صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: المالية و أردول أين ذهبت هذه الأموال !!

 

(إن ما تم في عملية جمع اموال لصالح تنصيب حاكم عام اقليم دارفور لا يشبه الثورة ولا قيم الحوكمة والرشد في ادارة شأن الناس في سودان ما بعد سقوط نظام الفساد بل اكثر من ذلك يرقى لكونه حالة تعارض مصالح كما ان عمل تحويل اموال المسؤولية الاجتماعية في حساب شخصي سلوك يرقى لكونه فسادا) هذا ماقاله دكتور عبد الله حمدوك في اجتماعة الذي تم للفت نظر او محاسبة السيد مبارك أردول عندما ضجت الأسافير بخبر الحملة التي امر بها أردول شركات المعادن للتبرع لتنصيب اركو مناوي حاكما لدارفور تحت شعار القومة لدارفور

وبالرغم من الحديث خيب توقعات البعض الذين كانوا ينتظرون اقالة اردول من قبل رئيس وزراء حكومة الثورة والتعامل مع قضايا الفساد بحسم الا اننا اليوم بحاجة لمن يقول هذا الحديث ( مجرد قول ) حتى يوقف سلطة وتسلط الذين يتصرفون في اموال الشعب دون حسيب ورقيب

فلا احد في النظام الإنقلابي يطالب وزارة المالية او شركة المعادن السودانية بكشف حساب عن اموال المسئولية الاجتماعية فبالرغم من ان هذا البند يجب ان لاتتدخل فيه الدولة والجهات المنظمة او الرقابية لفرض دعم لجهة معينة او اشخاص بعينهم ولا حتى منع الدعم عنهم الا ان وزير المالية جبريل ابراهيم ومبارك أردول يتصرفان في اموال المسئولية الاجتماعية كما يشاء كل واحد منهما ان يمنح او أن يمنع

وفتح نائب رئيس المجلس الإنقلابي الفريق محمد حمدان دقلو ، بابا كان مغلقا بإحكام عندما طالب بجرد حساب عن اموال المسئولية الاجتماعية ومعلوم ان الشركة السودانية للموارد المعدنية تعمل بنفس عقلية النظام المخلوع في مايتعلق بهذا الأمر

فالسيد مبارك أردول عندما حاصرته حرب الاعلام والاسافير وطالب الناس باقالته تحت هاشتاق( أردول فاسد) تعامل مع القضية انها استهداف شخصي وقال اردول ان ثمة من يخوضون معركة ضده، معلناً في الوقت ذاته كامل استعداده للخضوع للمحاكمة حال ثبتت عليه تهمة كونه فاسداً

لكن عندما يتحدث دقلو قائلا ( قروش المسئولية الاجتماعية المتعلقة بالذهب بالذات مسئول منها وزير المالية نحن دايرين نعرف مشت وين ومحلها وين ولازم تتراجع ) يبقى الحديث هنا ( دخل الحوش ) فحديث حميدتي يختلف عن كل الذين طالبوا بمحاسبة مدير الشركة السودانية وحتى وزير المالية لأن حميدتي لايسأل هنا ، هو على يقين ان هناك تلاعب في هذه الأموال ، فمطالبته بكشف الحساب جاءت بلغة الواثق الذي يمتلك دليلا قاطعا ، لم يكن يسأل ليحصل على اجابة هو حصل عليها مسبقا

ولم تدم ابتسامة اردول بعد ان سمع رئيس المجلس الانقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان وهو يربت على كتفه ويطالبه بالتبرع بمبلغ ٢ تريليون لمتضرري السيول والفيضانات بولاية نهر النيل حتى باغته نائبه الفريق دقلو وطالب بجرد حساب ، فغريب ان يفصح حديث البرهان عن ثقة مطلقة في اردول ويفصح حديث دقلو عن جملة شكوك فيه !!

فحديث دقلو لم يكن ناتجاً لغيرة وخوف دقلو من أردول وجبريل ومحاولتهم بناء امبراطورية موازية لامبراطوريته ، ولكن يريد ان يقل للمؤسسة العسكرية ان هؤلاء الذين تثقون فيهم وتطالبونهم بالتبرع للمتضررين ليسو أهل للثقة ، تصريح ربما يجعل البرهان ينتبه إن كان غافلا

لكن لماذا اختار دقلو هذا التوقيت للمطالبة بكشف المستور ؟! الا يؤكد هذا اتساع رقعة الجفاء و المسافات بين الرجلين فرجل يتباهى به البرهان قبل يومين يأتي نائبه ويلمح عن وجود فساد في اموال تقع مسئوليتها عليه !!

قد لايهم القارئ الابعاد السياسية للتصريح ولكن يهمه ويهمني معرفة حجم الفساد في المسئولية الاجتماعية في قطاع الذهب أين تذهب هذه المليارات الضخمة ؟! الم يقل حميدتي للمواطنين انها اموال يمكن ان تبني وتشيد قرى كاملة من جديد !!
طيف أخير:
كم تصريح نحتاج ل حتى نتأكد أن الفساد الذي لانعلمه أكبر من الذي نعلمه بكثير .

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى