حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: قانون أخنق فطس

 

 

أصدر المسجل العام لمفوضية العون الانساني بشكل مفاجئ ومباغت، قراره الذي قضى بالغاء تسجيل جمعية حماية المستهلك وحجز اصولها وممتلكاتها وتجميد ارصدتها وحساباتها بكافة البنوك داخل السودان وخارجه، ولم يحوي هذا القرار العجيب أية أسباب أو حيثيات تبرر اتخاذ هذا القرار، بل لم تسبقه عمليات تحري ومساءلة وتحقيق مع قيادات الجمعية حول مخالفات قد تكون ارتكبتها واستدعت في النهاية اصدار قرار الغاء تسجيلها، وانما صدر القرار هكذا على طريقة أخنق فطس وكأني بمسجل الجمعيات يقول بلا قانون بلا بطيخ،

فحتى رئيس جمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني الرجل الشفيف النزيه والمدافع الشرس عن حقوق المستهلك، نفى علمهم بالأسباب التي دعت لاستصدار هذا القرار القراقوشي الظالم، وقال لم يتم مدنا بي أي سبب (ما ورونا اي تفاصيل هل ما جددنا..ماعارفين الحاصل شنو)، مؤكدا ان اللجنة مستوفية لكل الشروط، وعن تكوين المسجل للجنة سباعية لاستلام أصول اللجنة من سيارات الخ، قال مستغربا ومتعجبا ان اللجنة لا تملك اي أصول وليس لديها سيارات او ارصدة او خلافه، وتابع بل ليس لها مقر بسبب تعثرها في دفع قيمة ايجار مقرها السابق وتستضيفها الان احدى الجمعيات، ولم يستبعد ياسر ان يكون القصد من هذا القرار هو معاقبتهم على المعارك الشرسة التي خاضوها في الجمعية خلال الشهرين الماضيين ضد الراسمالية الطفيلية التي تستثمر في التعليم والصحة، في المشافي الخاصة والمدارس الخاصة ومن المرجح جدا ان تكون لهم يد في هذا الذي حدث..

هذا القرار الجائر الذي أصدره هذا المسجل الذي نشط بعد انقلاب اكتوبر في اعادة كل جمعيات ومنظمات الفلول ورموز النظام البائد، ويستهدف الان واحدة من جمعيات الشعب السوداني المدافعة عن حقوقهم والمؤكد ان البقية تأتي، لا توصيف لهذا القرار غير انه اعتسافي استبدادي، ويخالف قانون تنظيم العمل الطوعي، فاذا كان القانون يعطي الحق للمسجل العام بإلغاء تسجيل أية منظمة، ولكنه لم يكن حقا مطلوقا بلا ضابط ولا رابط، بل قيد هذا الحق بارتكاب الجمعية أو المنظمة للمخالفات المنصوص عليها، بيد ان المسجل اصدر قراره المعيب دون أن يتم التحري مع إدارة الجمعية حول أية مخالفات أو حتى مجرد إبلاغها بحدوث مخالفات مزعومة، ويبدو من ذلك ان المسجل عزم على الغاء تسجيل الجمعية بأسباب أو بدونها،

ويذكر قراره هذا بحكاية النمر والقرد، والحكاية تقول أن قردا وقع ضحية لابتزاز أحد النمور الذي ظل يسأل القرد كلما رآه (طاقيتي وينا، وظل القرد يكرر ذات الاجابة كل مرة (طاقية شنو، ياتو طاقية)، فينهال عليه النمر ضربا وركلا، وعندما تكاثرت الضربات على القرد حزم أمره وذهب يشكو النمر للأسد، استدعى الأسد النمر وعاتبه على ما يفعله بالقرد قائلاً له (ياخي قصة الطاقية دي ما جايه لأنو الرعية حتكتشف ظلمك للقرد ياخي إنت لو عاوز تدق القرد دا شوف حجة تانية)، قال النمر بلهفة حجة تانية زي شنو، قال الأسد مثلا ترسل القرد يجيب ليك موز فاذا أحضره أصفر قل له القاليك منو تجيبو أصفر، أخضر القال ليك أخضر منو، طويل القاليك طويل منو وهكذا ستجد سببا لضرب القرد، والقرد كان مختبئا وسمع كل ما دار وعندما أرسله النمر لشراء الموز إحتاط بشراء كل الأنواع، وصار كلما إحتج النمر على نوع أخرج له القرد النوع الآخر إلى أن نفد صبر النمر بعد أن سقطت كل حججه فصاح مجددا في وجه القرد (طاقيتي وينا)..

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى