آراء

محجوب مدني محجوب يكتب: الحكم المدني بين مطرقة عجز المدنيين وسندان ترقب العسكريين

 

ظهر لنا أحد رموز المدنيين اليوم مستنجدا بجهة خارجية من أجل إنفاذ الحكم المدني في السودان؛ ليزيد الطين بلة، فبخروج هذه الشخصية اليوم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن من يتصدر الدفاع عن المكون المدني في السودان لا يحمل أي رؤية دعكم من كونها ضعيفة أو هزيلة.
ألا فليعلم هؤلاء الذين يمثلون المكون المدني اليوم بالسودان ويجلسون مع هذه الجهات الخارجية متوسلين إليهم في أن يقفوا معهم لنصرتهم ألا فليعلموا أنه لا توجد خدمة مجانا، وهذه الجهات إن نجحت في تحقيق مطلبكم، فلن تعمل شيئا سوى تحقيق أهدافها ومصالحها في السودان.
فرق كبير بين أن تسعى هذه الجهات لوحدها لنصرة المكون المدني في السودان فحينئذ سنفرض عليها شروطنا لتدخلها.
أما أن نجلس نحن معها نترجاها لكي تساهم في تقوية المكون المدني، فإن هذه الخطوة ستفرغ كل معنى للمكون المدني.
هذه الخطوة ستجعل منه مجرد مشروع لتحقيق أهداف هذه الجهات خارجية.
ما الذي يمنعكم يا من تتبنون المكون المدني من إنجاز مهامكم لوحدكم؟.
تتهيبون من النظام البائد؟
تتهيبون من الجيش؟
النظام البائد ليس له قوة خارجية تدعمه فلماذا لا تواجهونه وجها لوجه؟
لماذا لا تفضحون مؤامراته ومكايده؟
إن كنتم تعجزون عن ذلك، فليس هذا مبررا بأن تجلسوا مع هذه الجهات الخارجية تتوسلون إليها لمساعدتكم؛ لأن هذه المساعدة لن تقل خطورة من ذلك النظام البائد الذي تخشون منه.
لن تقل خطورة في نهب وتمزيق الوطن.
فالمكون المدني ليس غاية في ذاته يا من تتبنونه، وإنما هو مجرد وسيلة لتأسيس أركان الحكم في البلد، ومن ثم تحقيق السيادة بكل جوانبها.
جلوسكم مع هذه الجهات الخارجية لا يعني سوى أنكم تريدون أن تستبدلوا نظاما بنظام آخر أسوأ وأخطر منه.
لا يعني سوى كشف هدفكم ألا وهو البحث عن مصالحكم الخاصة.
فمن يحارب عدو الوطن لا يستبدله بعدو أخطر منه.
انسحبوا من المشهد برمته يا من تجلسون مع هذه الجهات الخارجية ترجونهم؛ ليسدوا نقصكم وعجزكم عن إقامة حكم مدني، فأنتم بذلك ارتكبتم كبيرتين:
الأولى: استبدلتم الشر بشر أسوأ منه.
الثانية: لن يجلس الجيش يتفرج على فشلكم وبالتالي سينقض عليكم، فتكونون أنتم أكثر جهة أساءت للمدنية.
المدنية معكم يا من تجلسون مع الجهات الخارجية زدتم أزمتها.
المدنية معكم يا من تجلسون مع الجهات الخارجية كثرتم أعداءها.
المدنية معكم يا من تجلسون مع الجهات الخارجية أفرغتم كل معانيها.
قبلكم كانت أزمتها أن يحتل المكون العسكري مكانها، ومعكم زدتم أزمتها عقدتم مهمتها أبعدتم حلولها.
المكون المدني صار مع هؤلاء الذين يستنجدون بجهات خارجية صار بين مطرقة عجز هؤلاء وبين سندان ترقب العسكر.
ففشل هؤلاء يعني سيطرة العسكر للموقف.
ونجاحهم يعني سيطرة الأطماع الخارجية للموقف.
لا حل لنا معهم إلا بإبعادهم.
إلا بسحب كامل الثقة منهم، فهم بإمكانياتهم وقدراتهم هذه لا يسيؤون للمدنية فقط بل يسعون للأتيان بأسوأ الحلول وأخطرها.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى