آراء

محجوب مدني محجوب يكتب: الانقسامات السياسية ليست دليل عافية

تأتي الأحداث السياسية ومواقفها لتؤثر سلبا على الحزب أو الحركة على جميع الأصعدة:

* تؤثر عليها على الجانب الاجتماعي بحيث تشتت القوى وتفرق العلاقات بين الأفراد والجماعات.

* تؤثر عليها على الجانب الاقتصادي بحيث توزع الثروات بين أكثر من فصيل بينما لو كانت الثروات مجتمعة وعلى فصيل واحد لكانت أدعى لزيادتها وتنميتها.

* تؤثر على الجانب العملي، فحينما تتعدد المسؤوليات على العمل الواحد يكون الناتج أقل وأدنى مستوى.

* قطعا تأثير الانقسامات سيكون سلبا على الجانب السياسي، فتعدد المواقف السياسية يؤدي إلى تعدد الآراء والمقترحات، وهذا يضعف المواقف السياسية ويبعد عنها كل دور إيجابي.

كل هذه النتائج سببها الأساسي ضعف الممارسة السياسية وضعف رؤاها.

فعلى العكس من ذلك كلما نضجت الرؤى السياسية وقويت كلما وحد ذلك الأجسام السياسية، وقلل بقدر كبير من انقسماتها.

إذن الانقسام داخل محيط العمل السياسي ليس دليل عافية بل يشير إلى داء عضال يعاني منه المحيط السياسي، فبقدر عدد الانقسامات يظهر ضعف العمل السياسي.

فإن كانت الحركة الشعبية مثلا بقيادة جون قرنق تنظر للسودان نظرة واحدة لما انقسمت بعد وفاة جون قرنق إلى أجنحة:

شمال وجنوب وجناح الحلو.

وإن كانت تنظر الحركة الشعبية جناح الشمال للقضايا الوطنية نظرة ناضجة تصب في مصلحة الوطن لما انقسمت اليوم إلى جناحين:

جناح ياسر عرمان وجناح مالك عقار.

وما جاءت هذه الانقسامات للحركة الشعبية هنا إلا من أجل التمثيل، وإلا فإن انقسامات الأحزاب السياسية جميعها نالها هذا الداء العضال.

هشاشة توجه هذه الأجسام مع افتقار الساحة لطرح ما هو ناضج ومفيد هو الذي أدى إلى انقساماتها.

يبدو أن التخبط السياسي من جهة وتعاطيه من قبل أحزاب وحركات تفتقر للمهنية من جهة أخرى لن يكون أثره على هذا المواطن المغلوب على أمره فقط، وإنما سيطال أيضا هذه الأجسام الهلامية التي تدعي الانتماء إلى عالم السياسة زورا وبهتانا.

المشهد السياسي إن كان ناضجا ويدرك الأزمة التي يعاني منها السودان، فسوف ينعكس ذلك على تكتلاته، فبدلا من أن تتقسم، فسوف تتحد ليس داخل الكيان الواحد بل تتجاوز هذا إلى اتحاد كيانات مع بعضها البعض، فإن كانت الانقسامات دليل مرض، فإن الاتحاد دليل عافية، ودليل وعي بالراهن السياسي وأزماته.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى