هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: مستشفى الاحتياطي .. صاحبة في الزمن الصعب

 

وفي خواتيم الاسبوع الماضي اضطرتني الظروف لتسجيل زيارة لصديقة تقيم بجبل اولياء حيث كانت مريضة، وفي اثناء وصولنا وجدناها تهم بالذهاب الى المستشفى لإجراء مزيد من الفحوصات، كنت قد فكرت جليا وأصابني الغم وانا افكر في العودة مرة اخرى الى الخرطوم لعرضها على اطباء مستشفى الخرطوم وغيره، ولما كانت حالتها المادية ضعيفة كان الهم اكبر بطول المشوار ولكن سرعان ما أكدت صديقتي بان هنالك مستشفى حديثا اصبح يلبي احتياجات المنطقة المحيطة وكانت تدعو الله ان لا نجده مزدحما بالمرضى لان حالتها لا تحتمل وعندها اكدت بان المستشفى هو مستشفى الاحتياطي او مستشفى الشرطة الكائن بقيادة قوات الاحتياطي المركزي، تعجبت كثيرا لانني لم اسمع به من قبل ولم أتخيله سوى شفخانة صغيرة يجلس بها مساعد طبي يرتدي نظارة قعر كباية عركته الحياة يمارس الطبابة ويخمن لك مرضك، ثم يصف لك علاجا يخيب او يصيب، وذلك مثلما يحدث في كثير من قرى السودان ولكن كان العكس تماما ودهشت حينما وصلت .
اكتشفت انني داخل صرح عظيم مستشفى متكامل لا ينقصه سوى الإعلان عنه وتنظيم زيارات إعلامية للتأكد من ذلك الصرح مع ضرورة ان يمنح تمويلا ضخما لإتمام بعض النواقص التي لا تعتبر سوى لبنات بسيطة .
داخل مستشفى الاحتياطي قادة شرطة بمختلف الرتب همة ونشاط عالى شباب روحهم عالية يمارسون عملهم بنشاط، الدهشة جعلتني اترك المريضة وأتجول داخل المستشفى المكون من عدة طوابق تضم عنابر متكاملة بها أسرة جيدة وعنابر طوارئ استاف كامل وقسم أسنان فخم وصيدلية رغم قلة الدواء إلا انه مرصوص بعناية على الأرفف المخصصة ومستوى النظافة والهدوء حاجة تانية .
في الطابق الارضي اضخم معمل اعتقد ان مستشفى الشرطة المركزي لايعمل بذات كفاءة معمل مستشفى الاحتياطي كل الفحوصات يمكن اجراؤها واذكر ان الطبيب طالب المريضة بإجراء فحوص نادرة من بينها وظائف الكلى والكبد والسكر التراكمي وفحوصات املاح وفوجئت بان كل الفحوص يمكن إجراؤها وان المعمل مهيأ،ثم انك تمر بعيادات الأطباء المجهزة بعناية ومكاتب الادارة واستراحة المرضى الذين كانت أعدادهم كبيرة .
اكتشفت ان هذا المستشفى الوليد يحوي قسما متكاملا للولادة بها ست حضانات لحديثي الولادة وهنالك غرف أجنحة خاصة وعنابر عامة وغرفة عمليات مهيأة بأحدث الأجهزة المتطورة اضافة الى غرفة عناية مكثفة تتسع لثلاثة مرضى وهذه كانت المفاجأة بالنسبة لي .
علمت لاحقا ان هذا المبنى موجود منذ العام ٢٠٠٦م ولكن لم يفعل بهذه الطريقة ولم يجهز ويكمل بهذه الطريقة إلا هذا العام فهنيئا لقيادة الاحتياطي المركزي بهذا الصرح الذي يستحق التكريم ، خاصة انني اكتشفت ان هذا المستشفى يقدم خدماته لكل سكان محلية جبل أولياء التي تخلو من مثل هكذا مستشفيات والمفاجأة الأكبر ان أسعار خدماته زهيدة ويستطيع الفقراء تلقي العلاج بسهولة ويسر فيا لتلك الروعة .
لو ما الصدفة قادتني ما كان اكتشفته ومن هنا نحيي وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد ونطالبه بتسجيل زيارة للمستشفى والوقوف على النواقص وإكمالها حتى تعمل بكفاءة وفاعلية من أجل خدمة انسان جبل أولياء الذي يعاني في الوصول الى العاصمة لتلقي العلاج .
نخشى ان نطالب نحن سكان محلية شرق النيل بمستشفى شرطة مماثل نتلقى فيه العلاج بذات الكيفية وذات الطريقة توطينا للعلاج بالمحليات وتخفيفا للضغط على المستشفى المركزي.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى