الطاهر ساتي يكتب: الطيار المفتي..!!

 

:: متحدثاً عن الغاية والوسيلة، ذكرت – في ذات سجال قبل عام – بأن الغاية من الثوابت المتفق عليها، ومنها (إزالة التمكين).. ولكن الوسيلة من المتحركات غير المتفق عليها، ومنها لجنة الفساد والابتزاز المسماة سابقاً بلجنة إزالة التمكين.. وقلت فيما قلت، يجب مكافحة الفساد وتفكيك دولة التمكين لصالح دولة مؤسسات تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والثقافات والأديان.. ولكن هذا التفكيك يجب أن بكون (عملاً مؤسسياً)، بحيث يبدأ بالشرطة والنيابة، ثم تنتهي بالمحاكم.. ولكن المؤسف، لقد أفسد النشطاء غاية الشعب النبيلة بوسيلتهم الفاسدة..!!

:: وعلى سبيل المثال، أصدرت المحكمـة العليا حُكماً بإلغاء قرار لجنة إزالـة التمكين بإلغاء عقـود شـركة ساس لخدمات وتشغيل المطارات، وأبطلت الإجراءات المترتبة عليه، ثم إعادة الحال إلى ما كان عليه، أي إعادة شركة ساس لتشغيل وإدارة صالات كبار الزوار بمطار الخرطوم.. شركة ساس شراكة بين القطاع العام (70%) والقطاع الخاص (30%)، وهي الشركة التي حلت محل (شركة كومون) بأمر الرئيس المخلوع، لإرضاء محمد الحسن الأمين، وكان نائباً في برلمان المخلوع..!!

:: نعم، قبل الثورة، أثار الأمين قضية كومون في الإعلام، كرد فعل على رفض أفراد الشركة إيقافه لعربته أمام مدخل الصالة لحين عودته من رحلة داخلية.. ونجح في أن يخدع الرأي العام بأن هذه القضية الذاتية – ذات الصلة به وعربته – قضية عامة تستدعي المساءلة والتحقيق.. وبهذا التأثير السلبي، أصدر مجلس الوزراء قراراً بمراجعة الصالات، وتحديد الحقوق والواجبات بموجب العقودات، ثم إبداء الرأي القانوني في عمل الشركة بالمطار.. ونفذت اللجنة القرار، ولم تجد فيها ما يخالف القانون ويستدعي طرد الشركة..!!

:: ورغم ذلك طردوا كومون، لتحل محلها في تشغيل الصالات (شركة ساس).. وشركة ساس هي الشركة التي طردتها وصادرتها وشردت شبابها – ما يقارب الثلاثمائة شاب – لجنة الابتزاز والفساد المسماة بلجنة إزالة التمكين.. هل تعرفون من هو رئيس لجنة إزالة التمكين بقطاع الطيران، والذي بأمره تم طرد شركة ساس من المطار ومصادرتها وتشريد شبابها الثلاثمائة؟.. حسناً، رئيس اللجنة كان هو القيادي بحزب الأمة، ومالك ومدير (شركة ناس بورت) العاملة بمطار الخرطوم، الكابتن طيار عادل المفتي..!!

:: تأملوا ذاك التعريف.. لم يجد الهارب صلاح مناع من يطرد ويصادر شركات مطار الخرطوم، غير رفيقه في الحزب والمالك لشركة منافسة لتلك الشركات المراد طردها ومصادرتها، وهذا ما كانوا يسمونها بإزالة التمكين، بيد أنه كان تمكيناً لكل أنواع الفساد تحت غطاء الثورة.. وبالمناسبة، ليس في قطاع الطيران فقط، بل في قطاع الدواجن أيضاً، كانت شركة دواجن ميكو تنتج يومياً (75 طن).. وبعد استردادها، تم تنصيب سامي بلة مديراً للشركة.. وهناك قرابة مصاهرة بين مناع وبلة، وكان طبيعياً أن يتم تدمير الشركة، بحيث تنتج حالياً (20 طن)..!!

 

 

 

 

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version