تحقيقات وتقارير

تحالف الكتلة الديمقراطية.. جدل إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء

على نحو غير مسبوق تسعى مجموعة قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني ومن شايعهم إلى محاولة ضبط التوقيت السياسي، من خلال إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء إلى مرحلة ماقبل انقلاب البرهان، بعد أن وضعت هذه المجموعة على عاتقها فتح الوثيقة الدستورية والعمل على ترجمة نصوص بنودها على إيقاع التوقيت السياسي الحالي، من خلال ذهابهم إلى تسمية تحالف سياسي جديد يمضي إلى تحقيق ماسقط عن أيادي قوى التغيير المجلس المركزي والمكون العسكري.

انجذاب الكثيرين

يبدو بأن روائح طبخة التسوية التي تجري على نار هادئة بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري قد جذبت إليها الكثيرين، من غير المدعوين إلى مأدبتها على غرار قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني، وقوى الحرية والتغيير القوى الوطنية الذين يشاطرون العسكر في مواقفهم.

 

طبخة التسوية

ويبدو بأن هذه القوى السياسية ترى أن موالاتها للعسكر لن تجلب لها طبقاً من طبخة التسوية لذلك فقد مضت إلى التفكير خارج الصندوق، ومحاولة إيهام البعض أنها قد خرجت من جلباب العسكر حتى تحظى بواجب الضيافة أسوة بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وتنال حظها من كيكة التسوية المعتزمة من خلال دخول هذه المجموعة وانخراطها في إطار تحالف واصطفاف سياسي جديد، خرج هو الآخر من رحم قوى الحرية والتغيير تحت مسمى “الكتلة الديمقراطية” والتي تضم تحت لوائها قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني والحرية والتغيير القوى الوطنية، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والمبادرة الوطنية للترتيبات الدستورية بجانب لجان المقاومة.

الكتلة الديمقراطية

وثمة تساؤلات واستفهامات عديدة لم تجد ضالتها في الإجابة والتوضيح الشافي لها على خلفية انطلاقة إعلان تدشين التحالف الجديد، حول هل التسوية السياسية التي تدور رحاها تحت الستار بين المجلس المركزي للتغيير والعسكر، هي التي أدت لخروج مارد تحالف الكتلة الديمقراطية من قمقمه، أم أن التحالف المزعوم يحاول أن يرجع عقارب الساعة إلى الوراء، على غرار تبنيه الوثيقة الدستورية كمرجعية له في إطار التأسيس للحكومة الانتقالية ..؟

 

دور الوصيف

وفي أعقاب هذا الاتجاه حيث يرى مراقبون أن قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني تسعى من خلف إنشاء التحالف الجديد، إلى الوصول إلى مكاسب لم يقدر لها أن تحصل عليها في الأوقات السابقة، حينما كانت تناصب المجلس المركزي لقوى التغيير العداء على حساب التودد وكسب تعاطف المكون العسكري، بجانب أن التوافق الوطني يبدو عليه بأنه قد مل أدوار الوصيف التي ظل يقوم بها في أعقاب المراحل السابقة. وحيال أي الفرضيات هي الأسلم يبقى باب التكهنات مشرعاً على مصراعيه حول، ما الباعث والمحرك الذي حفز إلى تكوين تحالف سياسي آخر من عائلة قوى الحرية والتغيير خصوصاً في هذا التوقيت المفصلي والحساس …؟

 

مجموعة شلليات

وعلى غرار ذلك فقد مضى الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم إلى أخذ سهم من كنانته والرمي به قبالة مجموعة التحالف الجديد، حيث أشار إلى أن المجموعات المكونة لتحالف قوى الحرية والتغيير الكتلة الديقراطية هي مجموعات تجاوزتها العملية السياسية “التسوية” التي تجري الآن، لافتاً إلى أنها تسعى من خلال إنشاء التحالف إلى تحضير نفسها أن تكون هي جزء من العملية السياسية. وشدد شهاب في تصريحات لـ(الحراك) بالقول: أي عملية سياسية ذات مصداقية لن تضع هذه المجموعة على قدم المساواة مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، مشيراً إلى أن المكون العسكري الذي كان يساعدهم لم يجد ضالته عبرهم لذلك تخلى عنهم ومضى في اتجاه الحوار الممرحل مع المجلس المركزي. وقال حتى انضمام الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة جعفر الميرغني لم يشفع لهم. وأردف هم فشلوا في تكوين حاضنة سياسية واجتماعية، وجزم شهاب بأن هذه المجموعة تريد أن ترجع بالأحداث إلى مرحلة ماقبل انقلاب البرهان، بجانب التأسيس للوثيقة الدستورية مفصحاً بأن هذه المسائل قد تجاوزتها الأحداث. وأضاف الناس الآن تمضي في سياق مرحلة تسليم السلطة للمدنيين، في مقابل أنهم بفكروا على المكاسب الهشة التي حصلوا عليها سواء أكان ذلك عبر اتفاقية جوبا أو تلك التي جاءت عن طريق الشلليات، كما هو واضح في وضعية أردول وعسكوري.

تكريس العدالة

وثمة استفسارات ماتزال عالقة حول مقدرة هذا التحالف الجديد من إحداث الاختراق المطلوب … وعطفاً على ذلك فقد أشار ممثل الحزب الاتحادي الأصل والذي يعد من أبرز المؤسسين لتحالف الكتلة الديمقراطية عمر خلف الله، بأن التحالف الجديد لديه أربعة عشر هدفاً يسعى إلى تحقيقيها على أرض الواقع. قال من أبرزها توسيع دائرة الانتقال الديمقراطي لتشمل كل القوى المؤمنة بالتحول الديمقراطي، ماعدا حزب المؤتمر الوطني المحلول إلى جانب تكريس مبدأ تحقيق العدالة .

 

أهداف التحالف

وبحسب محللين سياسيين فإن الغرض من التحالف الجديد رغم أنه كان معلوماً من خلال الأهداف التي أعلن عنها، أنه وإلى جانب ذلك تبقى هنالك أهداف غير معلنة من تكوين هذا التحالف ..فما المغزى البعيد من إنشاء التخالف ..هل هو لأجل قطع الطريق أمام

أي تسوية ثنائية بين مركزي التغيير والعسكر، أم أن التحالف يمتلك أهدافاً استراتيجية تفضي إلى مرحلة الانتخابات ..؟

أحزاب الفكة

وفي ذات السياق فقد أشار المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د.حسن الساعوري إلى أن مواجهة التسوية الثنائية التي تجري بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، تعد من أبرز الأسباب التي أفضت إلى إنشاء تحالف الكتلة الديمقراطية، لافتاً إلى وجود أهداف استراتيجية يسعى التحالف الجديد الوصول إليها من بينها الانتخابات، مبيناً بأن إنشاء التحالف تعد فكرة متقدمة خصوصاً في ظل اصطفاف الساحة بأحزاب الفكة. وفي ذات الإطار نادى الساعوري الأحزاب والكيانات الصغيرة في الدخول ضمن تحالفات وجبهات عريضة، لأجل تحقيق مايصبون إليه في أسرع فرصة ممكنة.

             تقرير : أيمن المدو

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى