هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: تسرب التلاميذ

 

لفت نظري تلاميذ صغار في الاساس والثانوي تجدهم في اوقات الدراسة وبالازياء المدرسية يتجولون في شارع النيل وبعض الشوارع وهم يحملون حقائبهم ويرتدون الزي المدرسي ويتغيبون عن الدراسة بينما يتعلمون اساليب غير حميدة والمؤسف حقاً ان مدارسهم لا تسأل عنهم ولا تبلغ اسرهم عن تغيبهم وتمضي الايام لتفصح عن قصص متفاوتة تتراوح ما بين الكفاح والاندياح .
بعض التلاميذ وجدتهم تسربوا من المدارس بغرض العمل لتوفير لقمة العيش الكريم لاسرهم فبعض اولئك التلاميذ يعولون اسرهم منهم ايتام ومنهم من يعيش ظروف اسرية معقدة قادته للعمل والبحث عن المال ليتمكن من توفير احتياجاته المدرسية ومساعدة اسرته بينما البعض الآخر ابناء عائلات ثرية يتسربون من المدارس ليتواعدوا ويطوفوا في الشوارع بعضهم يدخن السيجار بينما البعض الآخر يذهب في رحلة تنزه لشارع النيل وتجدهم ينتشرون في عدد من المطاعم المعروفة لانفاق مصروفهم اليومي الذي تمنحه لهم اسرهم دون سؤال عن حالهم في الدراسة وهكذا تتفاوت الطبقات .
الكثير من المدارس اصبحت تهتم بجمع المال اكثر من اهتمامها بوجود الطلاب والتحصيل الاكاديمي فمن المفترض ان يتم ضبط التلاميذ واخطار اسرهم في حال تغيبهم عن المدارس ورفع درجات الانضباط حتى لا يتسربوا من الدراسة بجانب العمل على تذليل العقبات لبعض التلاميذ المعسرين ومساعدتهم على تحقيق الفائدة من التحصيل الاكاديمي .
على الاسر ان تهتم بابنائها اكثر وان لاتعتمد على المدارس في تربيتهم فهنالك الكثير من السلوكيات غير الحميدة التي بات يمارسها بعض الطلاب ويتضرر منها آخرون كما ان هنالك عصابات تستهدف العديد من المدارس لنشر وزيادة اعداد زبائنها من المتعاطين للمخدرات والعصابات الصبيانية التي تمارس النهب والسلب، وغيرها من الأساليب الاجرامية التي تهدد تلاميذنا، والتي تتوجب وقفة ازاء القضية للحد من التسرب الطلابي وظاهرة الفاقد التربوي التي بات يعاني منها العديد من الطلاب .
هنالك مسئولية مشتركة ما بين الاسر والمدرسة والمجتمع نفسه الذي يشاهد مثل هذه الظواهر السالبة والدخيلة ويسكت عنها دون محاولة لتصحيحها بالقول او الفعل، فحينما يتسرب طالب يجب ان تقوم المدرسة بابلاغ اسرته وبدورها يجب على الاسرة ان توبخه بشدة وكذلك المجتمع يجب ان يدلوا بدلوه ازاء الطلاب الذين يتسكعون في الشوارع العامة ودونما اي مساءلة وبطريقة مستفزة تجدهم يضحكون باصوات عالية، ويلهون بطرق عابثة وبعضهم في المناطق الطرفية يمارس النهب وهنالك عدة حوادث مرصودة دونما اتخاذ اي اجراءات ازاء ذلك .
تابعنا القرارات والضوابط التي تتجه وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم لفرضها على الطلاب المتنقلين ما بين المدارس الخاصة والعامة وعليه يجب ان تأخذ الوزارة في الاعتبار اسباب الانتقال حتى لا تعاقب الاسر فهنالك اسر كانت تقوم بدفع اموال طائلة لابنائها ليدرسوا ولكن فجأة انهار وضعهم المادي فهل تترك ابناءها في مهب الريح ام تقوم بتحويلهم للمدارس الحكومية ؟ وهنالك اسر تسعى لينال ابناؤها اوضاعا تعليمية أفضل وهذا يتوقف على الوضع المعيشي لذلك اي اتجاه لاتخاذ عقوبات بهذا الصدد لا يخرج عن دائرة الغطرسة وممارسة الابتزاز على الاسر وبدلا من ان تهتم الوزارة لأمر التنقلات يجب ان تهتم لامر الفاقد التربوي والمدارس الحكومية التي تفرض رسوما طائلة على تلاميذها وتكرههم على دفعها دون مراعاة لأوضاع أسرهم المعيشية ولا الحكاية معاندة وجمع مال واهتمام بالمال وتجاهل للعملية التعليمية .

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى