احمد يوسف التاي يكتب: أطلقوا يد الإعلام وانتظروا النتائج

لم تنقطع محاولات تهريب سبائك الذهب عبر مطار الخرطوم، وكل ماهوثمين ، كما لم تنقطع عمليات الضبط لكل أشكال التهريب ، مثلما لم تنقطع مسلسلات نشر محاولات التهريب والمضبوطات في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ، لكن كانت ولاتزال نتيجة الحصاد حصيلة من يحرث في البحر صفركبير…فالتهريب لم يتوقف أصلاً ، بل يتصاعد … الدولة في فترة من الفترات أعلنت عن حوافز وصلت إلى “المناصفة”، أي بمعنى أن يصل نصيب “الضابط” 50% من المضبوطات ، مثل نصيب الدولة تماماً، وقد لجأ النظام المخلوع في أواخر أيامه إلى هذه الحيلة لمّا بات التهريب يشكل أكبر هاجس للدولة خاصة الذهب الذي وصلت نسبة تهريبه إلى أكثر من 70%…

في رأيي التهريب بكل قوته التدميرية هذه فما هو إلا محصول واحد من المحاصيل الخبيثة التي تخرجها أرض خبيثة…هذه الأرض الخبيثة بكل تأكيد هي “الفساد”، ولا شك أن التهريب ـ مُنتَج من منتوجات المُفسدين وبضاعتهم التي يعرضونها وهو من “حصائل” الفساد وبذلك يكون التهريب ما هو إلا ناتج طبيعي من منتوجات الفساد، وهو الإبن الشرعي له.

إذا كانت الدولة حصدت نتائج طيبة بمنح كل من يضبط سلعة مهربة 50% من قيمتها فلماذا لا تعمم هذه السياسة المشجعة لكل من يحارب معها الفساد الذي هو “أبو التهريب” وحاضنه ، فلماذا لا تحفز الدولة الذي يكشف الفساد بالمستندات والوثائق …

لقدأثبتت تجاربنا الشخصية أن الحكومات المتعاقبة ليست جادة في محاربة الفساد، فهي لاتكافحه ولاتحاسب المفسدين إلا بطريقة إنتقائية ، لأن بعض أجهزة الحكومة المتنفذه هي التي تحمي الفساد وتسفيد منه، ولهذا فهي تحارب الذين يحاربون الفساد، ولناتجارب مريرة إبان النظام المخلوع وفي هذا (العهد الذهبي) أيضاً…

أقول إذا كانت الحكومة جادة في محاربة الفساد فلتُقْبِل على تحفيز الذين يكشفون بؤر الفساد وكل الذين ينزعون أوراق التوت التي يستتر بها أغوال الفساد وأباطرته ، وتحفيز كل الذين يقبلون على تهديم إمبراطوريات الفسادالحقيقية التي يعلمها الجميع.

عفواً هؤلاء الذين سيكشفون بؤر الفساد ويسلطون الأضواء الكاشفة على قلاعة لايريدون 50% ولا “9%”، هؤلاء يريدون حرية الإعلام فقط ، فلتطلق الدولة يد الإعلام ولتنتظر النتائج….اللهم هذا قسمي فيما أملك

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله،وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version