هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: اغيثوا أبو زبد

 

كعادتها الحكومة لا تحرك ساكنا ولا تتدخل لاحتواء نزاع الا بعد ان يسقط الفأس على الرأس وتسفك الدماء ويقتل من يقتل ويصاب من يصاب ويحيا من يحيا، ولا مبرر واضح لتخاذل الدولة فيما يحدث.

قبيلتان كبيرتان أصيلتان صاحبتا كرم ومروءة وشهامة ونجدة، وهما الحمر والمسيرية، دب بينهما خلاف بمنطقة ابو زبد، فاذا كان والى غرب كردفان (مالى مركزو) لما انهارت اواصر الاخوة وتقطعت اوصال المودة بين نساء ورجال وشيب وشباب واطفال هاتين القبيلتين، ولكن تقازم المسؤولون وصاروا لا كلمة لهم ولا مكانة اجتماعية تمكنهم من احتواء اى نزاع او خلاف مهما صغر.

بالامس احتشدت القبيلتان للانخراط فى اشتباك قبلى، وتجمع الطرفان وحشدا ضاربين بقرارات لجنة امن الولاية عرض الحائط.

مثل هذه الاحداث كان من المفترض احتواؤها بتدخل قيادات حكيمة تسعى لاحتواء الموقف قبل ان يتأزم، من خلال الجلوس مع الطرفين ودعوة قيادات القبيلتين للجلوس حول مائدة مستديرة لحل المشكلة، حتى ان دعا الامر لتدخل حكومة المركز لانهاء الخلاف والسيطرة على جميع الاطراف والفصل بينها واتخاذ اجراءات صارمة تكفل الحقوق للجانبين وتحقن الدماء قبل ان تراق، وتكفينا دماء اخوتنا التى أريقت في النيل الازرق ومن قبل في دارفور الكبرى وغيرها من المناطق التى شهدت حروبات أهلية.

ان اندلعت حرب أهلية بين الطرفين فإن السيناريو المتوقع سيكون هو الاسوأ على مر تاريخ النزاعات القبلية بالسودان، خاصة ان القبيلتين تعتبران من اكثر القبائل حيازة للاسلحة النارية والقتالية، والحرب التى تبدأ بـ (طلقة) حتما ستنتهى بـ (دانة)، وستحدث أضخم مجزرة قد تجر حرباً طاحنة يدور رحاها في العاصمة، وستصعب السيطرة عليها الا بتدخل اطراف محايدة وقوات حفظ سلام تقوم بدحر الطرفين.

لماذا دائماً تصر حكومة المركز على عدم التدخل الا بعد تأزم الموقف وما الحكمة في ذلك؟ ان كان ذلك ثقة فى حكومات تلك الولايات المنكوبة فنحن نقول لحكومة المركز (لو انتو معتمدين على حكومات الولايات الترابة كالت خشومكم)، فحكومات الولايات اصبحت منبوذة من قبل انسان الاقليم وسكان تلك الولايات، لذلك فإن مسألة الاستجابة لحكامها امر غير وارد، كما ان مسألة التقيد بالقرارات التى تصدرها لجان امن تلك الولايات أصبحت عبارة عن (حبر على ورق) ولا حياة لمن تنادى، فتقع النزاعات والاشتباكات رغم ان الحكومة المحلية تحمل بوقها وهى تجوب الفرقان بحثاً عمن يستمع لها دون جدوى.

كلما تأخرت حكومة المركز ومجلس السيادة فى التدخل السريع لاحتواء الازمات زاد الثمن الذى ستدفعه لاحقاً، وستتكبد حكومة المركز خسائر فادحة قد تكون سبباً فى يوم ما في الإطاحة بالحكومة الانتقالية.

وسيسطر التاريخ على صفحات سوداء التراخى الكبير والتهاون الذى تعاملت به حكومة المركز مع الصراعات القبلية التى نشبت فى عدد من اقاليم السودان، وسيذكر المؤرخون الاسباب الحقيقية فى ذلك التراخى، هذا ان لم يسعوا لتلفيق اتهامات للحكومة الانتقالية بتورطها فى تلك النزاعات.

نناشد المجلس السيادى بمختلف قادته بدءاً بالرئيس ونائبه والسادة الاعضاء وحكام الاقاليم والمسؤولين، التدخل العاجل لحقن الدماء والحيلولة دون نشوب اشتباكات وحروبات أهلية في ابو زبد، كما نطالب بنشر قوات كثيفة تحول دون تجييش شباب القبيلتين وتمنع اية مظاهر للتجمع، ودعوة قادة القبيلتين لاجتماع عاجل تحتضنه الخرطوم، لتسوية الأمر وحل مشكلات الطرفين وتسريع ترسيم الحدود الفاصلة بين الطرفين.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى