أخبار

اهتمام الغرب بلجان المقاومة.. اعجاب أم بحث عن تكتيكات مضادة؟

عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر 2018، والتي بدأت عفوية في كثير من المناطق، برزت الحاجة لجهات تنظم الحراك وتقوده نحو اهداف الثورة فتكونت “لجان المقاومة” في المدن والقرى وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى وصلت الثورة لمرحلة عزل قائد الجيش حينها الرئيس عمر البشير، في 11 أبريل 2019، ومن ثم استمر عملها في تنظيم الاحتجاجات السلمية سيما بعد فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019م وعملها على تقويم وتقييم تجربة التكوين الحديث مع استمرار قيادة الاحتجاجات التي تعاظمت بعد انقلاب قيادة الجيش على الفترة الانتقالية في 25 اكتوبر 2021م لتستمر في تظاهراتها حتى اليوم.

 

تجربة لجان المقاومة وتمسكها بالثورة السلمية رغم تقديمها مئات الشهداء، اذ بلغ فقط عدد الشهداء الذين ارتقت ارواحهم بعد الانقلاب إلى 117 شهيداً، كانت تجربة فريدة جعلت انظار العالم اجمع تتجه نحوها لوضعها تحت مايكريسكوب الدراسة سيما من الدول الكبرى في امريكا واوروبا كونها تجربة فريدة فكان ان سعت العديد من الدول للقاء اعضاء من لجان المقاومة لبحث التجربة.

 

وعقب سقوط نظام الانقاذ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺮﻁﻮﻡ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻫﺎﻳﻜﻮ ﻣﺎﺱ، ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻭﻓﺪ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻳﻀﻢ ﻧﺤﻮ 30 ﺷﺨﺼﺎً، ﻓﻲ ﺯﻳـﺎﺭﺓ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﻲ ﺍﻷﺭﻓـﻊ ﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑـﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ولم يخفِ الوزير الالماني حينها اعجابه بتجربة الشباب السوداني وسجل زيارة لساحة الاعتصام والتقى بعدد من اعضاء لجان المقاومة مبديا اعجابه بتجربتهم في تحريك الشارع بصورة سلمية، كما التقت مسؤولة عن الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية مولي فيي بلجان المقاومة في اجتماع بسفارة بلادها بالخرطوم وأشادت بدور لجان المقاومة في سبيل استعادة الديمقراطية والحكم المدني مبينة انها عملت في بلدان افريقية كثيرة ولم تجد حركة شبابية مثل لجان المقاومة في سعيها لاستعادة الديمقراطية، مؤكدة ان ذلك أمر مثير للاعجاب. وفي أكثر من مرة أظهر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان “يونيتامس” فولكر بيرتس، اعجابه بلجان المقاومة لدرجة انه قال في تغريدة له خلال عمل الآلية الثلاثية: إن “لجان المقاومة” جزء أصيل من الحراك في البلاد، وإنه حريص على لقاء ممثليها مبينا أن “لجان المقاومة هي جزء أصيل من الحراك المتنوع الذي يعمل لضمان عملية انتقال ديمقراطي في السودان”..

واللافت أن السفير الأمريكي الجديد لدى السودان، جون غودفري، ما ان قدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلا وسعى لعقد، اجتماع مع قيادات لجان المقاومة في جميع أنحاء البلاد.. وقالت سفارة الولايات المتحدة بصفحتها الرسمية على فيسبوك: “استمع السفير غودفري من أعضاء لجان المقاومة من جميع أنحاء السودان.. وتحدث المنظمون الشجعان لهذه الحركة الشعبية بقيادة الشباب عن التحديات التي يواجهونها والتزامهم باستعادة الطريق إلى الديمقراطية. تواصل الولايات المتحدة دعمها لاصرارها على حكومة جديدة بقيادة مدنية وسعيها لتحقيق الحرية والسلام والعدالة”.

 

 

ويرى المحلل السياسي والخبير القانوني ياسر عثمان أن اهتمام دول الغرب بتجربة لجان المقاومة ناتج عن كونها حركة سلمية استطاعت ان تقف امام اعتى الديكتاتوريات وتقدم دماءها رخيصة في سبيل استعادة الديمقراطية والحكم المدني، ويقول ياسر بحسب صحيفة الحراك السياسي: هي بالنسبة لهم أشبه بحركة تحرر جديدة ويمكن ان تلهم الكثير من الشعوب المحفزات للسير في خطاها سيما في اوروبا التي انتقلت اليها العدوى سريعا، إذ ظهرت هناك حركة السترات الصفراء في مايو 2018، كحركة احتجاجات شعبيّة استطاعت في نوفمبر من نفسِ العام، اشعال فتيل المظاهرات في فرنسا، والتي انتشرت بدورها سريعا إلى أجزاء من دولة بلجيكا. وهي بالتالي تجربة قابلة للاستنساخ والتكرار في بلدان عديدة.. لذا فإن دراستها والاهتمام بها ربما يكون ناتجاً من اكتشاف مكامن قوتها.

 

ويلفت المحلل السياسي محمد أحمد علي عبد الباقي إلى ان لجان المقاومة ظهرت مع ثورة ديسمبر غير انها كانت موجودة اصلا إذ عملت حركتا قرفنا وشرارة كنواة لها ثم بدأت في التخلق في العام 2013م عقب التظاهرات التي خرجت في سبتمبر من ذلك العام، ويقول محمد: هي بالتالي تعتبر حركة مقاومة راسخة تستحق من العالم اجمع ان يحتفي بها ،مشيرا إلى ان اهتمام العالم بلجان المقاومة بعضه داعم لها وبعضه يدرسها لوضع الترياق الملائم لها حتى يضمن القضاء عليها حال تحركها خاصة في بلاد الاقاليم التي تعاني ديكتاتوريات مماثلة لديكتاتورية العهد البائد.

الخرطوم: (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى