حيدر المكاشفي يكتب: الفريق طباخ واللواء مرمطون

 

 

في افادة من افاداته التي أدلى بها لصحيفة الانتباهة، كشف عضو الجبهة الثورية التحالف السوداني قائد حركة جبهة الهامش للتغيير صديق آدم أحمد سليمان، عن تجنيد عدد من الحركات الموقّعة على اتّفاقية سلام جوبا، عددًا من منسوبي العصابات المتفلتة ومعتادي الإجرام، وقال هذا هو سبب رفضنا للترتيبات الأمنية، وأكّد صديق أنّ الترتيبات الأمنية جلبت عددًا من المساوئ والغرائب، واضاف هناك أشخاص حصلوا على رتب رفيعة دون أدنى مؤهلات، وتابع كان هنالك طباخ يعمل معنا في مطعم في منطقة راجا، تفاجأنا به قبل أيام بأنّه أصبح برتبة الفريق، وأصبح قائدًا لحركة معروفة..

هذا الحديث من قائد حركة مسلحة وما أكثر هذه الحركات، يؤكد ما هو مؤكد سلفا من فوضى بيع وشراء ومنح الرتب العسكرية التي نشطت فيها بعض الحركات المسلحة حتى اضحت مستباحة تماما، اذ سبق ان تواترت أنباء عن حركة تجنيد واسعة ينشط فيها منسوبون للحركات المسلحة لضم اشخاص لم يكونوا ضمن قواتها بمنحهم رتب عسكرية مختلفة بغرض (تكبير الكوم)، بل ان البعض مضى الى تسمية اشخاص بالاسم وبالرتبة التي نالوها،

كما كانت الشرطة قد اعلنت رسميا عن تمكن قوة منها من فك طلاسم جرائم احتيال ينفذها متهمون ينتحلون صفة القوات النظامية التابعة للحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، وقالت الشرطة ان مجموعة من المواطنين قد سقطوا ضحايا لتلك المجموعات التى تستولى على اموال مواطنين مقابل تسليمهم بطاقات عسكرية برتب قيادية، وكانت مجموعات تنشط بمنطقة حلايب بأم درمان تقوم بالاستيلاء على اموال طائلة نظير تسليم بطاقات برتب رفيعة لمن يدفع، ويدعي المتهمون تبعيتهم لحركة تمازج الموقعة على الاتفاق، ونفذت الشرطة كمينا محكما اسفر عن ضبط (4) متهمين ضبطت بحوزتهم (30) استمارة لضباط بالحركة المذكورة، وقبل ضبطية الشرطة المعلنة سبق للمجلس السيادي ان خاطب رسميا الوساطة الجنوبية بخروقات بعض الحركات بانخراطها في عمليات تجنيد لاشخاص لم تكن لهم سابق علاقة بها، ثم من بعد ذلك كله اذا برئيس الجبهة الثورية د. الهادي ادريس ذات نفسه يزيد المؤكد تأكيدا، اذ صرح علنا فى مؤتمر صحفى مشهود برصدهم لظاهرة وصفها بالخطيرة والمتمثلة في بيع الرتب العسكرية، بل انه ذهب الى ابعد من ذلك بأن شبهها بالسلع التي تباع في سوق الله اكبر..

اذن وبالدليل القطعي الذي لا سبيل لنكرانه، ثبت ان اتفاقية جوبا للسلام تحتاج على الأقل الى اعادة تقييم وتقويم من عدة وجوه، بما فيها بند الترتيبات الأمنية الذي يحتاج أولا قبل تطبيقه عمليا الى حسم ظاهرة فوضى التجنيد غير المشروع وغير الاخلاقي التي نشطت فيها بعض الحركات ان لم نقل كلها، وحصر الاعداد الفعلية والحقيقية لقوات كل حركة من حركات سلام جوبا، وما يحز في النفس في زمان الفوضى هذا ان تهان وتستباح وتمتهن وتمرمط الرتب العسكرية لحد ان ينعم طباخ مع الاحترام للطباخين على نفسه رتبة فريق، ومع هذه الفوضى الضاربة لن يكون من المستبعد ان يكون هذا الفريق طباخ قد أنعم على مساعده المرمطون في المطبخ رتبة اللواء..

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

Exit mobile version