جعفر عباس

جعفر عباس يكتب: خطر الاستنساخ يتهددني

 

الله يستر علينا وعليكم، فقد هاصت المسألة مجدداً وتلخبطت وتخربطت، بعد أن أفتى القاضي البريطاني “كرين” قاضي المحكمة العليا، بأن استنساخ البشر لا يخالف قانون التخصيب والأجنة البشرية لعام 1990م، لأن الاستنساخ على حد قوله يقوم على تخليق كائن باستبدال نواة البويضة وليس بالتخصيب، وبالتالي فلا تثريب على استنساخ البشر، بطريقة النعجة دوللي، وهي لو تذكرون، أول كائن تم تخليقه دون تواصل بين نعجة وخروف (ماتت في عز شبابها عن ست سنوات ونصف السنة في فبراير 2003، ونعتها جميع وكالات الأنباء وقنوات التلفزة، علما أن النعاج والخراف تعيش ما بين 10 و12 سنة، وبالمناسبة فكلما كان الحيوان كبير الحجم كان طويل العمر، وهكذا فالبقرة تعيش عمرا أطول من النعاج والفيل قد يعيش أكثر من مائة عام، فقط السلحفاة على ضآلة حجمها تعيش أحيانا سنوات أطول من الفيل، والبعوض يعيش – في المتوسط – نحو أسبوع واحد، ولكن بعض إناث البعوض “الأنوفليس”، وهي الصنف الشرير ناقل الأمراض قد يعيش لشهر كامل.. يعني حتى في عالم البعوض فإن الذكور يتسمون بالطيبة وعدم الميل لتسبيب الأذى! ويقول حكيم السودان الأشهر – وليس جعفر – فرح ود تكتوك “الحريم فيهن رميم، وفيهن ذهب مخزون قديم، وفيهن عقارب ساكنات الهشيم”.

هناك سلفاً طبيب إيطالي يعمل على المكشوف على استنساخ بشر، ولا شك في أن هناك عشرات الباحثين الأمريكان والكوريين الذين نجحوا في استنساخ الكلاب والأرانب والخيل دخلوا المجال بدوافع تجارية، وجاء في بعض الصحف الأمريكية أن عصابات إجرامية تعمل على استنساخ أشخاص هاربين من العدالة بعد أن رصدت الشرطة مكافآت مليونية لمن يساعد في القبض عليهم، بالحصول على الحمض النووي الخاص بهم بالتواطؤ معهم، ثم قسمة المكافأة فيفتي-فيفتي بعد تسليم المستنسخ للشرطة على أنه “الأصلي”

وعلى المستوى الشخصي فإنني أتخوف من الاستنساخ لأن خصومي قد يستغلونه للتشهير بي، ومن ثم فإنني أعلن مقدماً وبقوة أن الشخص الذي يشاهد على شاشة التلفزيون بعد عشرين أو ثلاثين سنة وهو يتمايل أمام راقصة او مطربة عربية، لا صلة له بـ “أبو الجعافر” على الرغم من أنه وسيم ومليح ورشيق وأشقر مثله مائة في المائة، كما أنني اتبرأ من “أبو الجعافر” الذي يذهب إلى ذلك النادي الليلي يومياً لنثر النقوط على رأس النسخة الجديدة من فيفي عبده أو حفيدتها، ولو كانت لذلك الكائن صلة بـ “أبو الجعافر” الأصلي لشوهد وهو يستولى على النقوط ويهرب بها إلى دورة المياه ليضعها حيث ينبغي أن تنتمي، ويطيب لي أن أعلن على مضض: باي باي عارضة الأزياء ناوومي كامبل التي قد تستغل ملايينها لتثأر لكرامتها التي أهدرتها عندما ركبت معي المصعد في مبنى “تي في سنتر” التابع لبي بي سي، في وايت سيتي في لندن، وكنت أريد الذهاب إلى الطابق السابع، فغمزت لي بعينيها الكبيرتين بما معناه: وراك والزمن طويل وسأذهب أيضاً إلى نفس الطابق، وبعد أن اجتزنا دورين فشخت فمها بابتسامة كلها تحرش وغواية، وقالت لي دون سائر من كانوا معنا داخل المصعد: هاي، ولكنني تجاهلتها، وعندما همت بمفاتحتي بأمرها!! ضغطت على زر الطابق الخامس وخرجت من المصعد فكادت أن تسقط من الحزن والأسى، وبالتالي فإنني لا أستبعد أن تستنسخ “أبو الجعافر”، ثم تلبسه “شورت وفانلة” بدون أكمام، وتضع على فمه سيجارة وفي يده زجاجة مشروب وتلقي به أمام ناد للستريبتيز في الوست آند في لندن ثم تدعو قنوات التلفزة لمحاورته، وكل ذلك من باب ابتزازي: إما أن تكون لي أو أفضحك وتعيش منبوذا بين قومك.

إذا رأيتم جعفر على ذلك الحال فقولوا: دا مش هو

 

 

 

 

صحيفة الشرق

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى