الطاهر ساتي يكتب: شعار المرحلة ..!!
:: وكأنهم يتحاورون لحل أزمة بلد و شعب غير بلادنا وشعبها، تضرب أطراف الحوار سياج السرية حول (التسوية)، هذا أو كأنها تسوية لطي أزمة ملف نووي و ليس لحل أزمة سياسية يعرف تفاصيلها كل من هبّ ودبّ على وجه الأرض .. من المًعيب، رغم مضي أسبوعاً و آخر من الحوار في الغرف المظلمة، أن يكون الشعب مُغيّباً عما يحدث..!!
:: فالعساكر، في أي مكان و زمان – وبطبيعة المهنة – يعملون بصمت، وسيان عندهم المفاوضات السياسة والعمليات العسكرية، أي دائماً ما يدرجون نتائج حراكهم في ملف ( سري للغاية)، لأن السرية من أهم قواعد العسكرية، و لذلك يصفونهم بالديكتاتوريين، وليس عليهم حرج حين لايفصحون عما يحدث في ( الغرف المظلمة)، فليس على الديكتاتوري حرج.. !!
:: ولكن ما بال الذين يتشدقون بشعارات الديمقراطية يتعاملون مع ملف التسوية كأنهم أفراد في الإستخبارات العسكرية أو جهاز الأمن الوطني، و ليسوا بزعماء في تحالف سياسي مدني يُسمي نفسه بالحرية والتغيير؟.. هل من قيم الحرية إحتكار معرفة تفاصيل حدث كهذا في الواثق البرير و طه عثمان و بابكر فيصل، ثم آخرين يزعجون – حتى الصُم – بخطب الشفافية والمدنية ..؟؟
:: وبالمناسبة، لماذا حزب البعث في المفاوضات السرية؟..فالبرير وطه وبابكر يمثلون ثلاثة أحزاب، بيد أن التحالف الذي يزعم تمثيل الشعب يتكون من أربعة أحزاب، فأين الرابع؟.. والإجابة هي أن حزب البعث يرفض التسوية.. وعليه، ما لم تتسع دائرة التسوية، بحيث تكون شاملة، فان البرهان يختزل المدنيين في ثلاثة أحزاب وياسر عرمان، وهذا تكرار للخطأ ..!!
:: ومن الخطأ أيضاً أن يكشف رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، بعد أسابيع من التسريبات، و في مناسبة زواج جماعي بالبسابير، بأن العسكريين والمدنيين قدموا تنازلات، وأن حل الأزمة السياسية بات قريباً، و موضحاً للشعب أسموها بالبشريات و..و.. شكراً لعرسان البسابير، فلولا زواجهم المبارك لما عرف الشعب بأن هناك تسوية تطبخ في الخفاء..!!
:: فالدول والأحزاب – والقيادة – التي تحترم قواعد اللعب النظيف هي التي تشرك شعوبها في صناعة القرار الوطني، وذلك بمخاطبتها بتفاصيل ما يحدث بكل شفافية من موقع الحدث وقبل وقوعه، وليس تلميحاً وغموضاً من بيوت الأعراس و بعد وقوع الحدث بأسابيع.. فرض سياسة الأمر الواقع على الشعب لم ينجح سابقاً، ولن ينجح لاحقاً، والعاقل يتعظ من تجاربه ..!!
:: وعندما يتحدث البرهان عن تنازلات قدمتها أطراف التسوية، يبقى السؤال ماهي هذه التنازلات؟، أم ليس من حق الشعب معرفتها؟.. وإن كان التنازل يعني – لغة – التخلي عن حق، فما هي الحقوق التي تنازل عنها العساكر و من يسمون أنفسهم بالمدنيين؟، وكيف إمتلكوا هذه الحقوق؟، ولمن تنازلوا ..؟؟
:: ثم السؤال المهم، طالماً صاحب الحق – الشعب – مغيّب، ألا تعتبر التنازلات عطاء من لايملك لمن لايستحق؟..فالأسئلة للعساكر، و لمن يهتفون بشعار المرحلة : ( سرية حوار و شراكة – والكرسي خيار الشعب)..!!
صحيفة اليوم التالي