هاجر سليمان تكتب: مقتل شرطي ومقتل ثائر

 

اليوم أيقنت تماما ان هنالك طرفا ثالثا يسعى لتسخين الموقف وتوسيع الهوة بين القوات النظامية وخاصة الشرطة والثوار ، الطرف الثالث الذي نعني يتحكم في خيوط اللعب يقتل الثوار لاستثارتهم وزيادة غضبهم ، واليوم قتل شرطيا والقى بجثته بدم بارد في النيل عقب تعذيبه وليته قتل شرطيا يتبع لاي ادارة اخرى لكن هذا الخائن الغادر قصد اغتيال شرطي يتبع للاحتياطي المركزي لإثارة رفاقه واستفزازهم حتى يواجهوا الثوار في المواكب القادمة بغضب بالغ وهياج شديد يفضي لاسوأ حملة انتقامية لرفيقهم ولكن هذا لن يحدث وستتحلى الشرطة بالصبر والجلد .
الشرطي الطيب آدمو تم تعذيبه بأبشع الصور وقتله والتخلص من جثته في النيل ليعثر عليها بعد اربعة ايام بمنطقة الجيلي، وكذا الثائر قاسم أصيب بمقذوفين بمنطقتي الرأس والصدر ولعمري هذا امر جلل لم نعتد عليه فعادة الإصابة المباشرة التي تستهدف الرأس والصدر هي تصفية واغتيال وهذا الصغير النحيل تمت تصفيته بدم بارد سمج وهذا فعل جهة ثالثة تستهدف عمليات تصفية جسدية من الطرفين وتهدف لإثارة البلبلة المدنيين ضد العسكر والعسكر ضد المدنيين وهكذا .
انه مخطط كبير ولا ذنب للطرفين فيه سوى ان القوانين والأعراف والدستور أوكل للشرطة مهمة حفظ الامن الداخلي وتأمين المسيرات واحتواء أعمال الشغب ومنع التفلتات والحفاظ على امن واستقرار البلاد في وقت كفل فيه الدستور حق التظاهر السلمي للمواطنين .
لقد ظللنا نرصد توجيهات لجان المقاومة لعضويتها بالالتزام بالسلمية الا لن هنالك أعمال شغب وإتلاف حدثت حتمت على الشرطة احتواءها وبما ان الثوار المنضوين تحت لواء لجان المقاومة ملتزمون بالسلمية فان أعمال الشغب تلك قام بها مندسون محرضون قبضوا ثمن فعلهم مرتين مرة قبل انطلاق المواكب السلمية ومرة اثناء المواكب حيث يمارسون أعمال نهب وتخريب واسعة باسم الثوار والثوار بريئون منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
ايضا ما يحدث من عمليات قتل تطال الثوار نحن نعلم جيدا كيف ان الشرطة دربت على احتواء الشغب وكيف انها ترصد سلاحها في ايدي منسوبيها قبل بدء المظاهرات ونعلم ان اي إصابات بالأرجل في الغالب تقع من نظاميين أما اي أصابات بالمناطق القاتلة كالرأس والصدر لا نعتقد انها صادرة من منسوبي الشرطة وبالتالي لابد من ان نبحث عن الطرف الثالث الذي يقوم بقتل المتظاهرين واستهداف منسوبي قوات الشرطة ولابد من معرفة تلك الجهة، ولإثبات ذلك لابد من نشر عدد كبير من كاميرات المراقبة بمحيط أماكن التظاهرات للكشف عن الطرف الثالث .
في كل التظاهرات التي مضت لم نسمع عن عنف وتعامل وحشي من الشرطة ولكن ما حدث الآن بهذه التظاهرات يؤكد وجود طرف محرض ومنفذ يسعى لتأجيج الفتنة وتصعيد الموقف لأهداف لا تخرج عن سياق البحث عن سبل لوضع السودان تحت البند السابع وفرض الوصاية عليه ويكون بذلك قد اكتملت الصورة وقبض عملاء الداخل ثمن خيانتهم تاركين الأسر المكلومة لفقد ابناء تندب الحظ العاثر .
الثورة حية ولكن ليس كما يرغب عملاء الداخل والشرطة فطنة وفي النهاية الشرطة هي الضامن الوحيد للمدنية وهي الحافظ الوحيد للحقوق حتى يعد تسليم السلطة للمدنيين وانسحاب القوات النظامية الأخرى عن المشهد ستبقى الشرطة هي أساس العدالة فمنسوبوها ابناؤنا وهم يطمحون للمدنية أكثر منا ويجب الآن ان نحرص جميعا على الاحتفاظ بمسافة الاحترام لسيادة الدولة وعدم إهانتها وعدم ترك ثغرة تمكن العملاء من الفوز وإعادتنا لمربع الاستعمار .

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version