أحمد يوسف التاي

احمد يوسف التاي يكتب: الذكرى الثقيلة

 

(1)

مرّت الذكرى الأولى لإنقلاب البرهان في 25 اكتوبر من العام 2021 ، مرت ثقيلة على النفس، ذلك بأن الإنقلاب قطع الطريق أمام التطور الديمقراطي الذي بدا وإن كان بخطوات ثقيلة، قد نتعثر جميعاً في طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية والتأسيس لحكم رشيد ،وإن كان هذا التعثر قد أدمى أقدامنا ، وهدّ حيلنا وبلغ منا الجهد،إلا أنه لن يكون أصعب من أوجاع الإنقلاب وآلامه ونتائجه المخزية …

(2)

مرت ذكرى الإنقلاب ثقيلة على النفس لكونه أغلق منافذ الإنفتاح الحقيقي المثمرعلى العالم الخارجي وبخطى ثابتة، وفتح أبواباً للتدخل الدولي الإنتهازي الإبتزازي الذي يتسلل من مسامات نقاط ضعف الحاكمين فيستغلها لصالح الأجندات الدولية، ذلك التدخل الدولي الخبيث الذي يفعل للشموليين فعل الشيطان مع الإنسان يزيِن السوء، القمع والإستبداد، ويصنع منه طاغية ويغريه بالإنفراد والأحادية ، حتى إذا ما ورّطه قال: ( إني بريء منك إني مع الشعب والدولة المدنية)، يفعل ذلك ليبتزه ويحصل على مناله ومبتغاه…والمحصول النهائي هو خسران الوطن بالمواجهات بين الشعب والنظام الدكتاتوري الشمولي المصنوع لمصلحة الأجندة الدولية الخبيثة.

(3)

مرت ذكرى 25 اكتوبر ثقيلة لأن الإنقلاب أسس لنظام ديكتاتوري جديد كان هو الأسوأ من نظام المؤتمر الوطني…نظام كثرت نقاط ضعفه فأصبح مهموماً مشغولا بحماية نفسه وترك أطراف البلاد تشتعل بالحرائق والمجازر ، والخرطوم نهباً لعصابات (9) طويلة ،والخطاب العنصري الذي أصبح يتبناه بعض رجالات الدولة والسياسيين بغرض الإبتزاز وتسويق الأجندة الشريرة.

(4)

مرت ذكرى الإنقلاب ثقيلة على النفس لكونه أقام جسراً لعودة النظام المخلوع بصور مستفزة للدرجة التي هيأ فيها الناس وعبأهم لاستقبال “المخلوعين” الهاربين وكأنهم قادة فاتحين، وكأن نيابات الفساد والثراء الحرام لم تدوِن في مواجهتهم بلاغات بعد هروبهم في 11 ابريل..وللدرجة التي جعلت البعض وبدون حياء يطلب عودتهم للحكم، ويهدد بتقرير المصير إن لم يحدث ذلك..

(5)

مرت ذكرى إنقلاب البرهان ثقيلة على النفس لكون الإنقلاب استنسخ أجساماً هلامية تتحدث باسم الثورة ، وقدّم عناصر مدنية انتهازية على أنها القيمة على الثورة وساعدها في ذلك وتبنى أحلامها حينما وجدت فيه ضالتها وتحقيق أجندتها العنصرية ونزعتها الإنفصالية ، ومطلبها الإستقلالي….اللهم ها قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى