جعفر عباس يكتب: رفضوني كعميل أمريكي

منذ ظهور الإنترنت وبدافع حب الاستطلاع ظللت أقوم بزيارة مواقع غريبة مثل تلك التي تخص الجهات التي تقدم شهادات مزورة، وأزور بين الحين والآخر موقع جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، الـ «سي آي. إيه»، من باب الفضول أيضا، وأحرص على الاطلاع على محتويات صفحة الوظائف الشاغرة، وقد راسلتهم عدة مرات مبدياً رغبتي في أن أصبح عميلاً لهم، ولكنهم لم يتكبدوا حتى مجرد عناء إرسال كتاب اعتذار لي، ولا أفهم لماذا يرفضون توظيفي، على الرغم من أنني أوضحت لهم أننا لن نختلف حول الراتب، لأنني سأقبل بأي مبلغ يعطونه لي إذ يكفيني «شرفاً» أن أكون عميلاً لأكبر جهاز مخابرات في العالم، بحيث يتسنى لي إذا تشاجرت مع شخص ما لأنه لم يسمح لسيارتي بتجاوزه من ناحية اليمين، أو عندما يحتج شخص لأنني تجاوزت الصف في صيدلية مستشفى أن أقول له: يبدو أنك لا تعرفني! فيرد علي: لا أتشرف بمعرفة أمثالك!! هنا ابتسم في ثقة وأخرج له بطاقة السي آي إيه فيصاب بنزلة معوية حادة ويطلب مني «السماح»، وربما تنازل لي عن سيارته الوقحة أو وصفته الطبية التي حاولت التطاول علي!.
وأذهب إلى مكتب طيران في بداية موسم العطلات، وقد يرددون أمامي الموال المعتاد بأن جميع المقاعد محجوزة، وكلنا يعرف أنه وفي مواسم السفر تجد في بعض الطائرات العربية نحو 15 مقعداً تبقى محجوزة «دون أن يحجزها أحد»، يعني هي فعلياً خالية ولكن الجماعة يبقون عليها كذلك من باب الاحتياط، عسى أن يأتيهم شخص «تقيل» فيوفرون له المقعد أو المقاعد المطلوبة!، والله حدث كثيرا أن طلبت في المطار مقعدا محددا في موقع محدد، فيقولون لي إن الطائرة «فُل» ولا مكان فيها لدبوس، واصعد الى الطائرة ثم تطير الطائرة واكتشف ان هناك العديد من المقاعد الخالية (يكون هذا عادة في شركات الطيران الهزيلة).

 

 

 

 

 

صحيفة الشرق

Exit mobile version