حيدر المكاشفي يكتب: هيئة سنيدة الكيزان

 

 

في اطار جهود الكيزان وفلول وأرزقية النظام البائد والجداويين الجدد (نسبة للطيب الجد)، لتخريب أي جهد يستهدف اخراج البلاد من أزماتها المستفحلة، ومن جهة أخرى لاثبات وجودهم غير المرغوب فيه، ولكنهم لخيبتهم وحسرتهم ورغم كل التسهيلات والتساهل الذي وجدوه من القوات الأمنية بالطرق المفتوحة أمامهم والكباري المشرعة المداخل والمخارج، ارتد عليهم موكبهم فصار يستحق مسمى موكب الخزي والخذلان وليس موكب الكرامة..

وبعد تنظيمهم للموكب المهزلة الذي أطلقوا عليه زورا موكب الكرامة، تلك الكرامة التي لم يعرفوها يوما بل أذلوها وهانوها ومرغوها في التراب خلال عهدهم الغيهب.. خرجت علينا بالأمس ما يسمى هيئة علماء المسلمين، وما هم بعلماء وانما مجرد سنيدة للكيزان وبوق لسدنة النظام المخلوع بثورة شعبية عارمة شهد لها وأعجب بها كل العالم، خرجت هذه الهيئة على الناس بقول مفضوح يكشف مدى حقدهم على الثورة التي أطاحتهم وقطعت عليهم نعيم السحت والفساد الذي كانوا يتمرغون فيه، اذ قال قائلهم أنهم يرفضون مقترح مشروع الدستور الانتقالي الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، ويهدفون من وراء هذا القول الخبيث نسف الأساس والمرجعية التي تتأسس عليها العملية السياسية الجارية لانهاء الانقلاب واستعادة المسار المدني الديمقراطي، فجن جنونهم وطاش صوابهم فعمدوا لتحريك كل واجهاتهم ولافتاتهم لاثارة القلاقل والفتن..

وحكاية هذه الهيئة الكيزانية الخالصة وغير المستقلة، تذكر بحكاية رجل من أهل العراق سأل ابن عمر رضي الله عنهما، هل يجوز للرجل إذا كان محرما أن يقتل الحشرات الصغيرة الضارة مثل البعوض أم لا، فقال ابن عمر متعجبا مستغربا من اهتمام أمثال هذا الرجل بتوافه الأمور، مع جرأتهم على ارتكاب الكبائر، فقال انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، أي يرتكبون الموبقات ويجرؤون على قتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك يظهرون كمال التقوى والورع في نسكهم، فيسألون عن قتل البعوضة..

فخلال فترة الانقلاب الحالي الذي امتد لعام كامل والذي شهد سقوط ما يقرب من مئة شهيد برصاص الانقلابيين ومئات الجرحى، وقبلهم المئات الذين قتلوا في عملية فض الاعتصام القذرة، لم تفتح هذه الهيئة فمها بكلمة، أما خلال عهدهم المشؤوم فحدث ولا حرج، فقد كانوا كلما ضاق بالناس الحال وفاض فساد حكامهم وأزكم الأنوف وحاولوا أن يعبروا عن رفضهم لهذا الواقع المزري، تخرج عليهم الهيئة ببيان يحذر من الخروج على الحاكم باعتباره مقارفة للحرام، وكان دأب الهيئة هو اضفاء الصبغة الشرعية لكل ما يخرج من الحاكم، ويعمدون لتطويع النصوص واصدار الفتاوى التي تمنح السلطان المبررات (المشتولة) التي توافق هواهم وتعزز مواقفهم وقراراتهم، وظلوا طوال تلك الفترة البائسة يبرعون في تقديم السند للحكام ويخترعون لهم المبررات الدينية للسياسات والقرارات الحكومية، ولم يعرف لهم الناس أية مواقف واضحة الى جانب الجماهير والانحياز لقضايا الشعب، خصوصا فيما يتعلق بقضايا كبت الحريات والفساد ونهب الثروات والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية وإزهاق الأرواح في الحروب الأهلية العبثية وقتل وسحل المتظاهرين وغير ذلك من القضايا، وكان السلطان يكافئهم على دعمهم له وشرعنة مواقفه باغداق العطايا والهبات لهم تشجعيا وحفزا لهم للمواصلة فى لعب هذا الدور،

و ابلغ دليل على ذلك الدعم الدولاري الكبير الذي نفحه المخلوع لقناة طيبة التي يرأس مجلس ادارتها عبد الحي يوسف في الوقت الذي يعاني فيه التلفزيون القومي الأمرين وكان الأحق بهذا الدعم..هذه وايم الحق هيئة علماء السلطان وسنيدة للكيزان اقوالها مجروحة وفتاواها مضروبة..

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

Exit mobile version