حيدر المكاشفي يكتب: يا أبيض يا أسود..يا تسوية يا لا تسوية

 

 

قال لي محدثي دي شنو اللخبطة الحاصلة دي، وما قادرين معاها نفهم بالواضح الما فاضح في تسوية ولا مافي، مرة تسمع كلام تشعر معه ان التسوية باتت قاب قوسين أو أدنى وصارت أقرب لنا من حبل الوريد، ومرة تقرأ تصريحات تجعلها بعيدة المنال وعصية التحقق، وصارت الاحاديث المتواترة عنها تتراوح ما بين هذا وذاك، فما هي حقيقة ما يجري في الدهاليز، رسونا على بر يا العالمين ببواطن ما يدور حتى نكون على بينة من أمرنا بدلا من هذه الحالة اللولبية الحربائية..

وبالطبع لم يكن لدي ما أعلق به على حديثه سوى أن أؤمن وأؤكد على كل ما قاله، فأنا مثله ملخبط ومشوش وأظن أن كثيرون مثلنا يعايشون هذا الوضع الرمادي الملتبس، خاصة أن الرمادي ليس لونا بحد ذاته وإنما تدرج ما بين الأبيض والأسود، وتسمية اللون الرمادي جاءت من لون مادة الرماد وهي المخلفات الصلبة لاحتراق مادة عضوية بالكامل، ومثل اللون الرمادي تكون المواقف الرمادية المشوشة والأقوال الرمادية المتقاطعة والاجابات الرمادية المتباينة، وبعض المواقف والاجابات والأقوال لا تحتمل ولا تتحمل اللون الرمادي، اذ لا بد أن تكون واضحة وصريحة ومحددة ودقيقة..يا أبيض يا أسود..

اننا في أمس الحاجة لمن يمتلك الشجاعة ويصدع بالحقيقة حتى نعرف (راسنا من رجلينا)، وأين نحن وإلى أين مساقون، فالساقية لسه مدورة وما تفتأ تشيل من البحر وتكب في البحر، والكل يدور حول دائرة مفرغة، إنه شعور مفزع من هذه الدائرة المفرغة التي هي أفرغ من فؤاد أم موسى..فحكايتنا مع التسوية المزمعة ولا ندري ربما تكون مزعومة، تطابقت مع حكاية ذاك الموبايل الصيني أبو شريحتين التي حكاها من قبل الزميل محمد عبد الماجد، والحكاية تكشف مدي اللخبطة التي يعيشها الكل إلا قليلا منهم، قيل أن صاحب الموبايل الصيني ضرب لي زول اسمو عثمان، قال ليهو يا عثمان بت خالك الطيب عقدها يوم الخميس، الموبايل الصيني لخبط الحكاية، وقال لي عثمان عمتك حاجة السرة اتوفت الليلة الصباح في حادث حركة، الموبايل شقلب الكلام وعمل عليهو انقلاب عديل كدا، وباضافة من عندي قال من سمع الحكاية وقد بدا عليه عدم الاقتناع ياخي ما تلخبط وتجوط ساكت، أنا السميح البعرفوا دا واحد فنان مسرحي بعيو قصير القامة الله يرحمو توفى زمان، والله كريم دي عبارة لا يحبها الشحاتين من جهة، ومن جهة أخرى هي تميمة يستعين بها السودانيون على إكمال ما ينقصهم من مال، أها أم روابة دي وين وهل تنتج (الروابة) التي هي اللبن الرايب، تحوقلت وتبسملت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم، وقلت بآخر نفس صحيح يا رجل أننا متلخبطون ومتبرجلون بزاوية مقدارها مائة وثمانون درجة، ولكن حذاراك من هذا النوع من اللخبطة، وإليك هذه الحكاية لـ(لخبطة من أمها) إن اقتنعت اقتنعت وإن لم تقتنع عنك ما اقتنعت.. قيل إن مسنوحا أراد أن ينيم طفلته بأن يحكي لها قصة تجعلها تنوم حد الشخير، قال وهو يربت برتابة على كتف الصغيرة، مرة كان في تيس شاف عصفور، قال الأسد هاتوا لي الأرنب فوقعت البقرة من فوق العمارة ووجدت الأم ولدها الضائع، وحين رجع الشرطي من القسم رمى يمين الطلاق على حبيبته، قالت الحبيبة يا حلاوة وشك ومن شدة السعادة دخل في عمود نور وعمل حادث فأصابه الشلل وغرق في البحر ونامت الشحرورة بين الصخور، وقال النسر لا بد أن نتعاون فصادوا الحوت وخلص البصل ونام الفيل وسبح الجميع في نهر النيل، ثم قال الراوي الآن فقط عرفت ليه الكلب يقول ميو ميو..

في لخبطة يا أخوانا أكتر من كدا..في حد فاهم في تسوية ولا مافي..أقول قولي هذا من باب الاحتساب والاعتبار واستغفرالله لي ولكم..

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

Exit mobile version