هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب:مداهمة وكر

 

عقب التقرير الاممى الذى كشف عن ان السودان يأتى فى المرتبة الثانية في ما يتعلق بالاتجار بالبشر وان جهوده ضعيفة في ما يتعلق بالمكافحة، نجد ان التقرير لم يستند الى تقارير رسمية، وانما قامت المنظمات المسؤولة بتلقى معلومات لا اساس لها من الصحة تتماشى مع اهواء اعداء السودان، سواء كان اعداؤه بالداخل من بنيه او بالخارج من الدول ذات الاغراض التى تسعى لادانة السودان باى شكل كان بمساعدة بعض السواقط والجواسيس من ابنائه الخونة، ومن ثم اعداد تقارير مخذلة تعكس مدى تراخى السودان.
والعصابات التى تتاجر بالبشر وتقوم بتهريبهم عصابات عالمية همها الاول الربحية، والسودان يعتبر دولة معبر وليس مقصداً، لانه من الدول المنهارة اقتصادياً ولا يطمح الى البقاء فيه الضحايا، ولكنهم مضطرون للعبور باعتباره الطريق الوحيد الذى يربط اقصى دول افريقيا بدول اوروبا، لذلك كانت عصابات الاتجار بالبشر فى كل دول شرق وغرب افريقيا ودول القرن الافريقي، تحرص حرصاً كبيراً على ايجاد اذرع لها بالداخل لتساعدها فى عمليات العبور.
وتنشط عصابات الاتجار بالبشر من شرق السودان حتى غربه وحتى الحدود الليبية، وتنشط داخل معسكرات اللاجئين حيث تقوم باصطياد الضحايا، فى وقت اعتقد فيه جازمة بأن اسباب تنامى ظاهرة الاتجار بالبشر وتهريبهم تعزى فى المقام الاول لدول اوروبا، فهى لا تقوم بواجبها حيال المهاجرين غير الشرعيين من دول افريقيا، الامر الذى يضطرهم للبحث عن فرص افضل للحياة والهجرة لدول العالم الاول.
واعتمدت المنظمات الاممية فى اعداد تقاريرها على بعض المتنفعين بالداخل، وكانت بايعاز من اولئك العملاء تعمل على تقليل صرفها على معسكرات اللاجئين، اضف الى ذلك ان التكاسل الذى تمارسه الجهات ذات الصلة والتخاذل كان له دور كبير فى ذلك، حيث لا تقوم باعداد دراسات وبحوث وعمليات حصر شامل لمعرفة الاعداد الحقيقية لاولئك اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين ودراسة اوضاعهم.
والدعم الذى لا يتناسب مع الحجم الضخم للاجئين بالسودان قاد لسوء وتردى الاوضاع في معسكرات اللجوء، وتنامى الاعداد وانتشار عصابات الاتجار بالبشر ونشاطها داخل تلك المعسكرات التى تعتبر اراضي مفتوحة يصعب ضبطها، وبالتالى اسهم ذلك فى تنامى الهجرات غير المشروعة لدول اوروبا التى تجأر بالشكوى الآن بسبب تنامى الهجرات غير الشرعية نحوها، وتدعى ان السودان لم يقم بدوره كاملاً فى حين ان السلطات الامنية بمختلف اداراتها شرطة وجيش وامن عام ودعم سريع نشطت كثيراً فى محاربة ظاهرة الاتجار بالبشر، الا ان ضعف الامكانات وعدم توفر الدعم اللازم من دول اوروبا المتضرر الاوحد من الهجرات غير الشرعية، كان سبباً فى تضاؤل تلك الجهود وعدم ظهورها بالصورة المطلوبة.
وما تجهله دول العالم الاول ان السودان دولة مترامية الاطراف وتمتد على مساحات شاسعة وحدودها ذات طبيعة تصعب مراقبتها الا بواسطة طيران ومركبات مهيأة ومجهزة، وهذا ماتفتقر له البلاد، وطالما ان عين دول الاتحاد الاوروبي ترى تقصير السودان وتعمى عن رؤية الجهود التى تبذلها السلطات الامنية السودانية، فاننا نبشرهم بمزيد من الهجرات لدولهم، فاليد الواحدة لا تصفق، وبدلاً من كتابة التقارير التافهة ينبغى ان يتم تقديم العون للعاملين في هذا المجال لمحاربة الظاهرة.

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى