تحقيقات وتقارير

لقاء الثورية و(الرباعية) ..هل من جديد؟

استمع المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية برئاسة د. الهادي إدريس عضو مجلس السادة الانتقالي خلال اجتماعه بقاعة الصداقة أمس، الى تنوير، قدمه رئيس الجبهة حول المشاورات غير الرسمية التي جرت مؤخرا مع الآلية الرباعية ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تناولت هياكل حكم الفترة الانتقالية ومهامها.

 

الوثيقة الدستورية:
وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية أسامه سعيد في تصريح صحفي، إن اجتماع المجلس القيادي للجبهة الثورية احيط علما بمشاَورات اجتماعات الآلية الرباعية وكذلك تناول قضايا المبادرات المطروحة بالساحة السياسية ،مؤكدا أن الجبهة الثورية ستتعامل مع كل المبادرات حينما تتفق وتتسق مع اتفاق سلام جوبا وعدم المساس به .
وأضاف سعيد أن اجتماع المجلس القيادي للجبهة الثورية تناول الترتيبات الدستورية وموقف الجبهة الثورية منها وهي التمسك بالوثيقة الدستورية وإدخال كل التعديلات الضرورية.

وكشف أن الاجتماع اتفق على تشكيل لجنة سياسية برئاسة مالك عقار عضو المجلس الانتقالي لمناقشة كل المبادرات المطروحة وإدخال التعديلات الضرورية لمبادرة الجبهة الثورية في الوثيقة الدستورية وكذلك من مهام اللجنة تطوير وتحديث مبادرة الجبهة الثورية السودانية.

تجزئة الحلول:
رئيس الحرية والتغيير الكتلة الوطنية يوسف محمد زين قال في تصريح لـ(السوداني) ، ان السودان يعاني من مشكلة وطنية كبيرة ، وليس بين الجبهة الثورية والآلية الرباعية ، بالتالي يجب البحث لها عن حلول وطنية جادة ، للخروج بالبلاد الى بر الامان ،وقال:( لا يمكن تجزئة الحلول مع بعض القوى السياسية ، لانها لن تؤدي الى نتيجة) ، مستدركًا: “هي محاولة الى الوصول الى حل ، وقال ان مشكلة السودان معقدة وتحتاج الى حلول قابلة للتنفيذ وتخاطب اشواق الشارع” .
محمد زين لفت الى ان كتلته القوى الوطنية دعت الى منصة وطنية تجمع الفرقاء وصولا الى توافق لحل الازمة واستكمال ماتبقى من المرحلة الوطنية ، وتستند إلى الوثيقة الدستورية وإجراء تعديلات عليها ، وقال إن الكتلة، زاهدة في المشاركة في الحكومة، مستفيدين من خروج العسكر من العملية السياسية .

فشل الاجتماع :
السفير الرشيد أبوشامة قال في تصريح لـ(السوداني) إن لقاء الرباعية بالجبهة الثورية لن يكون له أثر كبير، لأن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان قبل مبادرة الشيخ الطيب الجد ، مشيرًا الى ان البعض يعتقد انها وراءها الامين العام للحركة الإسلامية علي كرتي ، وعناصر النظام السابق.
وقال إن البرهان سبق ورفض أي مشاورات ثنائية ، لافتًا الى اجتماع الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي وأمريكا والسعودية ، وقال إنه فشل رغم أن حضور نائبة وزير الخارجية الأمريكي مولي في ، ورهن نجاح مبادرة الرباعية بحضور ممثلين من خارج السودان واذا اطمأن قلبهم بان البرهان لن يعترض كما حدث في لقاء منزل السفير السعودي ، مشيرا الى ان الغرب يراعي مصلحته اولا قبل الدخول في اي مبادرات ، وحدث ذلك حتى في الحرب الروسية الأوكرانية .

 

مبادرة الثورية:
وأعلنت الجبهة الثورية في وقت سابق عن مبادرة تشمل إطلاق حوار بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية، وشددت على التمسك بتنفيذ اتفاق السلام كاملا بما في ذلك مسار شرق السودان الذي تدور حوله خلافات كبيرة بين مكونات المنطقة.

لكن فيما بعد أعلن عضو الجبهة الثورية ورئيس الحركة الشعبية مالك عقار عن مبادرة تتلخص في 3 مراحل، الاولىالاتفاق على تحديد الصلاحيات والمهام بدقة بين أجهزة الدولة المختلفة، وعلى رأسها المجلس الجديد الذي اقترحه البرهان والذي قال عنه عقار انه (إذا ما جاء بهذا الاسم أو بأي اسم آخر فهو لا يختلف اختلافًا كبيرًا عما اقترحته الجبهة الثورية واقترحته قوى الحرية والتغيير في أطروحاتهما المختلفة).

 

المرحلة الثانية هي مرحلة تكوين حكومة كفاءات وطنية واختيار رئيس وزراء توكل له إدارة البلاد ومواجهة مهام عاجلة، في مقدمتها معالجة الأزمة الاقتصادية والتقليل من تأثيرها المتزايد على المواطنين، واستكمال عملية السلام، والتصدي للفساد، وإصلاح الخدمة المدنية، واستكمال تشكيل هياكل السلطةالقضائية والمفوضيات، إضافةً إلى تجهيز البلاد لانتخابات حرة ونزيهة تضمن المشاركة العادلة والشاملة للجميع، بحيث تركز الأحزاب السياسية على مهمة التحضير للانتخابات في جو سياسي صحي وطبيعي .
أما المرحلة الأخيرة هي حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع ما عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول.

 

عدم الانحياز :
وقبل يومين رحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان بالمبادرات المطروحة في الساحة السياسية، داعيًا الجميع إلى الجلوس على صعيد واحد والالتفات إلى شأن الوطن، مؤكدًا عدم الانحياز إلى طرف بعينه، بل لخيارات الشعب السوداني وحده.
وقال إن السودان مواجه بتحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بالوقوف صفا واحدا، شعبًا وجيشًا، لتقديم المصلحة الوطنية على ما دونها، حتى نقدم للأجيال القادمة وطنًا معافى ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية.

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى