشد والجذب بحثاً عن مخرج.

 التخلي عن (السلطة) والتنازل عنها او التنحي امر ليس بالسهل وللسلطة سحرها وجاذبيتها ولكن ايضاً البقاء فيها مع كل هذه الضغوط والاعتراضات والرفض الدولي والمحلي والتشاكس يجعل البقاء في السلطة قطعة من نار – هم بين نارين، نار البقاء ونار الرحيل، لذلك نطالب (الحرية والتغيير) بالمزيد من التماسك والثبات لأن حال شريكهم السابق في السلطة أسوأ من حالهم – سوف تأتي اليهم السلطة تسعى، كونوا قدر هذا الحدث وفي مقام هذا الشعب العظيم.

 ستأتي اليكم السلطة تجر اذيال الفلول.

(2)

 نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو كان دائماً في تصريحاته يهاجم الفلول ويتوعد كل الذين يفكرون في العودة من جديد للسلطة… حميدتي كان يمثل (العين الحمراء) للفلول في السلطة.

 لا شيء يعطل عودة صلاح قوش إلا حميدتي.

 حميدتي يدرك انه سوف يكون الضحية الاولى للنظام البائد اذا عاد من جديد للسلطة حتى وان تم ذلك بتسوية او اتفاق بين العسكر والحركة الاسلامية – وهذا ذكاء يحسب لحميدتي فليس هنالك شخص يضمرون له الشر اكثر من حميدتي.

 رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان انتبه لذلك الامر وشعر بتراجع (صيته) في الشارع السوداني بسبب (المودة) التى يحاول الفلول ان يخدعوه بها. حاول البرهان ان يخرج من هذا (الشرك) الذي وضعوه له وهم يظهرون له خلاف ما يبطنون بخروجهم في مواكب لدعم الانقلاب والتخفي وراء (الجيش) ومساندتهم.. حيث انتبه البرهان لذلك وحذر حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من “التخفي وراء الجيش”، مشدداً أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب). وتابع: (نحذر من يريدون التخفي وراء الجيش، وكلام خاص للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية نقول لهم: ابعدوا وارفعوا أياديكم من القوات المسلحة).

 هذه التفاتة جيدة من البرهان يجب على المعارضة السودانية ان تستغلها الاستغلال الامثل.

 البرهان قال في خطابه الاخير بقاعدة حطاب العسكرية الاحد الماضي 🙁 المؤتمر الوطني ليس له مكانة في الفترة الانتقالية.. الجيش لن يعيد المؤتمر الوطني إلى السلطة.. يكفيكم 30 سنة في الحكم) . حدث ذلك بعد ان خرج المؤتمر الوطني في موكب داعم للانقلاب والبرهان قبل 24 ساعة من خطاب البرهان الذي حذر فيه المؤتمر الوطني المحلول.

 المهم ان تعرف المعارضة السودانية والمكون المدني الاستفادة من هذا الخطاب من اجل الانتقال الى السلطة المدنية.

 تصريحات البرهان وحميدتي تظهر خلاف ما يحدث في الدولة، حيث بدأ المؤتمر الوطني للعودة من جديد للسلطة ورجعت نقاباتهم بعد ان تم فك الحظر على حساباتهم وإطلاق عدد كبير منهم . مع ذلك ندعو الى الاستفادة من تلك التصريحات في عدم منح الفلول المزيد من الفرص.

(3)

 الذي لا نشك فيه هو ان البرهان وحميدتي يمكن ان يثقا في (الحرية والتغيير) لكنهما لن يثقا فى (المؤتمر الوطني) وهما يعرفان ان الخطر يأتي لهما من النظام البائد.

 الملاحظة المهمة في خطاب البرهان الاخير ليس في هذه الكلمات التى حذر وهدد فيها المؤتمر الوطني وإنما في استقبال الضباط والجنود لهذه الكلمات بفرحة وتهليل وقبول كبير فهم لم يهتفوا ولم نسمع اصواتهم إلا عندما حذر البرهان حزب المؤتمر الوطني المحلول – مما يؤكد ذلك ان (الجيش) اضحى منطقة خالية من (المؤتمر الوطني) – فقد قال لهم البرهان ممنوع الاقتراب والتصوير.
الانتباهة او لاين
الرئيسية/الكتاب/محمد عبد الماجد
محمد عبد الماجد يكتب: الحرية للبرهان!
نوفمبر 9, 2022186

(1)

 الوضع الذي فيه الحكومة الآن والحال الذي يمر به (المكون العسكري) في السلطة هو وضع أسوأ من وضع المعارضين للانقلاب و(المكون المدني) بصورة عامة.

 هم يدركون خطورة الموقف – فقد ظلوا في الفترة الاخيرة يشكون من بقاء البلاد بدون حكومة ومن الفراغ الدستوري ويتوسلون الشارع لتشكيل حكومة، بنفس الطريقة التى كانوا يبحثون فيها عن توقيع (الوثيقة الدستورية) مع الحرية والتغيير وتشكيل الحكومة بعد مجزرة فض الاعتصام.

 كثيرون يحسدون وجدي صالح وهو في محبسه – فهو ليس عنده شيء يخشى عليه – لا يملك مالاً استولى عليه بصورة غير شرعية ولا سلطة حاز عليها بالانقلاب. وجدي في محبسه لا يملك (مخدة)، في الوقت الذي كانوا يمتلكون (99) قطعة ارض (وكل شيء لله)، لذلك هو لا يخشى من الحساب بل يحسد على موقفه وثباته وهو في السجن – عكس غيره ممن يمرون بأوضاع صعبة وهم في السلطة. يلحظ منهم ذلك بالتصريحات المتناقضة التى يطلقونها والتقلب الدائم في المواقف من موقف الى اخر.

 حالهم هذا يوضح الضغوط التى يتعرضون لها من الداخل ومن الخارج ليظلوا في هذا الشد والجذب بحثاً عن مخرج.

 التخلي عن (السلطة) والتنازل عنها او التنحي امر ليس بالسهل وللسلطة سحرها وجاذبيتها ولكن ايضاً البقاء فيها مع كل هذه الضغوط والاعتراضات والرفض الدولي والمحلي والتشاكس يجعل البقاء في السلطة قطعة من نار – هم بين نارين، نار البقاء ونار الرحيل، لذلك نطالب (الحرية والتغيير) بالمزيد من التماسك والثبات لأن حال شريكهم السابق في السلطة أسوأ من حالهم – سوف تأتي اليهم السلطة تسعى، كونوا قدر هذا الحدث وفي مقام هذا الشعب العظيم.

 ستأتي اليكم السلطة تجر اذيال الفلول.

(2)

 نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو كان دائماً في تصريحاته يهاجم الفلول ويتوعد كل الذين يفكرون في العودة من جديد للسلطة… حميدتي كان يمثل (العين الحمراء) للفلول في السلطة.

 لا شيء يعطل عودة صلاح قوش إلا حميدتي.

 حميدتي يدرك انه سوف يكون الضحية الاولى للنظام البائد اذا عاد من جديد للسلطة حتى وان تم ذلك بتسوية او اتفاق بين العسكر والحركة الاسلامية – وهذا ذكاء يحسب لحميدتي فليس هنالك شخص يضمرون له الشر اكثر من حميدتي.

 رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان انتبه لذلك الامر وشعر بتراجع (صيته) في الشارع السوداني بسبب (المودة) التى يحاول الفلول ان يخدعوه بها. حاول البرهان ان يخرج من هذا (الشرك) الذي وضعوه له وهم يظهرون له خلاف ما يبطنون بخروجهم في مواكب لدعم الانقلاب والتخفي وراء (الجيش) ومساندتهم.. حيث انتبه البرهان لذلك وحذر حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من “التخفي وراء الجيش”، مشدداً أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب). وتابع: (نحذر من يريدون التخفي وراء الجيش، وكلام خاص للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية نقول لهم: ابعدوا وارفعوا أياديكم من القوات المسلحة).

 هذه التفاتة جيدة من البرهان يجب على المعارضة السودانية ان تستغلها الاستغلال الامثل.

 البرهان قال في خطابه الاخير بقاعدة حطاب العسكرية الاحد الماضي 🙁 المؤتمر الوطني ليس له مكانة في الفترة الانتقالية.. الجيش لن يعيد المؤتمر الوطني إلى السلطة.. يكفيكم 30 سنة في الحكم) . حدث ذلك بعد ان خرج المؤتمر الوطني في موكب داعم للانقلاب والبرهان قبل 24 ساعة من خطاب البرهان الذي حذر فيه المؤتمر الوطني المحلول.

 المهم ان تعرف المعارضة السودانية والمكون المدني الاستفادة من هذا الخطاب من اجل الانتقال الى السلطة المدنية.

 تصريحات البرهان وحميدتي تظهر خلاف ما يحدث في الدولة، حيث بدأ المؤتمر الوطني للعودة من جديد للسلطة ورجعت نقاباتهم بعد ان تم فك الحظر على حساباتهم وإطلاق عدد كبير منهم . مع ذلك ندعو الى الاستفادة من تلك التصريحات في عدم منح الفلول المزيد من الفرص.

(3)

 الذي لا نشك فيه هو ان البرهان وحميدتي يمكن ان يثقا في (الحرية والتغيير) لكنهما لن يثقا فى (المؤتمر الوطني) وهما يعرفان ان الخطر يأتي لهما من النظام البائد.

 الملاحظة المهمة في خطاب البرهان الاخير ليس في هذه الكلمات التى حذر وهدد فيها المؤتمر الوطني وإنما في استقبال الضباط والجنود لهذه الكلمات بفرحة وتهليل وقبول كبير فهم لم يهتفوا ولم نسمع اصواتهم إلا عندما حذر البرهان حزب المؤتمر الوطني المحلول – مما يؤكد ذلك ان (الجيش) اضحى منطقة خالية من (المؤتمر الوطني) – فقد قال لهم البرهان ممنوع الاقتراب والتصوير.

 الملاحظة الاخرى على خطاب البرهان الاخير هو انه احبط (الفلول) وكسر شوكتهم فقد اختفت حتى (ردة الفعل) من جانب المؤتمر الوطني على هذا الخطاب.

 اين عنترياتهم التى كانوا يظهرونها مع (الحرية والتغيير)؟ لقد اختفت تماماً بعد خطاب البرهان.

 اما الدكتور محمد علي الجزولي فهو في حالة انعدام الوزن منذ ان نفى البرهان عدم التواصل معه او الاتصال به كما اشار هو في احدى تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليأتي خطاب البرهان الاخير ويقضي على تطلعاته.

(4)

 بغم

 الحرية للبرهان.

 نعم الحرية للبرهان من السلطة ومن تلك الضغوط التى يعيش فيها.

 اما وجدي صالح فهو حر حتى وهو في محبسه.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى